في العام الجديد . لا تطفئوا الشمعة

mainThumb

01-01-2017 11:38 AM

قبل حوالي 35 عاماً أهدت الحركة الإسلامية المجتمع الزرقاوي بل والمجتمع الأردني عموماً صرحاً تربوياً إسلامياً مميزاً ، ألا وهو كلية المجتمع الإسلامي ، ذلك الصرح الشامخ الذي خرج آلاف الطلبة من الجنسين ، ثم مع طفرة الجامعات في بلدنا تحولت إلى كلية للفتيات واستمرت في تخريج مئات الطالبات سنوياً ، طالبات مميزات تربين على الخُلق والدين ، وحصلن على العلم النافع ، وساهمن بكفاءة عالية في خدمة مجتمعهن والنهوض به .
 
ومع مطلع هذا العام الجديد كانت هدية رئيس مجلس إدارة الكلية ومن وراءه لأهالي محافظة الزرقاء بوقف التسجيل في هذا الصرح العلمي ، الذي نفتخر ونعتز به ، وبنيناه بعرق جبيننا ومن مصروف أطفالنا وكان لي الشرف أن أمضيت فترة من عمري مدرساً فيه .
 
إذا كانتالمشكلة كما تقولون بالعجز المادي ، فيمكن تدارك الأمر بعمل ترتيبات جديدة لسد العجز ، وأهل الخير في مجتمعنا كُثر - ولله الحمد - وقادرون ببساطة على حل المشكلة .
 
وإذا كانت سبب الإغلاق سوء في الإدارة ، فعميد الكلية لم يتغير من فترة طويلة وكانت إدارته ممتازة والكلية تسير بشكل طبيعي ، فما الذي حدث فجأة ، إذا كانت إدارة جمعية المركز الإسلامي الجديدة - المؤقتة منذ سبع سنوات والمعينة من الحكومة -  غير قادرة على إدارة الكلية والجمعية فلتعد الحق إلى نصابه فهم قادرون على إدارته والنهوض به من جديد ، لكني أعتقد أن وراء  الأكمة ما وراءها ، والله المستعان على ما تصفون .  
 
هل كلية المجتمع الإسلامي هي المؤسسة الوحيدة في بلدنا التي تعاني من العجز المالي ؟ وهل الكلية هي الوحيدة في بلدنا التي تعاني من ضعف الإدارة المزعوم ؟ لكنها من بين الصروح العلمية القليلة التي تربي على الفضيلة والخير .
 
أيها السادة : ليست القضية بالإدارة ولا في المال فهذا أمر هين ويمكن تلافيه ، القضية في النفوس التي لا تريد أن تعمل ولا تدع غيرها يعمل ، القضية تكمن في المفسدين الذين لا يريدون لهذا الوطن الجميل الخير ، ولا يريدون لكلمة الحق أن تعلوا .
 
لقد أطلت رؤوس دواعش العلمانية في بلدنا ، وساعدتها قوى متنفذة داخلية وخارجية ، وأخذت تضغط  لتنفيذ سياستها للقضاء على كل ما هو جميل ونافع واستبداله بما يناسب هواهم وثقافتهم
 
أيها السادة : أتمنى في هذا العام الجديد لأهلنا في الزرقاء وفي كل ربوع وطننا الجميل كل خير وسعادة ، ولنحرص على شمعتنا أن تبقى مضيئة ، ولنحافظ على ثوابتنا ولنعض عليها بالنواجذ ولندعم الخير والفضيلة ، وكل عام وأنتم بخير .   


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد