الحافز و اثره في عملية التعليم - ناصر ال حسن

mainThumb

06-07-2015 11:05 AM

الحافز و اثارة الدافعية عامل حاسم في عملية التعليم بمفهومها الاشمل , فالحافز يخاطب الحاجات الانسانية الفطرية , لاحداث عملية التعليم كرغبة ذاتية , اي ان الحافز هو من يجعل المتعلم يقبل على عملية التعليم بحثا عن الشعور العميق بالرضى و هي كما ذكرت حاجة انسانية متاصلة و لكنها تختلف تباعا للفئة العمرية.


يقول مكسيم غوركي (لا يكفي ان تعرف ,,, لا بد ان تفهم ) فالمعرفة شئ و الفهم  و الرغبة به  كنتيجة لدافعية ذاتية او حافز شئ اخر.


حديثا قالوا علماء التربية ان الفرق بين ان تعرف و ان تفهم , الاولى هي المعرفة السطحية و التي تتسم بالقفز عن العوائق و أخذ ابسط الطرق لمعرفة عامة غير مفصلة او عميقة, اما ان تفهم فهو مواجهة التحديات و العوائق التي تقف حائلا دون الفهم العميق , و بالنهاية تفكيك هذه الصعوبات و العوائق للوصول الى أدق التفاصيل عن ماهية الشئ المبنية على اساس معرفي منطقي, و هذه العملية بالتاكيد تحتاج لحافز داخلي قوي ليشكل الضمانة الاكيدة لتحقيق التعليم و استمراريته.


هذا ينقلنا الى التمعن بما الت اليه  عملية  التعليم المتبعة لدينا و مراعاة ان يكون هدفنا هو (ان تعلم) و ليس (ان تعرف فقط),


الحافز نوعين , داخلي  intrinsic motivation   و حافز خارجي extrinsic motivation  , و على الرغم من مئات الابحاث العلمية التي تؤكد على محورية هذا العامل في عملية التعليم الا اننا يجب ان نؤكد على الطريقة المثلى لاستخدامه, فأن تم استخدام الحافز بطريقة مبتذلة و غير صحيحة لربما انقلب الى ضده,


ان اشهر الدراسات العلمية التي قام بها المختصين مثل (Alderfer) و (Maslow)   لتؤكد على عدة مظاهر للحافز و التي من اهمها:


•    طبيعة الانشطة التي يقوم بها المتعلمين و خاصة في المراحل المبكرة.


•    المظهر العام لغرفة الصف.


•    الرعاية و التقييم التي نوليها للمتعلم و خاصة بالمراحل المبكرة.


•    اظهار  التقدير و الاحترام لما يقوم به المتعلم.


•    مواقف و اتجاهات المعلمين نحو المتعلمين و نحو المهنة نفسها.


•    و امور اخرى لا يتسع المجال لذكرها.


و بناءا على ما سبق نتسائل  عن الأهمية التي يوليها معلمينا لهذا العامل الهام في جميع مراحل التعليم , فعلى الرغم من ان عامل الحافز مهم و ذو دور ايجابي بالغ في جميع المراحل العمرية و جميع المراحل الدراسية الا انه يلعب الدور الابرز في المراحل الاولى للتعليم , و هنا نشدد على التأهيل التربوي الجيد للمعلمين الذين يقع على عاتقهم تدريس المراحل المبكرة, فبالأضافة للتعليم انهم بلا شك يساهمون مساهمة فعالة في بناء الشخصية للمتعلم (التلميذ) و صقلها, و يشكلون موقف المتعلم من عملية التعليم ككل و المدرسة بالذات, فغرس نظرة ايجابية نحو المدرسة و التعليم من شأنه ان يساعد التلميذ بتخطي الصعوبات التي قد تواجهه لاحقا بالمراحل الدراسية , و تكون لدية قاعدة صلبة عبارة عن مجموعة اراء او قناعات نحو التعليم , و هذا من شأنه ان يشكل الضمانة القوية للتلميذ للسير قدما و بأقبال نحو التعلم, فاذا كان التلميذ هو محور عملية التعلم  , فالمعلم هو المحرك و الموجه للعملية التعليمية .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد