كيف هي الصورة داخل الإخوان في الأردن بعد فشل مبادرة الإنقاذ ؟

mainThumb

27-11-2015 01:09 PM

هل ستستمر جماعة الإخوان الأم بقتل أسودها حتى تتناهشهم سباع الحرس القديم في النظام  قريبا  ؟ ،هل سنجد دفعة جديدة من حملات الفصل والتشويه لرموز وقيادات الحركة الأوائل ؟، هل  نحن مقبلون على انشقاق طولي عميق أيضا داخل جسم الجماعة الأم أمـ أن الموضوع لا يتجاوز زوبعة في فنجان ؟،هل خطوة الحكماء جاءت طمعا في سلطة أو منصب أمـ هي محاولة إنقاذ حقيقية ؟، هل فعلا الأفق للإصلاح مسدود كما وصف احد الحكماء؟، هل القيادة الحالية جادة في المصالحة والإصلاح  أمـ أن الأمور لا تتعدى المماطلة وشراء الوقت ؟ ، هل  لدى الحكماء أو رموز التيار الإصلاحي مشكلة مع صندوق الانتخاب الداخلي ؟، مجموعة من الأسئلة نطرحها  علنا نجد عليها أجوبة  من خلال تقليب وجهات النظر ووصف الواقع كما هو   .
 
(1)ما هي طبيعة المبادرة ؟، وماذا جرى ؟
 
 
 
أ‌. بنود المبادرة 
 
•ضرورة الإقرار بوجود أزمة حقيقية وكبيرة يواجهها الواقع التنظيمي والدعوي أزمة تتحملها أطراف عديدة، وخصوصا المكتب التنفيذي (بصفته الإدارية والقيادية).
 
 
•إعادة تشكيل الهيئات القيادية التنفيذية الأولى في الجماعة والحزب على أساس الشراكة الحقيقية في تحمل المسؤولية ومواجهة التحديات، شراكة تعتمد الكفاءة والقدرة على حمل أهداف الجماعة ومشروعها، من إخوة معروفين بروح التوافق، ولفترة انتقالية لمدة عام، يصار فيها إلى تعزيز وحدة الجماعة وتوحيد الجهود في مواجهة استحقاقات المرحلة، وتهيئة الظروف والمناخات الملائمة لإجراء الانتخابات في الجماعة والحزب وبما يضمن العمل على إجراء التعديلات اللائحية الضرورية و يستثنى منصب المراقب العام من التغيير.
 
 
•إعادة النظر في صلاحيات الحزب ومسؤولياته بما يعزز استقلاليته وانفتاحه على المجتمع، ويطلق يده في العمل السياسي والشعبي والنقابي، ويزيل مظاهر الازدواجية التنظيمية .
 
 
•الاتفاق على ميثاق شرف ينظم العلاقات الداخلية ويعالج الإختلالات في سلوك الأعضاء، ويحفظ حقوق الإخوة.
 
 
ب.ماذا جرى؟ .
 
 
مبادرة الشراكة والإنقاذ هي المبادرة السابعة عشر التي قدمت من لجنة الحكماء كما اصطلح عليها إعلاميا منذ أن تشكلت زمزم ونشبت الخلافات بين صفوف الجماعة منذ ذلك الحدث ورموز مبادرة الشراكة والإنقاذ يحملون الخراطيم لمحاولة إطفاء الحرائق التي بدأت تشتعل في الجسم التنظيمي وفي كل المناطق  .
 
تقدمت لجنة الحكماء بأكثر من مبادرة ونادت برحيل القيادة الحالية للجماعة الأم ممثلة بمراقبها العام  ليس لان هذا الفريق لا يؤمن بشرعية القيادة أو لا يسلمون بنتائج الصندوق وإنما لما يروه من عجز كبير لدى القيادة عن مواجهة الأزمة وعدم قدرتها على  تقدير حجم المشكلة ، وأنهم يرون من خلال الوقائع المشهودة على الأرض يجدوا بان الأمور تسير نحو الأسوأ في كل المجالات داخلية وخارجية وان الحركة تنزلق الأرض تحت أقدامها وتغوص أقدامها بوحل الحظر والتصفية وان قيادات الحرس القديم في النظام يشحذون سكاكينهم مستغلين الظرف الإقليمي والخلاف الداخلي للانقضاض على الجماعة وتصفيتها   .
 
رغم التعنت التي كانت تواجه به مبادراتهم السابقة لم تجد تلك الرموز الوازنة بد من إعادة المحاولة وعدم اليأس ولكن هذه المحالة الأخيرة جاءت بأجندة زمنية محددة وبرنامج واضح.
 
لم يرد على المبادرة وتم تشكيل لجنة حوار مكونة من المكتب التنفيذي للجماعة الأم وتيار المبادرة ورموزها وبعد ثلاثة جلسات أدرك القائمون على المبادرة أن الموضوع ليس أكثر من شراء وقت والمماطلة في مواجهة الاستحقاق وان الموضوع كمن يطحن الهواء والماء بحجة جديدة هذه المرة بأن الحزب مستقل ولا سلطان للجماعة عليه ولا تتدخل في  شئونه الداخلية مع أن الواقع يقول  بخلاف ذلك فالحزب يمول ويدعم بالكوادر حتى خطته تتم بالتنسيق مع الجماعة بخصوصها وفي كل شيء .
 
رسميا أعلن الشيخ حمزة منصور عبر جريدة الدستور بان المبادرة أفشلت من المكتب التنفيذي وتوالت التصريحات بعد ذلك على لسان الدكتور عبد الحميد القضاة الذي ذهب إلى الخطوة القادمة ما بعد إعلان فشل المبادرة  وان التفكيري يأخذ الطابع الجدي والحقيقي في اتجاه تشكيل إطار سياسي جديد.
 
 
(3) هل جماعة الإخوان الأم إمام انشقاق جديد ؟
 
 
منذ اللقاء الأول للدكتور القضاة في الصحافة المحلية أشار إلى أن الإطار السياسي الجديد المنوي تشكيله لا يشكل انشقاق عن الحركة الأمـ وان كل خليه في أجسادهم تقول أنهم مؤمنون بفكرة الإخوان على حد وصفه وان الموضوع لا يتعدى الإطار السياسي البحت ما دام أن الجماعة أصبحت لا تتدخل بالعمل السياسي ولا سلطان لها على حزب الجبهة كما أورد قادتها ذلك في جلسات الحوار ، ذات الأمر نشره أمين السر السابق للجماعة الأم المهندس خالد حسنين على صفحته على الفيس  بك  بان الإطار الجديد لن  يكون  بديلا عن الجماعة ولن يكون انشقاق وان عضوية الجماعة خط احمر. 
 
تيار الحكماء ومن دار في فلكه يرى أن عضوية الجماعة خط احمر وان الحزب الجديد لن يكون بديلا عن عضوية الجماعة وان المسالة لا تتعدى الفصل بين الدعوي والسياسي وان من حق كل  فريق  أن يجد نفسه في  برنامج سياسي يروق له وينسجم معه ما دام أن الجماعة أصبحت لا تتدخل في العمل السياسي ولا تمارس أي سلطة على حزب الجبهة .
 
 
(3) هل الخلاف خلاف على القيادة ؟
 
 
يحاول البعض من أبناء التيار المحافظ داخل الحركة تصوير الخلاف على انه صراع على القيادة  وان تيار الحكماء فشل من خلال الصندوق وانه يريد الالتفاف على خيار القواعد الإخوانية من خلال طرح المبادرات وإشعار وتخويف القواعد بان هناك أزمة لا يراها إلا هم  .
 
 
هذا الأمر يخالف الواقع على الأرض من خلال نظرة حقيقية لتصويت القواعد ، وبالنظر إلى الانتخابات الأخيرة التي تقدم بها المراقب العام الحالي على الشيخ سالم الفلاحات بـ 27 صوت مقابل لـ 25 صوت نجد بان الانتخابات التكميلية لأعضاء الشورى الـ 6 جاءت جميعها من التيار المحافظ حيث وصف البعض هذا الأكثرية بأكثرية الكولسة أو التنظيم السري كون الفريق المحافظ من أعضاء الشورى دخل إلى قاعة الانتخابات وبيده  قائمة معدة مسبقا ومتوافق عليها  بالأسماء لـ 6 التي يريد بها تكميل مجلس الشورى بينما دخل الفريق الإصلاحي بدون أي تنسيق حول الأسماء كما جرت عادة مجالس الشورى في ذلك  فجاءت النتائج  لصالح الفريق المحافظ إذ فازت الأسماء التي اتفق عليها في الخارج بينما الفريق الإصلاحي صوت بشكل مفرد ودون تنسيق بينهم فلم يتقدم أي احد من التيار الإصلاحي للمقاعد التكميلية الـ6  مع أنهم أكثرية في مجلس الشورى.
 
 
يرى البعض بان أغلبية الكولسة أو التنظيم السري التفت على إرادة أغلبية القواعد التي صوتت للفريق الإصلاحي بـ 25 مقعد وللفريق المحافظ  بـ 22 مقعد  لكن كولسة الفريق المحافظ وتنسيقه المسبق خارج جلسة الشورى جاءت بالأعضاء لـ 6  الذين كملوا مجلس الشورى من الفريق المحافظ  .
 
 
 من المعلوم أن أي تجمع منظم داخل أي تنظيم يستطيع أن يحسم أي منافسة انتخابية لصالحه وذلك لمحدودية العدد أو القوة الانتخابية  ، ذات الأمر  تكرر في  شورى الجبهة في الأعضاء المكملين للشورى حتى وصل الأمر أن تفوقت بعض الشخصيات التي لم تعمل في إطار العمل الحزبي قبل ذلك على شخصية الشيخ سالم الفلاحات المرشح الأول  لمنصب الأمين العام  للحزب  وتم استبعاد قيادات نسائية ذات تاريخ مؤسس في الحزب والمجتمع  نتيجة للكولسة نتيجة لوجود قرار خارج الجلسة ومعد مسبق بتقديم أسماء وإقصاء أسماء أخرى .
 
 
أغلبية الكولسة تكررت في الحزب وتكررت في شورى الإخوان ومع ذلك لم ينازع  تيار الحكماء ومن يدور في فلكهم القيادة شرعيتها رغبة في سير الأمور وتجاوز  تلك النزعة الاقصائية والتغافل عنها  حتى تسير المراكب ، المبادرات جاءت تهدف إلى  نزع فتيل الانفجارات التنظيمية داخل جسم الحركة ليس إلا وهذا لما لم يستطيعه الحكماء لأسباب تتعلق بالقيادة فأعلنوا عن رغبتهم في تكوين إطار سياسي جديد للتخلص من حالة الغثائية السياسية والمناكفات وتبديد الجهد فيما لا طائل منه .
 
 
(4)هل نحن أمام توجه نحو زمزم والجمعية المرخصة؟
 
 
فريق الحكماء أو رموز التيار الإصلاحي  منذ اللحظة الأولى  لإعلان الجمعية وقفوا إلى جانب القيادة وكانوا يرون في الجمعية محاولة هدم للمعبد لا إصلاحه وان الإصلاح لا تورد إبله بهذه الطريقة من وجهة نظرهم حتى قال احد رموز هذا التيار "ألزم بيتي وأموت على فراشي ولا اعمل من خلال الجمعية" وان كان البعض يراه تشدد اتجاه الجمعية غير مبرر.
 
 
زمزم  تنطلق من ذات المشكاة التي ينطلق منها الحكماء وهو تشكيل إطار وطني جامع يقوم بمهمة  العمل الوطني ويخرج من ثنائية الصراع بين المعارضة والنظام وانه يمكن أن تكون هناك خيارات خارج إطار هذا الصراع وان العمل الوطني لا يقوم به فصيل دون آخر أو تجمع دون آخر وان المطلوب تعريض القاعدة التي تواجه الانهيار الذي يصيب الدولة ويهدد بفشلها .
 
 
هذا التيار يرى انه حان الوقت للعودة إلى الفكرة التي قام عليها حزب جبهة  العمل الإسلامي بنسخته الأصلية نسخة المهندس عماد أبو دية والمرحوم احمد قطيش الازايدة قبل أن تحجم الفكرة وتقلص لتتحول إلى حزب واجهة العمل الإسلامي لا جبهة للعمل الإسلامي حيث خرجت معظم الشخصيات الإسلامية الغير اخوانية ليشكل الإخوان بعد ذلك قرابة 90%  ويزيد من منتسبي الحزب  .
 
 
من الملاحظ ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي أن رموز التيار الإصلاحي سوف  يفتحوا ذراعيهم للجميع بما فيها زمزم  لكنهم يبدو أنهم يبدون تحفظ حذر على فكرة الذهاب للاندماج بزمزم لما رافق إعلان زمزم من أخطاء تكتيكية وكثير من التشويه الذي مارسته قيادة الحركة الإسلامية ومن يدور في فلكها من قواعد بحق زمزم  ، الحكماء يحاولون أن يبتعدوا عن ميراث الأخطاء التي رافقت ميلاد زمزم والجدلية التي صاحبت إعلانها لكنهم بالتأكيد سيكونون على مستوى عالي من التنسيق وقبول اندماج وذوبان زمزم بهم في المستقبل إن رغبت زمزم .
 
 
(5)دوران عجلة الشيطنة واغتيال الشخصيات
 
 
من خلال المتابعة لمواقع التواصل الاجتماعي نجد بان عجلة التشويه والشيطنة والتطاول  بدأت تدور على رموز التيار الإصلاحي أو الحكماء دون أن يكون لهذه الحملة المحمومة من بعض أتباع القيادة الحالية ما يمنعها باستثناء حالة فردية على مواقع التواصل الاجتماعي بين الناطق الإعلامي للجماعة الأم المهندس الرفايعة وواحد من هؤلاء الذين يمارسون التشويه والتخوين واغتيال الشخصيات إذ انتصر فيه لعدم التشويه وعاب وانتقد هذا الفعل ، الخشية أن لا تمنع القيادة تلك التجاوزات بحق هؤلاء كما حصل مع زمزم فتكون الحركة الإسلامية  كالمدينة التي تقتل أسودها فتتناهشها سباع ووحوش الحرس القديم الذين يشحذون لهم سكاكين الإنهاء والتصفية  
 
 
عجلة الاغتيال الشخصي لا تعرف المنطق ولا تقف عند حد فما أن تدور حتى  تنطلق بسرعة مجنونة  فتصبح ككرة الثلج التي لا تتوقف قبل ان تحطم  كل  شيء وما أزمة زمزم عنا ذلك ببعيد .
 
 
المقلق ان هناك حالة توتر ملحوظة أصابت القيادة الحالية وقد تم رصد ذلك من خلال التراشق الذي حصل بين كاتب ناشط محسوب على الإسلام السياسي وبين عضو مكتب تنفيذي للقيادة الحالية هذا الكاتب الذي  يصر دائما بأنه من أنصار الجماعة إلام  وضد الجمعية إلا ان التوتر جعل من القيادة  تضيق حتى بأقل  انتقاد من أنصارهم ومؤيديهم مما ينبأ بان الأمور لن تكون بخير في هذا المضمار في الأيام القادمة إلا إذا أصدرت القيادة للجماعة الأم قرار رسميا بعدم التعاطي بشان الحركة الداخلي على مواقع التواصل تجنبا لهذا التراشق والتشويه الذي سيحرق الجميع  ولجمت شهوة البعض للنهش لحوم الرموز وأهل السابقة في هذا التنظيم والدعوة.
 
 
(6)إلى أين تسير الأمور  - سيناريوهات 
 
 
الحزب الجديد أو الإطار السياسي الجديد  كيف سيكون المشهد داخل الجماعة الأم بعد إعلانه  ؟
 
 
 السيناريو الأول :- تأسيس الحزب أو الإطار الجديد وبقاء تيار الحكماء في مواقعهم التنظيمية داخل الجماعة الأم دون ان تقوم القيادة الحالية  باتخاذ أي إجراء ضدهم وبذلك تكون الحركة فعليا قد فصلت بين الدعوي والسياسي وتحولت إلى جماعة تربوية خيرية دعوية لا تنافس الناس مكاسبهم ولا تنخرط  بالعمل السياسي وتسمح  بالتعدد وبأكثر من انتماء سياسي داخل أروقتها وتقف على مسافة واحدة من الجميع .
 
 
السيناريو الثاني :- تقديم كل من يؤسس ويلتحق بالحزب الجديد إلى محاكمات ومن ثم فصلهم من التنظيم وتكرار سيناريو زمزم وطريقة التعامل معها 
 
 
السيناريو الثالث :- ترحيل المشكلة إلى  ربيع العام القادم  وترك إدارة الأزمة للقيادة القادمة والتي يمكن ان تصل إلى يد التيار الإصلاحي أصلا.
 
 
ترجيح السنياريوهات
 
 
فيما يتعلق بالسيناريو الأول وهو تأسيس الحزب أو الإطار الجديد وبقاء تيار الحكماء في مواقعهم التنظيمية وعدم تقديمهم للمحاكمات  ينبني عليه عدة أمور .
 
 
- تحول جماعة الإخوان الأم إلى جماعة دينية دعوية خيرية وتخليها عن العمل السياسي كالحركة النورسية أو جماعة الخدمة في تركيا أو جمعية الإصلاح الكويتية " فصل الدعوي عن السياسي "
 
 
- تخلي الجماعة عن العمل السياسي وقوفها على مسافة واحدة من جميع الأحزاب التي ينتمي لها بعض أفرادها  
 
 
- إضعاف حزب جبهة العمل الإسلامي ووقف تمويله من الجماعة الأم  ورفع الدعم عنه إذ لا يمكن ان يقبل التيارالاصلاحي " الحزب الجديد" دعم حزب الجبهة من اشتراكاتهم وأموال الجماعة لحزب ينافسهم بالساحة السياسية .
 
 
- تصارع الحزب جبهة العمل الإسلامي مع الحزب السياسي الجديد في أي معركة انتخابية  وجميعهم أعضاء في تنظيم دعوي " الاخوان المسلمين ".
 
 
قد يبدو هذا السيناريو  جميل ومثالي إلا ان من يعرف طبيعة تفكير البطانة التي تلتف حول القيادة الحالية يستبعد القبول بهذا السيناريو إذ ينظر هذا التيار إلى التدين على انه عمل شمولي لا يقبل الفصل بين السياسي والدعوي ويفكر بطريقة القيادة المركزية والتنظيمات الشمولية .
 
 
فيما يتعلق بالسيناريو الثاني وهو تقديم رموز التيار الإصلاحي إلى المحاكمات وفصلهم وتكرار ذات السيناريو أو الطريقة التي عولجت بها زمزم قد يكون أمر مستبعد  لعدة أسباب .
 
 
- التيار الإصلاحي ممثلا بتيار الحكماء يملك 25 مقعد من أصل 53 مقعد في مجلس الشورى أعلى سلطة  قيادية في التنظيم وهو ما يجعل الأمر من غير الممكن ان يمر بسهولة .
 
- التيار الإصلاحي لديه كتلة قواعدية عريضة في الشعب الإخوانية وخصوصا شعب الشمال الـ6  التي تلتف حول تلك الرموز ، كما انه تيار يملك أغلبية انتخابية من القواعد إذ حصل على 25 مقعد في الشورى من أصل 47 مقعد وهو يمثل 53% من المقاعد المنتخبة انتخاب حر ومباشر من القواعد .
 
- طبيعة الرمزية التي يتمتع بها التيار الإصلاحي إذ يضم هذا التوجه مجموعة كبيرة ووازنة من القيادات المخضرمة وقيادات التأسيس من جميع الأصول والمنابت مما يجعل الذهاب إلى محاكمتها وفصلها بمثابة قتل وتشويه للذات .
- فشل التجربة السابقة وطريقة المعالجة التي انتهجت مع زمزم إذ أدت تلك الطريقة إلى تفجر الأزمة وشل جسم التنظيمي مع ان زمزم لم تستقطب من الإخوان إلا اعدد  لا يتجاوزن لـ 30 عضوا ، لكن كيف سيكون  الأمر لو اتخذ هذا الإجراء ضد تيار عريض داخل الحركة مدعوم بروافع رمزية ؟
 
 
لهذه الأسباب يبدو هذا السيناريو مستبعد تكتيكيا - وان كان لدى بعض التيار المحافظ رغبة عارمة في ذلك للخلاص من الفكر الإصلاحي - إلا ان فقدت القيادة البوصلة وذهبت لهذا الخيار حينها سنكون أمام مشهد تختلط به جميع الأوراق وتتداخل به جميع الأمور ونشهد انفجارات لا احد يعلم كيف سيكون مآلها.
 
بخصوص السيناريو الثالث وهو ترحيل المشكلة إلى الربيع القادم وحتى قدوم قيادة جديدة للجماعة الأم وهو الخيار الأقل خسارة  بالنسبة للقيادة الحالية " المكتب تنفيذي" إلا ان القيادة على الغالب سوف تعمل على اتخاذ قرار بالتعميم على القواعد بعدم التعاطي مع الحزب الجديد مراهنة بذلك على مبدأ السمع والطاعة  وتترك الأمور  تتفاعل مع القواعد دون قرار واضح حتى قدوم القيادة الجديدة والتي لن يكون أمامها سوى أي من السيناريوهات  أعلاه إما الفصل وتحمل التبعات وتعريض مصالح الحركة لهزات شديدة وأما القبول بتحولها إلى جماعة دعوية تربوية تفصل الدعوي عن السياسي قسريا .
 
 
إذا كان من نصيحة نسديها إلى صناع القرار في الجماعة الأم هو ان يبتعدوا عن أي تصعيد اتجاه تيار الحكماء وان يعتبروا من الأخطاء في التعامل مع زمزم وان يلجموا هذر  بعض الملتفين حولهم الذين يحاولون تشويه تلك الرموز وهذا التيار وان يعتبروا ان ما جاء بهذا التطور وميلاد الحزب فرصة لفصل الدعوي عن السياسي والتفرغ إلى العمل الدعوي والخيري والتربوي حينها سوف تكون الجماعة الأم حاضنة لجميع أبنائها وبانية للمجتمع حتى ان أزمتها مع الجمعية سوف تتبدد بعد هذا التحول وينصرف الجميع إلى العمل الجاد الذي يساهم في بناء هذا الوطن ويحمي المجتمع من التطرف والفقر والجوع والبطالة والفساد ويطور العمل السياسي بشكل كبير .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد