أردوغان لو كان عربيا - اياد عليان صيام

mainThumb

22-07-2016 01:46 PM

بنظرة سريعة على سيرة الرجل الذي أثار جدلا واسعا في أوساط المثقفين العرب -أردوغان- يمكننا أن نسقط شخصيته على واقعنا العربي بشكل مغاير . لنستلهم منها دروسا واقعية في ممارسة الديمقراطية . 
 
فأردوغان لو كان عربيا لمرت سيرته السياسية على النحو التالي : 
 
بعد تسلمه رئاسة بلدية العاصمة الاقتصادية لتركيا -إسطنبول- يصبح  أحد مليارديرات تركيا ويقوم بإنشاء مجموعة اقتصادية ضخمة ، تمنح لها جميع المشاريع الاقتصادية في هذه المدينة ، والتي يعبد لها الطريق خلال فترة رئاسته للبلدية ، وعند انتهاء فترة رئاسته يخرج وقد أصبح الدين العام للبلدية أضعاف ما كانت عليه . وفي ذلك مؤشر واضح على "عمل الرجل وسر قيادته" . 
 
بعد ذلك يصبح الرجل ذا نفوذ مالي ويعود إلى حزبه الحرية والعدالة ويرشح نفسه لعضوية البرلمان التركي وينجح بالتأكيد بفضل "برنامجه الانتخابي" المبني على ملياراته . 
 
بعدها يجتمع حول "ملياراته" عدد لا بأس به من نواب الحزب ونواب آخرين منتفعين يدعمون ترشحه عن الحزب لرئاسة الحكومة ، وطبعا يصبح دولة الرئيس . 
 
يشكل الرجل حكومته من وزراء ونواب أصحاب منافع ممن دعموه في مرحلة الترشح ، يكون هدف هذه الحكومة الأسمى تسهيل الطريق لتسلم اردوغان الرئاسة ؛ وهو ما يحدث بالفعل . 
 
خلال هذه الفترة يعمل اردوغان على تمكين عائلته من مفاصل الحكم في تركيا ليقوموا بوراثته بعد موته . 
 
في هذا المشوار "النضالي الساعي لمصلحة الوطن والأمة" يختلف مع رفقاء دربه "جول" و "اوجلو" ، و يتقدم كلا الزعيمين بالاستقالة من حزب الحرية والعدالة ويعملان على تشكيل حزبيبن جديدين تحمل نفس الأفكار ولكنها تختلف بالأشخاص . 
 
هنا يقوم عدد من أنصار هؤلاء بدورهم بالالتحاق بهما في الحزبين الجديدين ، لتضعف شعبية حزب الحرية والعدالة . 
 
يعلن اردوغان بأن هذين الحزبين غير مرخصين ويحاول عرقلة حصولهما على التراخيص القانونية . 
 
في هذه الظروف السياسية يقوم بعض قيادات الجيش بتنفيذ انقلاب ضده ، وعلى وجه السرعة يعلن كلا الحزبين سالفي الذكر تأييدهما للانقلاب فضلا عن التنسيق المسبق معهما .
 
يقوم بعض قادة الجيش المنتفعين من أموال اردوغان ونفوذه بصد الانقلاب ، بعدها يقوم اردوغان بجمع عدد من "الأحزاب الهزيلة" في البلد مع مجموعة من رجال الدين الموالين له لبيان شرعية حكمه الدينية.
 
عندها يحصل اردوغان على "تفويض" لشرعية حكمه وبقائه ، ليقوم بعدها بتعديل الدستور وإلغاء منصب رئيس الوزراء ليصبح هو رئيس الدولة ورئيس الحكومة التركية ، و يقوم بتقديم مشروع قانون للبرلمان "الاجتثاث والعزل السياسي" يطلب فيه تنفيذ حكم الإعدام لكل من ثبت أو يثبت انتماؤه لأي حزب غير "الحرية والعدالة" . 
بعدها يصدر قرارا يقضي بوضع صورته على العملة التركية بدلا من صورة أتاتورك . 
ليصبح الجميع في وطننا العزيز يسبح بحمد الرئيس الخالد ، و يفعل "أردوغان العرب" ما لم يفعله انقلابيو تركيا الحقيقيون .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد