صحيفة السوسنة الأردنية

حينما تختزل الاوطان في عواصمها وتهمل بقية المناطق فاقرأ على الدنيا السلام وحينما تحضى فئة قليلة من بعض ابناءه بحصة الاسد من المكاسب والمغانم والاعطيات وتحرم بقية الناس من ذلك فهنا تغيب العدالة الاجتماعيه ويتفشى الشعور بالظلم والقهر والغبن بين شريحه كبيرة من المواطنين  فتصبح المجتمعات المحرومه من كل شيء بيئة حاضنة لكل شر من السهل اختراقها والتأثير عليها وقلبها من سياج وطني يذود عن البلاد والعباد الى مكان لتفريخ الارهاب والخراب والدمار .

 

ولأننا في الاردن والحمد لله على درجة كبيرة من الوعي والثقافة والانتماء ماجعلنا عصاة على كل غاز فلقد تحملنا كل شيء ورزحنا تحت نير الفقر والتهميش وغياب كل مقومات الحياة ومع ذلك قلنا الحمد لله لتسلم بلادنا .

 

لواء الجفر الحبيب ذلك الجزء الاصيل الضارب في عمق التاريخ والذي قدم ابناءه لهذا الوطن الغالي والنفيس من شهداء ورجال كانوا الجنود والحماة للبلاد وللعباد وكانوا نعم الرجال الاخيار حيثما رحلوا واينما حلوا ..

 

وجوههم الاردنية الاصيله التي تكسوها سمرة وشهامة اهل الاردن الطيبين يكسوها بعض العتب والحسره وتصيح حناجرهم المبحوحه الجريحة ببعض الوجع وبعض الحزن خصوصا بعد ان تم تهميشهم ومناطقهم من كل مقومات الحياة  وبعد ان تفشت البطاله بين ابنائهم المعطلين عن العمل رغم تواجد الكثير من المصانع والمعامل في منطقتهم حيث تقوم هذه المصانع بجلب العمال من خارج  منطقه الجفر ليكون نصيب هؤلاء المكاسب ونصيب اهل الجفر التلوث والمخلفات والغبار والنفايات التي تنتشر في كل مكان وزمان  وبالتالي ليسود الفقر المدقع بين اغلب الناس دون ان يجدوا اية بارقة من أمل ..

 

 ابناء الجفر المعطلين عن العمل والذين حاولوا ايصال صوتهم بكافة الطرق يرون كثير من فرص العمل في منطقتهم ولكنهم يشعرون بالظلم والتمييز حينما لايتمكنوا من الاستفادة منها لكي يجلبوا اي دخل مالي يسدوا به جوع وحاجة اسرهم العفيفه وليفعلوا اوقاتهم بالعمل والانتاج  لان الفراغ كما يقولوا يولد كل موبقه .. 

 

كما يشعر ابناء هذا اللواء العزيز على قلب كل اردني واردنيه بالغبن والظلم خصوصا وهم يرون منطقتهم العزيزه تخلوا من بنى تحتيه حديثه من شوارع وارصفه وانارة ومدارس ونظافة ومياه وووالخ من تلك المتطلبات الضرورية ليحيا الانسان بها بكرامة وثبات في منطقته .. 

 

تعلمنا من الوطنية الانغراس في المكان والثبات فيه والتشبث بكل صوره وهذا يحتاج الى عوامل مساعده تدعم ذلك ومنها توزيع عوائد التنمية على كافة رقعة الوطن الجغرافيه بكل عدالة  . فكلما شعر ابن الوطن في المناطق النائية بتلك العوائد كلما زاد تشبثه بمكانه وكلما كان شريكا في الهم العام ليكون قلعة ثابتة عصية على الاختراق .

 

اتمنى ان يلتفت مسؤولي هذا الوطن الى لواء الجفر وان يحققوا احلامهم الممكنه بتوفير وظائف لهم يسدوا من خلالها مستلزمات ابنائهم واسرهم ويكفوهم حاجة الفقر والعوز كذلك توفير الخدمات الضرورية والاساسية للمنطقه ليشعروا انهم جزء من هذا الوطن وانه لهم  الحق الاصيل فيه بأن يحصلوا على شيء ميسر من عوائد التنمية والاستثمار في بلادهم والتي لا يروا شيئا منها .