أخطر ما جرى في الظل وقضية الشهيد الجواودة ..

mainThumb

27-07-2017 09:14 AM

بعد حادثة استشهاد الجواودة في السفارة الإسرائيلية بعمان مباشرة، استقبل وزير الداخلية في مكتبه أهل الشهيد الجواوده ووعدهم بأخذ حقهم من الجاني الصهيوني الذي كان محاصراً حينها في السفارة الإسرائيلية بعمان على اعتبار أن الشهيد يمثل أبن الوطن وكل الأردنيين، مؤكداً على أنه عمم على القاتل المتحصن بسفارة بلاده براً وبحراً وجواً، والقضية صارت في عهدة المدعي العام على أن يستلموا جثة الشهيد توطئة لإنهائها قضائياً حسب الأصول، وكان والد الشهيد من جهته، قد وعد بإنهاء القضية إذا التزم الكيان الإسرائيلي بإزالة البوابات الإلكترونية وإجراء عملية تبادل أسرى فلسطينيين وأردنيين.
 
إلى هنا كانت التداعيات تسير وفق المسار المتفق عليه في لقاء الداخلية، ولكن بعد ساعتين من اللقاء كانت الأخبار تتوالى مفصحة عن أن الحارس الأمني المجرم بدلاً من أن يسلم للأجهزة الأمنية كان حينها وبقدرة قادر قد أصبح بين أهله في الكيان الإسرائيلي، لا بل أظهرته الصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي في صور استفزازية ومثيرة للخسرية وهو مضموم إل صدر نتنياهو اللذي حرره من غضب الأردنيين ومن أتون معركة قضائية كانت منتظرة مع القضاء الأردني النزية والذي يمثل سلطة مستقلة...
 
ومن جهة أخرى، وكرد فعل على هذه الصفقة التي تجاهلت حق الشهيد؛ أجرى أبناء الدوايمة وخاصة أهل الضحية مشاوراتهم من أجل إعداد بيان حاد النبرة وعالي الوتيرة وبلغة صاحب الحق الذي ينتصر لحقه المسلوب، والذي أصيب بغبن من حكومة بلاده، أدرجوا فيه مطالباتهم الجديدة رافضين ما جرى مؤكدين على المطالبة بحقوقهم، محملين الحكومة المسئولية عن هذا الإهمال الذي أصاب حقهم بالقصاص من حارس السفارة الجاني.
 
وكان من المزمع تسليم نسخة من هذا البيان لنقابة الصحفيين وتعميمه على الصحف المحلية ووكالات الأنباء والمواقع الإخبارية المنتشرة في الشبكة العنكبوتية..
 
ولكن كما يبدو فقد تم تسريب خبر هذا البيان للداخلية، وعلى إثره طلب وزير الداخلية هاتفياً زيارة أهل الدوايمة في سرادق العزاء الخاص بالشهيد في دوار الشرق الأوسط جنوب عمان، فرفضت تلك الزيارة جملة وتفصيلاً احتجاجاً على إخلاله بالوعود التي مهدت لاستلام الجثة ودفنها. وكان أهل الشهيد سيرفضون استلامها لولا تلك الوعود التي كذبتها الأحداث وتداعيات الأزمة فيما بعد، وطياً لتداعيات الأزمة وتفاقمها السلبي؛ قام الديوان الملكي بتقديم مبادرته لزيارد وفد رسمي إلى أهل الشهيد، فتم التجاوب الحذر معها، وعلى إثر ذلك تم تأجيل نشر البيان.. وكما فهم فالزيارة القريبة لوفد الديوان الملكي تأتي تمهيداً لزيارة الملك عبدالله الثاني إلى أهل الشهيد للتخفيف عن مصابهم..
 
وفي ذات السياق ينبغي أن أذكر الجميع بأن الكرامة ليست وجهة نظر وثمة مخرج- قد يعيد ماء الوجه للحكومة وذلك بمقاضاة الكيان الإسرائيلي..باعتباره هو كفيل الجاني الذي انتشرت صوره عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهو يقبل صديقته وكأن شيئاً لم يكن.. إذ تعزو إحدى الصحفيات الإسرائيليات في مقال لها نشر في هآرتس هذا الاستسهال في قتل العرب أينما كانوا إلى التربية الصهيونية التلمودية التي تعتبر العرب من الجويم الذين سخروا لخدمة بني صهيون.. بالطبع نحن مسخنا مناهجنا إرضاءً للكيان الإسرائيلي بإلغاء المواضيع التي تحث على الجهاد أو حتى تعزز فينا ثقافة المواجهة في سبيل حقوقنا المشروعة..
 
وتستطيع أن تفهم هذا الكلام من خلال مقارنة ما جرى في حادثة السفارة الإسرائيلية بفضية الحكم المؤبد الذي ناله الضابط الأردني أبو تايه إزاء قتله لثلاثة جنود أمريكيين في الجفر، ناهيك عن جريمة قتل الشهيد العُمَر في الأقصى والقاضي زعيتر على الحدود مع الكيان الإسرائيلي المحتل.. وننتظر من الأجيال اللاحقة تحرير كل فلسطين من نير الاحتلال بعد أن يحرر الوطن العربي من سطوة الكيان الإسرائيلي على القرار العربي حتى وهو في طور الإعداد.. ولنا عودة حتى تستعاد حقوق الشهيد..


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد