للمسيحيين الذين سكنوا كفرنجة .. حكاية - عبدالله علي العسولي

mainThumb

28-09-2016 10:40 AM

عندما وعيت على الحياة وكان ذلك قبل أكثر من خمسين عاما وأنا اعرف حارة مجاورة لحارتنا ...اسمها حارة الحدادين . عرفت لاحقا ان اسمها جاء من اسم أغلبية ساكنيها وهم آل حداد من اخوتنا المسيحيين .لا زلت أتذكر الود المتبادل بيننا وبينهم ..ولا اذكر يوما اننا اختلفنا معهم على دين...لم يسيئوا لنا ولم نسيء لهم (لكم دينكم ولي دين ) .
 
اذكر انهم كانوا يشاركونا الصوم في رمضان ولم يجرؤ أي واحد منهم أن يفطر ويراه احد في رمضان ..احترموا مشاعر المسلمين فبادلوهم الاحترام ... كانوا في أعياد المسلمين يلبسون الجديد كما نلبس نتبادل وإياهم التهاني ...يصومون معنا ويفطروا معنا 
كنا نجلس في صفوف المدرسة نحن وإياهم --ولا نحس أننا من ديانتين مختلفتين .
 
ومن الحكايات الطريفة ...ومن باب الود المتبادل ..أن إحدى النسوة المسيحيات ونتيجة لحبها وصداقتها المتبادلة مع جارتها المسلمة ..أنها كانت تقول لها ( والله لولا اختلاف ديانتنا لزوجت ابنتي لابنك  ) كدليل للتواصل الدائم بينهما .
 
لا زالت الحارة مسماة باسمهم .. 
 
0 حارة الحدادين )...وما زالوا يشتاقون لسماع كلمة كفرنجة ..واعرف أن من بينهم من يأتي من مكان سكنه ( الزرقاء ) يأتي إلى كفرنجة ..وليس لهم فيها ألان أي مسكن ..يأتي الى كفرنجة ويمضي فيها ساعات يتجول في شوارعها ويسلم على من عرف من اهلها ..دليل حبه واشتياقه لمسقط رأسه ..
 
اشتاق إلى من درس معي منهم ...واشتاق الى المرور من أمام منازلهم ونحن نصبح عليهم ونحن ذاهبون إلى المدرسة وأبنائهم ينتظرونا لنترافق سوية إلى المدرسة انذاك.
 
نشتاق إليهم وهم يعملون على إصلاح (الفأس والطورية وسكة الفلاح) ليحرثوا الأرض وينكشوها أيام الحراثة والزراعة .
 
كنا وإياهم نعيش حياة التعاون ..لم اسمع عن مشكلة دينية وغير دينية حدثت معهم ...نشتاق إلى تلك الأيام التي كان فيها الصفاء والمحبة والتواصل هدفا وعنوانا .
 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد