رسالة الى المعلم

mainThumb

27-08-2015 03:25 PM

  رسالة من معلم الى زملائه المعلمين ومن أخ إلى إخوانه وأخواته من أب لثمانية أولاد يجلسون على مقاعد الدرس . وأنا أعلم هذه الحقيقة أن المعلم كلمة قد تمر مرور الكرام عند الكثيرين في أوقات انغماسهم في معترك الحياة . المعلم كلمة ضاع بريقها في هذا الزمن الرديء في تعقيداته الاجتماعية التكوينية .لكن المعلم في الواقع هو الحاضر والمستقبل ، المعلم الأمة الوطن الازدهار الحضارة 

 
الزملاء المعلمون الأفاضل ،،،
 
كل عام وأنتم بألف خير فالبدء في هذه المهمة المقدسة هو عيد وأجمل عيد، عيد يختلف عن كل الأعياد ففرحته قد لا نحضرها ويلمسها أبناؤنا في المستقبل ، فيدعون لنا في وقت نحتاج فيه الدعاء من أحد ، كل عام وأنتم بخير فأداء المهمة هو أمانة ومن حفظ الأمانة فقد فاز في الدارين الدنيا ولآخرة .
 
مع بدء العام الدراسي الجديد وإيمانا مني بدور قطاعنا التعليمي أترك بين يديكم هذه الملاحظات التي استطعت وبعد خمس وعشرين عاما في معترك التعليم أن ألملم شذراتها وأضعها بين أيديكم ولست بأعلمكم أتركها بين أيديكم لعل أحد منكم يحتاجها في ظل معيقات العملية التعليمية التعلمية في بلدنا الأغلى بكم وبنتاجكم .
 
وبالرغم من التغيرات السريعة في منظومة القيم وبالرغم من التغيرات السريعة في الأنظمة السلوكية في مجتمعات إلا أنني أقول لكم أن مجتمعنا الأردني لا يزال يحمل في طياته تلك القيم الأعرافية – إن جاز لي التعبير - الرائعة المستمدة من ثنايا تاريخنا وعقيدتنا السمحة فلا سوء على الاطلاق وإن ظهرت هنا وهناك بعض التصرفات الطارئة التي لا تعكس أبدا المعدن الطيب الذي نحمله في طياتنا كمجتمع .
 
وظيفة المعلم وقبل أن يدرس الطلبة معرفة جميع الظروف التي تحيط بمجتمعه والتي من شأنها أن تعطيه صورة أفضل عن الشريحة التي سوف يتعامل معها في المدرسة ، محيط ملتهب ومجتمع منشغل بمطاردة رغيف خبز لأفواه لم تصل الى مرحلة تحمل المسؤولية ،ولي أمر منشغل ثلثي اليوم في مسؤوليته الغاية في التعقيد في ظل تصاعد خط الفقر المتفشي في المجتمع حتى في أوقات الراحة لديه لا يملك بها راحته ، فإياك أن تتصوروه الانسان المتفرغ تفرغا تاما لمتابعة أبنائه .
 
في ظل هذه الظروف ما المطلوب منا كمعلمين ؟
 
التعليم - زملائي الأفاضل - هو منظومة متداخلة ومتشابكة ولا يقتصر التعليم على إجادة التعامل مع المنهاج المدرسي من تخطيط وأساليب وتقويم ، ومهمة المعلم ليست مقتصرة على إعطائه الدرس في حصته الدراسية ، فسلوك المعلم منذ دخوله المدرسة محط أنظار الطلبة طريقة حديثه ، هيئته ، اسلوبه في التعامل مع مدخلات المدرسة الادارة باقي أعضاء الهيئة التدريسية قبوله وانتمائه لمهنته ، ردات فعله مع الضغوطات اليومية اسلوبه مع الطلبة أثناء الاستراحات اليومية ، هذه كلها تعتبر وجبات تعليمية للطالب الخام القادم من مجتمع الاسرة .
 
قبل أن نحاسب الطلبة يجب علينا أن نحاسب أنفسنا على تصرفاتنا ، لن تنجح مدرسة أو مؤسسة تعليمية لا يوجد بين القائمين عليها ترابط ودي أخوي ، لن تنجح مدرسة أو مؤسسة تعليمية فيها كنتونات علائقية تنافسية ، مدرسة مجتمع معلمين فيها مشحون إدارة تسلطية قرارات قمعية لا يوجد فيها تشاركية هذه مؤسسة من الطبيعي أن تخرج أجيال جهلة . لا أنكر وجود بعض الشوائب في المجتمع المدرسي هنا يجب أن تتدخل الادارة التربوية المركزية لتصفية هذه الشوائب .
 
أيها الزملاء الأكارم لنفتح قلوبنا الى أبنائنا الطلبة ولنأخذ بأيديهم الى بر الأمان ليتسلموا مسؤولياتهم في الوطن في المستقبل ، لنترك بصمتنا على أبنائنا ولنكن نحن الآباء ونحن أولياء الأمور ، لنكن القدوة أمام طلبتنا في الدفاع عنهم وتصويب أخطائهم وتعليم المتأخر في التحصيل . 
لا يوجد طالب فاشل بشكل مطلق ، ولا يوجد طالب سيء بشكل مطلق ، بأيدينا نحن أن نأخذ بأيديهم ونوصلهم شط الأمان ، لنفتح قنواتنا التواصلية مع المجتمع المحلي ولنشاركهم أفراحهم وأحزانهم ولا نترك مناسبة دون التواصل معهم ، نستدعيهم وبدون ترتيب مواعيد لنجلس معه وبدون أن نظهر لهم عيوب أبنائهم ولنوصل رسالتنا لهم أننا كمجتمع تعليمي بحاجة لهم .
 
أعلم أن هناك ممن يقرأون حروفي الآن يقولون في قرارة أنفسهم أن المكتوب هو كلام نظري مثالي غاية في الصعوبة عند التطبيق وأقول إن وجدت الرغبة لا صعوبة على الاطلاق .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد