الذكرى الثانية لثورة 30 حزيران يونيو التصحيحية

mainThumb

05-07-2015 02:43 PM

في الثلاثين من حزيران يونيو الماضي مرت على الأمة العربية ومصر تحديدا الذكرى الثانية لثورة 30 يونيو التي أزاحت عن مصر أكبر الأخطار التي كانت تهديدا لوجودها ووحدتها الوطنية ،  وحتى الآن لم تنصف تلك الثورة بالشكل الصحيح وما قدمته لمصر من قارب النجاة بعد أن كانت على وشك الدخول في حرب أهلية عندما استغلت جماعة الإسلام السياسي حالة الفراغ بغياب نظام مبارك القمعي وتصحر الحالة السياسية في مصر طيلة أكثر من أربعون عاما ، الأمر الذي أدى لثورة شعبية عظيمة في 25 يناير 2011 تلك الثورة التي لم يشارك بها تجار الإسلام السياسي أو يصنعوها أو يدعو إليها ، إلا بعد أن أصبحت حقيقية على الأرض وكان تنظيم الإخوان حتى العشرة الأيام الأولى حاولوا عقد صفقات مع نظام مبارك على حساب الثوار من الشعب ودمائهم الطاهرة ولقاء قادة الإسلام السياسي مع عمر سليمان نائب مبارك كانت معروفة ومعلنة ، وعندما رفض الثوار وأصروا على الإطاحة بنظام كامب ديفيد كاملا السادات مبارك ، ركب الإخوان موجة الثورة وهم والحق يقال ماهرون جدا في اصطياد الفرس وركوب الموجات ، والاستفادة منها بشعاراتهم التي هي كلمة حق يراد بها باطل كما قال الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام قبل 1400 عام .وهي تتشدق بالدين الحنيف وهي أبعد ما يكون عن جوهره حتى أصبح عدد من المواطنين البسطاء يعتقدوا  أن الإخوان المتأسلمين هم من صنعوا الثورة ولجانب ذلك والحق يقال كانوا هم التنظيم المنظم والأكثر إمكانيات مادية وتلقى دعما خارجي خاصة من أمريكا وأوروبا وقطر بشكل خاص ، وكانوا يتحدثون أنهم زاهدون  لا يريدون السلطة ولكن فجأة وعندما شعروا أن الفراغ يخدمهم تغيرت السياسية ودخلوا الانتخابات الرئاسية وبدعم مالي غير مسبوق وهذا يضع علامات استفهام كبرى على تلك الحركة التي ادعى نظام مبارك وقبله السادات بأنها محظورة وفي الوقت نفسه تجري الصفقات بينها وبين النظام لاقتسام الكعكة حيث استخدمهم السادات في ردته عن ثورة 23 يوليو المجيدة وقائدها جمال عبد الناصر واستخدمهم مبارك كفزاعة مع الغرب وبأن البديل لنظامه سيكون الإرهاب ومعنى ذلك أن كامب ديفيد يقصدون مصلحة إسرائيل ستكون في خطر ، ومن خلف نظام مبارك الغبي واصل الإخوان المتأسلمون حوارهم مع أمريكا والغرب وأعطوهم كل الضمانات المطلوبة وبأن كامب ديفيد ستكون خطا أحمر يمنع الاقتراب منه.


 وعلى هذا الأساس جاء التغير في مواقفهم وشاركوا في انتخابات الرئاسة ومع كل ذلك الدعم لم يفوزوا ولكن فاز الفريق أحمد شفيق وتغيرت النتيجة بعد إعلانها كما تتغير الانتخابات هنا وهناك في العالم الثالث وجاء الرئيس الخطأ محمد مرسي الاخواني والأضعف لقيادة بلد عظيم بحجم مصر وتاريخها .


وبدلا من انتهاج سياسة تصالحية مع الجميع لجأ مرسي لثارات قديمة وكان خطابه الشهير والأول بعد الرئاسة عن الستينات وما أدراك ما الستينات وكأنه يعود بنا بالتاريخ للخلف والثارات القبلية المتخلفة وهو بذلك يحاول إرضاء مكتب ما يسمى بالإرشاد وتوجيهاته ، حيث أن مرسي كان هو الحلقة الأضعف وهناك منافسه القوي خيرت الشاطر ، وعندما أراد مرسي الخروج للعالم العربي وإفريقيا منه بشكل خاص وحتى مخاطبة الداخل لم يجد إلا ثوب الزعيم جمال عبد الناصر حاول ارتدائه حيث كان آخر خطاب له عكس الأول من مصنع الألمنيوم عندما قال ( جئنت أكمل ما بدأ به جمال عبد الناصر) ولكن جاء ذلك بعد فوات الأوان حيث غلبت مصلحة الجماعة والعشيرة على مصلحة الدولة في خطابه الشهير الأول وأيضا عندما قطع العلاقات مع سوريا بدون أي نظرة لما يربط القطرين الشقيقين من علاقات تاريخية منذ عهد الفراعنة حيث تكتل الشارع المصري كله بكل ألوانه واتجاهاته ضد تلك الطغمة المجرمة وكانت الاختيار الخطأ لو كان نجاحها حقيقيا.


وعلى هذا الأساس كانت الثورة حتمية تاريخية الذي وقف الجيش بجانبها ابن الشعب البار وهذا أمر طبيعيي  ، ومنذ إزاحة الكابوس عن كاهل الشعب المصري لجأ المتأسلمون للإرهاب والقتل والانتقام من المواطنين ، وكانت تصريحات قياداتهم قبل الثورة وعندما شعروا بالخطر مثل الكتاتني والبلتاجي وخيرت الشاطر وعصام العريان بتحويل سيناء لجحيم لمصر وجيشها إذا مست شرعية مرسي كما يقولون .


 وأرادوا في الذكرى الثانية لثورة 30 يونيو حزيران إفساد الفرحة حيث بدأت عملياتهم المدعومة من كل أعداء الأمة في التفجيرات والقتل ووصلت لذروتها باغتيال القاضي هشام بركات وأحداث العنف في القاهرة حيث تمكنت رجال الأمن من تصفية أكبر خلية إرهابية للإخوان في مدينة 6 أكتوبر  كما جرى مهاجمة القوات المصرية في سيناء وأدى ذلك لقتل أكثر من 100 إرهابي واستشهد ما يقارب 17 جندي مصري وجرح 13 وفق إحصائيات أولية .


وما أراده الإرهابيون تحقق العكس منه تماما حيث اصطف الشعب  خلف قيادته وجيشه وحتى المختلفين مع نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي وأمام ضمائرهم الوطنية لم يجدوا أنفسهم إلا مع وطنهم وجيشهم وفشل الإرهاب ودعاته من القتلة في تحقيق أهدافهم .
نبارك لأنفسنا وشعبنا في مصر ذكرى الثورة المباركة ولا شك أن إرادة الشعب ستنتصر على الإرهابيين القتلة ، وكل عام ومصر شعبا وجيشا وقيادة حتى لو اختلفنا معها  بألف خير .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد