ان عملية اغتيال عميد الاسرى وشهيد المقاومة وفلسطين لم يكن مفاجئا، لان اسرائيل عودتنا على الغدر ونكث كل العهود الموقعة عليها ثم ان اي شخص ينضم الى اي جهة مقاومة في فلسطين هو مشروع شهادة وسمير ومنذ كان عمره سبعة عشر عاما نذر نفسه لفلسطين ولقضيتها في عملية فدائية عام 1979 حين اسر على ارضها وقضى في الاسر اكثر من ثلاثين عاما حتى حرر في عملية تبادل للاسرى مع حزب الله ,ان اول ما نطق به بعد تحرره وعده لرفقاء دربه الذين بقوا في سجون العدو انه عائد لهم كشهيد وها هو وبعد سبعة وثلاثين عاما حقق امنيته ونال الشهادة مرفوع الراس, ولو ان فرحتنا كانت ستكون اعظم لو انه نالها على ارض فلسطين كما اراد, ان حزننا الوحيد هو ان المكان والزمان التي حصلت به شهادته لم يلبيان حلمه ومع كل هذا نبارك له ولعائلته هذه الشهادة ولا نقول الا ما يرضىي الله ان لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ونحسبه عند الله شهيدا.
نعم نجح الاسرائيليون في اقتفاء اثر سمير والغدر به كما حدث لكل قادة المقاومة سوء في لبنان او دمشق اوغزة وسمير ليس اول قائد تمكن منه الاسرائيليون بل سبقه الحاج عماد مغنية والمبحوح احد كوادر حماس هذا الاخير حين تعقبته الموساد من دمشق واغتالته في دبي ورغم التوافق في المكان والاداة الا ان الفارق في اغتيال الشهيد سمير جاء في ظروف فوضى وفتن وتدمير وتدخلات اجنبية تمر بها سوريا و انه قع بعد عدة ايام من صدور القرار الاممي بخصوص الحل السياسي في سوريا وفي ظل التوتر التركي الروسي وسيطرة الطيران الروسي على سماء سوريا وتهديده باسقاط اية طائرة تخترق الاجواء السورية ونشره لمنظومة صواريخ دفاع جوي اس اس 400 هي الاحدث في العالم حسب قول السيد بوتين حيث تستطيع رصد اي طائرة معادية من على بعد مئتين كلم ,فاين هذه الصواريخ من الطائرات الاسرائيلية حينما قصفت الشقة التي يرتادها الشهيد سمير؟ الا اذا كانت الطائرات الاسرائيلية مستثناه في هذه الانظمة ؟ .
ان الشيء المبكي المحزن ان يؤخذ هذا البطل المقاوم غدرا واين؟ في دمشق التي احبها وكيف؟ امام اعين النظام السوري وحليفته روسيا, ان هذا الغدر يثير العديد من التساؤلات حول دور هذان الحليفان وبالذات النظام السوري خاصة اذا ما علمنا ان سمير يشرف على تدريب وحدات المقاومة في هضبة الجولان ويدخل ويخرج بعلم اجهزته الامنية فكيف حصل الاختراق الامني واين؟ خاصة في مثل هذه الظروف, لا يمكن لاي عاقل ان يصدق ان رادرات صواريخ منظومة اس اس 400 لم تكشف تحليق هذه الطائرات في الاجواء السورية ان لم يكن لحظة اقلاعها؟ واين التنسيق الامني الروسي الاسرائيلي في الاجواء السورية في مثل هذه العمليات؟ ايعقل ان الاسرائيليين لم يطلعوا الروس على مثل هذه العملية؟.
اننا نكاد نجزم بان اجهزة الامن الروسي على علم بموقع هذا القائد وهي التي قادت هذه الطائرات لمكانه لانها المسيطرة على سماء سوريا وهي ليل نهار ترصد اي تحركات على الارض السورية هذا ما تسربه وتقوله القوات الروسية في سوريا لكن الذي يثيرالتساؤل والاستغراب اين النظام السوري من كل ما حدث ؟ واين دوره؟ سنتركه للاحرار من المقاومين والشرفاء وللزمن لكشفه, ان طريقة اغتيال الشهيد بصورايخ بهذه الدقة تطلق من الجو بحيث لا تستهدف الى شقة من عمارة تذكرنا بالعديد من الاغتيالات التي تمت في الضفة والقطاع ابرزها اغتيال الامين العام للجبهة الشعبية الشهيد ابو على مصطفى بشقته برام الله واغتيال مؤسس حركة المقاومة حماس الشهيد احمد ياسين على كرسية امام المسجد بعد صلاة الفجر وغيرهم.
اخيرا نقول اننا على يقين من ان ما قام بهذه العملية الجبانه هم الاسرائيليون واما ما ظهر من اعلانات من هنا وهناك وادعاء بعض المقاتلين ضد النظام السوري انهم من قاموا بتصفيته بحجة دعمه ومقاتلته الى جانبه ، فهذا كلام هراء لا يستحق الا السخرية مثلها مثل شماتة البعض (دولا و افرادا) في استشهاده واتهامه بانه كان يقود ميليشيات تحارب فصائل الثورة السورية في حين يدرك هؤلاء ان هذه الفصائل التي يتحدثون عنها تبخرت منذ ان دخلت عصابات داعش والنصرة وغيرها ممن يدعون الاسلام ويحملون رايته في الوقت الذي تعالج اسرائيل جرحاهم على مراى ومسمع الجميع ,فما العيب اذا في خدمتها والتغطية على عمليتها الاجرامية باعلانهم انهم هم من قاموا بعملية الغدر والقتل بحق المجاهد سمير؟ .
والسؤال لكل هؤلاء ماذا قدمتم للقضية الفلسطينية ؟ واين متفجراتكم وانتحارييكم من قلب اسرائيل ؟ لتذهبوا الى الجحيم فكل كلامكم لا يستحق حتى الاستهزاء به, ان مثل هذا القائد وبهذا السجل المقاوم لا يمكن الا وان يكون في زيارة مقاومة لمقارعة الاحتلال الاسرائيلي في جبهة الجولان والتي جعلت هذه المنظمات التكفيرية من نفسها حاجزا لحماية الجنود الاسرائيليين فيها من هذا المقاوم ,ان الذي وهب اكثر من ثلثي عمره للقضية الفلسطينية لا يمكن له الا ان يكون دائما الى جانب الذين يقاتلون من اجل قضايا ورفعة الامة وعلى راسها قضية تحرير فلسطين.
اننا على يقين ان العقاب ات لا بد منه من قبل رفقاء سمير وسيكون وزنه قناطير مقنطرة كما عودونا وسيكون ان شاء الله على حجم سمير,نامل من المقاومة اللبنانية ان تعيد حساباتها وخاصة بعد دخول الروس الى الاجواء السورية وان لا تعطي ظهرها لهؤلاء لانهم غير جديرين بالثقة خاصة وانهم اعلنوا التنسيق الكامل مع عدو النمقاومة المترصد بها ليلا نهارا وان الروس لم يقدموا للدفاع عن المقاومة اللبنانية بل هم جاءوا لحماية اي نظام يقوم على رعاية مصالحهم التي بالتاكيد لا تتفق مع مصالح المقاومة في سوريا ونحن على يقين ان المقاومة اللبنانية وعلى راسها سيد المقاومة يدركون تماما كل هذه الامور التي اجبرتهم على دخول المعركة في سوريا رغم اننا لا زلنا نتحفظ على هذا الدخول ليس الا اننا من باب حبنا لهذه المقاومة ولابعادها عن اية شبهة في ظل المزايدات الطائفية والتي قد تؤثر على شعبيتها التي اكتسبتها في العالم العربي والاسلامي ومع هذا اننا نقدر حجم المخاطر التي تتهددها و التي اجبرتها على دخول هذه المعركة في الوقت الذي فيه نحن متاكدين انه لم ولن يكون من اجل عيون بشار بل من اجل حفظ المقاومة من كل هؤلاء الذين ينفذون مخططات بني صهيون في المنطقة سواء بعلمهم ام بغير علمهم عربا كانوا ام عجما .