الثأر الأعمى

mainThumb

06-05-2016 03:36 PM

تكررت حالات الاخذ بالثار في الاونة الاخيرة ولمسنا بان هذه المشكلة تتزايد وبشكل مخيف في مجتمعنا الذي كنا الى وقت قريب نثق بأمنه ونسيجه الاجتماعي المتين وما جريمة خريبة السوق الاخيرة الا شاهد على ان هناك خلل ما قد بدا بالتغول على الجميع.فعندما يتم قتل ثلاثة اشخاص واصابة سيدتين اخذا بالثار فهذا وبالتاكيد ارهاب خفي لا يقل خطورة عن الارهابالمتعارف عليه والظاهرللعيان.


الرعونة والتطرف والغلو في الاخذ بالثار وبالتالي سقوط ابرياء شيء خطير جدا يجعل الباب مفتوحا على مصراعيه لاستمرار هذه السلسلة من الجرائم التي لا تنتهي وتحصد معها ارواحا وتسفك دماءا حرمتها عند الله اعظم من حرمة الكعبة .


  نقدر حجم الالم الذي يعانيه اهل الدم نتيجة مقتل ابناءهم او اخوانهم او اباءهم ونعرف ان من حقهم الشرعي القصاص والدية شرعا.وحبس القاتل قانونا.الا ان هذا لا يعطي اي منا الحق ان يسبب نفس الالم للأخرين فكيف لنا ان نعاني ألما يوما ثم وبكل بساطة ننقل التجربة المريرة لأهالي أناس أبرياء.


الدولة هي صاحبة القول الفصل في مثل هذه الحالات فلماذا لا يتم القصاص من القاتل بعد ان تثبت عليه الجريمة في فترة لا تتعدى اسبوعا بحضور ولي الدم واهل المقتول فان عفوا فخيرا والا فالقصاص منه امام اعينهم كي تنطفأ نار الثأر في صدورهم ونتجنب بذلك تبعات وانعكاسات خطيرة على المجتمع.


تفعيل عقوبة الاعدام اصبحت امرا ملحا وضروريا اذا اردنا ان نحافظ على مجتمعنا من هذا الثار الأعمى الذي لا يفرق بين حق وباطل فقط سفك دماء وعبثية لا تحمد عقباها وقد تمدد من جيل الى جيل كما نعرف في بعض قرانا الأردنية. واعتقد ان على صاحب القرار الأنتباه الى خطورة هذا الموضوع الذي بات يؤرق مضجع الاردنيين ويدمر عائلات باكملها بعد ان تاخذ التبعات طرقاومنحنيات خطيرة جدا على ابناء الوطن.


وصدق الله العظيم حين قال في كتابه الكريم:-" ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون" .  اذن فلنحافظ على هذه الحياة التي اعطاها رب العزة للجميع ولنعمل على حماية قدسيتهامن التلوث فلسنا اعلم من خالقنا بما تستقيم به حياتنا وأدق هنا ناقوس الخطر فلعل من يسمع ويستجيب.
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد