هل جنيف 3 محطة سلام أم دعوة استسلام - النائب السابق محمد بخيت المعرعر

mainThumb

07-02-2016 04:42 PM

مضى اكثر من خمس سنوات والنظام يدير حرباً طائفيه دمويه ,ضد الشعب السوري في المناطق العربيه السنية خاصةً,عدا محافظات السويداء وطرطوس واللاذقية .وقد طال التدمير والقتل المدن السوريه والارياف ,وخلف وراءه اكثر من مليون قتيل ومعتقل وجريح ,واكثر من 14 مليون مهجر ونازح وطال الدمار اكثر من 80% من البلاد.


وقد دعى النظام محموعات طائفيه لمساندته في غزو شعبه ,وتدمير البلاد , وهي مليشيات ايرانيه وعراقيه وافغانيه وحزب الله اللبناني ,عدا المجموعات الطائفيه الداخليه التي تساند النظام ,وهذه المجموعات لم تحضر لصد عدوان خارجي بل للاعتداء على الشعب السوري.


وقد دعم النظام كل من روسيا وايران والعراق ,وكانت روسيا تزوده بكل انواع السلاح والطيران منذ بداية الثورة .كما ساندته في تعطيل مجلس الامن عن اتخاذ اي قرار لوقف الحرب وإحالة مجرميها الى العدالة الدوليه .


وتعتبر المجموعات الطائفيه والمليشيات ,عصابات ارهابيه ذات نزعه حاقدة وتحل سفك دم الاخرين بصلب عقيدتها . واخيرا حضرت روسيا بقواتها وطائراتها ,لتدمر وتقتل ما لم يستطع النظام الوصول اليه ,وتدعي انها جاءت لتحارب الارهاب, وهي تحارب الثوار وتدمر المناطق المحررة على رأس سكانها (الارض المحروقه). وقد قتلت الالآف من السوريين وهجرت مثات الالوف ,في شمال حلب وجنوب سوريا وهي تمارس وتساند الارهاب .


وفي ظل هذه الاوضاع صدرالقرار الاممي (2254 باتفاق روسي امريكي)  والذي يدعو الاطراف الحضور الى جنيف/ 3 للمحادثات السلميه ,علما ان المفاوضات السابقه في جنيف /1 وجنيف/2, قد فشلت على يد النظام , لعدم قبوله الانتقال السلمي للحكم عن طريق هيئه حكم انتقاليه كاملة الصلاحيات ,لا وجود للقتله او المجرمين فيها .


وقد دعا مبعوث الامم المتحدة (ديمستورا) الاطراف السوريه للمفاوضات في جنيف/ 3 .


وكانت المواد 12 و13 من القرار المذكور , تدعو للتهدئه ,واطلاق المعتقلين وفك الحصار وإيصال المساعدات الانسانيه للمناطق المحاصره ,ولكن النظام لم يلتزم بما جاء بالقرار المذكور ,وقد صعّد العمليات العسكريه وبشكل وحشي كما ان الروس ساندوه بغارارت جويه مكثّفه تسببت في نزوح مئات الالوف, وقتل الالآف, مما دفع المعارضه التوقف عن اجراء المفاوضات والانسحاب منها, وقد تم تعليقها الى 25/2/2016 .


ونحن نستخلص من سير الاحداث ما يلي :


أ.


1-النظام السوري لا يريد الحل السلمي, ولا نقل السلطه الى هيئه حاكمه بكامل الصلاحيات, وهو يستفيد من الدعم الخارجي ويستغل الضعف الدولي ليستمر في العمليات العسكريه ويعيد المناطق المحررة .


2- النظام لا يريد احالة مجرمي الحرب الى العدالة الدولية بل يريدهم جزءاً من الحل ,في ظل حكومة وطنيه يرأسها النظام ,ويريد ان تستسلم المعارضه لشروطه في ظل هذه العمليات.

ب.


1- على المعارضه ان تسارع لضم صفوفها, والتصدي لتقدم القوات النظاميه والروسيه وطلب المساعده من الدول الشقيقه والصديقه ماديا وعسكريا .


2-الطلب من جامعة الدول العربيه ,ومنطمة العمل الاسلامي ,اصدار قرارات تدين التدخل الروسي والميليشيات الطائفيه ,وتدعوا الى انسحابها من سوريا .


3-اذا لم تستطع هذه الدول المساعده في التدخل , لانقاذ الشعب السوري من محنته لا بد ان تلجأ المعارضه الى الجمعيه العامه للامم المتحدة ,عن طريق احدى الدول الاعضاء فيها, بطلب اجتماع عاجل, لاصدار قرار يدين التدخل الروسي والميليشيات الطائفيه, ويطلب خروجها من سوريا ثم ادانة النظام واركانه ,والذي يدير حربا طائفيه داخليه ,تهدد الامن والسلم العالمي بجرائم ضد الانسانيه وحرب اباده, تبعا لما جاء في الفقرة السابعه من الماده الثانيه من ميثاق الامم المتحدة .


إن مثل هذا القرار العالمي. يضغط على اعضاء مجلس الامن ويضعف مواقفهم المتشددة ,وقد لا يعمل بهذا القرار مجلس الامن ! , ولكنه قرار يساعد على ايجاد مخرج عالمي في التدخل ومساندة الشعب السوري .


4-لا بد ان يكون هناك مواقف حازمه من الدول العربه والاسلاميه وشعوبها ضد التدخلات الاجنبيه في سوريا والتصدي لها واستنكارها وطلب وقف هذه التدخلات وهو واجب اخوي وانساني لانقاذ الشعب السوري من محنته والدمار الذي حل بالبلاد  وللحفاظ على وحدة سوريا .
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد