حلم كردي .. وخبث إسرائيلي!

mainThumb

25-09-2017 08:24 AM

مرة أخرى عن أزمة استفتاء اقليم كردستان، وحلمه بالانفصال عن العراق، المتحقق فعلياً على أرض الواقع بدعم اسرائيلي أميركي، ولا يحتاج إلا الى إعلان رسمي فقط عن ولادة الدولة الكردية.

 
فمنذ عقود يحاول الاكراد، تحقيق حلمهم في قيام كيان خاص بهم، وان كان يعارضه العراق وتركيا وايران وسوريا، الا أن شهية الكيان الصهيوني بإذكاء الصراعات الطائفية لم تهدأ للحظة، فكان من خططها لتحجيم دول المنطقة دعم الاقليات والتواصل معها، واذكاء الصراعات الطائفية، فدعمت التطرف في العراق، وشجعت الكيان الكردي في اقليم كردستان على الانفصال، واصبحنا نشاهد الاعلام الاسرائيلية ترفع في ساحات مدن شمال العراق بلا حرج أو خوف، وما كان بالامس ممنوعاً ومستغرباً أصبح اليوم طبيعياً ومقبولاً.
 
العراق في حكم الميت يقوده جيش ضعيف، وتحكمه ميلشيات وطبقة سياسية فاسدة، قائمة على الصراعات والمحاصصة الطائفية ورغم ضعفه يرفض انفصال الاقليم، وسوريا تترنح على نزيف حرب أهلية دعمت وقودها دول عربية واسرائيل، الا انها ستقف الى صف رفض هذا الكيان الوليد، تبقى ايران وتركيا التي ستواجه أزمة ولادة الكيان الكردي بقوة.
 
يقول وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي إن: «إجراء الإقليم الكردي شمالي العراق لاستفتاء الانفصال قد يتسبب بحريق في المنطقة، في الحقيقة هذا المشروع بدأ في التسعينات من القرن الماضي، ويريدون تحجيم دول المنطقة التي تقع فيها بلادنا، وإضعافها وتأسيس دويلات جديدة تسود بينها الصراعات والخلاقات والانقسامات، هناك مساع لإعادة رسم الحدود السياسية للمنطقة من جديد، أن المخاطر التي تهدد أمن تركيا لا تزال نشطة، ونحن بحاجة للصلاحيات لقيام الجيش بعمليات عسكرية خارج حدود البلاد شمالي العراق وسوريا».
 
اذن، تهديد عسكري تركي، قد يلحقه تدخل ايراني المتواجد أساساً في العراق وسوريا، كما أن عامل الجغرافيا ليس في مصلحة الدولة التركية المستقبلية، فمجرد اعلان الاستقلال من جانب واحد سيتم محاصرتها جوا وبرا وبحرا، من سوريا والعراق وايران وتركيا، فهي خطوة شبه مستحيلة، وستولد دولة ميتة.
 
المسألة الكردية، تبقى أولاً وأخيرا، ورقة ضغط سياسية رابحة في يد الكيان الصهيوني لارعاب المنطقة، ولتحقيق الابتزاز السياسي والاقتصادي وتحجيم دول المنطقة.
 
في الظرف الراهن، يبدو من المستحيل نجاح دولة كردية في الاقليم، وان اعلنت واعترف بها، فيسلحقها تدخلات عسكرية وحروب، قد تكون هدفاً لاستنزاف تركيا التي تحارب جيش العمال الكردستاني الذي يتلقى دعما من دول كثيرة، وايران التي بدأت تنمو وتكبر عسكرياً في المنطقة.
 
فالدولة الكردية مصيرها الفشل المحتوم، فان لم يكن الاستفتاء ورقة ضغط بيد مسعود البرزاني تجاه بغداد، ونتنياهو تجاه انقرة وطهران، سيكون الهدف احراق المنطقة بحروب كبيرة، لاعادة تشكيلها من جديد، وتنفيذ حلم تقسيم العراق الى ثلاث دول على أساس طائفي ضعيفة هشة مخترقة، وستجد القوى العالمية دولا داعمة لوقود هذه الحرب في المنطقة، كما دعمت تدمير العراق، وذبح الشعب السوري.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد