اسرائيل الدولة .. !

mainThumb

26-11-2017 07:57 PM

أعتقد اذا ما عرينا المفاهيم والمصطلحات ، وأفردنا الجوانب المتعلقة بالصراع الذي أخذ منحى الفوضى بكل شيء - فاسرائيل دولة قامت بمؤسسات وقوانين ، ولم ينفرد شخص واحد بقراراته بمنأى عن الشعب ، فلكل إنسان رأي ويحترم ، وصرّح الكثير من المسؤولين حول الازمة المتعلقة مع حزب الله الإيراني حين قال أحدهم : نتنياهو او غيره لا يقرر شرعنة الحرب لوحده ، أو يأخذ قراراً مهما كان نوعه ومسماه دون موافقة الشعب اليهودي - فنحن دولة مؤسسات وقوانين ، وحكومات تكنوقراط بامتياز فلكل واحد اختصاصه ، ولا نبني دولتنا على أهل الثقة وشراء الولاءات ( المشايخ ) ، ونحن دولة حزبية كل واحد فينا يحترم قرار الآخر ،وهذا ما فهمته من كلام الكثير من المسؤولين الاسرائيليين ، والكاتب اليهودي د ."ايدي كوهين" 
نقلا عن إسرائيل اليوم وبتاريخ 20/ 12 / 2016 قال : - لقد مرت بضع سنوات منذ اندلاع «الربيع العربي»، وما زال العالم العربي يعيش في حالة فوضى مطلقة. الصراعات الداخلية والحروب بين الاسلام المتطرف والاسلام المعتدل، بين القوميين وبين الليبراليين، وكذلك الصراعات الطائفية بين السنة والشيعة لا تسمح بالعيش بسلام وازدهار في اغلبية الدول العربية. اضافة إلى ذلك، فرص الهدوء لا تلوح في الافق، خصوصا في سوريا ومصر وليبيا والعراق واليمن. بكلمات اخرى، العالم العربي كله يشتعل، لكن بعض القادة على قناعة بأن إسرائيل هي سبب كل هذه المشاكل، وأنهم لا يتحملون المسؤولية عن افعالهم.
تجدر الاشارة إلى عدة أسباب دفعت العالم العربي إلى الفوضى الحالية. السبب الاول هو الفساد المتفشي في اوساط الزعماء الطبقة الحاكمة الذين يسيطرون على اموال الدولة. ونتيجة لذلك فإن الاموال التي يجب أن تذهب للاستثمار في التعليم والبنى التحتية، تذهب إلى جيوب هذه الطبقة والمقربين منهم، الذين بفضل علاقاتهم يحصلون على الوظائف الرفيعة دون أن تكون لهم الكفاءات المهنية والقيادية . 
لتقف منطقيين مرة ، ونتجاوز لغة ردود الفعل المفرغ من المحتوى ؟! 
إن الجوع والفقر والمرض والفساد والبطالة والفشل في منظومة التعليم وترهله وسرقة الشعوب وقتل الابرياء من العرب على ايدي العرب والمسلمين هو بفعل العرب وعبثيتهم المفرطة في تجاوز كل قوانين العالم وعمالتهم غير المسؤولة ، والقضية المشابهة بالتأييد أو الرفض من القارئين للمقال - هل كل هذه التشوهات والمتناقضات موجودة في المجتمع اليهودي ، وفي اسرائيل تحديداً ؟! 
هل الوزير أو رئيس الحكومة في دولة اسرائيل يتعدى البرنامج الذي اجمعوا عليه لمصلحة الوطن كما يسمونه ؟! 
هل هناك تمييز بين مواطن وآخر في المجتمع الاسرائيلي ؟ أم أنهم جميعاً متساوون في الحقوق والواجبات بعكس ما هم عليه العرب الآن ، ويسمون أنفسهم مسلمين ؟؟!!
أسئلة كثيرة تطرح وبحاجة لإجابات ، ويستوجب علينا أن نفرّق بين احتلال نوعي حضاري نتمنى ان نكون بحجم إحدى زواياه ، وبين احتلال عبثي زرعته قوى استعمرت شعوب الارض لتبقينا بمعادلة واحدة لا تتعدى كما قلت سابقاً في مقالاتي : المواطن العربي مواطن يحرص على الشبع والطمع ويخشى الجوع ، وبداخله فاسد شرعي تحت الطلب حتى لو لم ’يستعمَر ؟!
اليهود موجودون في المنطقة من قدم الزمان ، وأعتقد أن شرعية الأرض ليس كما نشاهد الآن بالنسبة لكل العرب ، قال تعالى : وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ . صدق الله العظيم - فأين الصلاح من هذه الأمّة - قتل ، وعمالة ، ولصوصية ، وفقر ، وجوع ، ومرض ، ومكاره صحية - فقط لننظر إلى اسرائيل مرة أخرى ، وإلى أصحاب الارض العربية بأكملها ! 
هل بلد واحد من بلدان الدول العربية بعد سايكس بيكو يحمل صفة واحدة من صفات الدولة العبرية العادلة بعد أن قامت على مزاعم ؟ 
بتصوري المتواضع لسنا الأمّة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر وتأمر بالمعروف ، ولاحقاً من الصعب أن ننعق دائما بفناء اسرائيل ونحن من يستحق الفناء ، ولنلاحظ ان الدولة التى قامت على مزاعم هي الدولة الحقيقية قانوناً ومنطقاً ، وأن البلاد الاصيلة ( البلدان العربية ) لا تستحق سوى مسمّى القطعان واللصوص ، ولعنة المال العربي أورثتنا ما اورثتنا من ويلات صعب الخلاص منها . 
العرب يعيشون بازدواجيات وتقلبات عميقة في سلوكاتهم - فيأتينا يساري متشدد بالتياسة ليدافع عن الأمّة والأرض وهو لص عميل فاجر ، واسلامي بالمسمى يحتفل ببذخ مقيت في مناسبة له والجياع كثر ، ومرضى المسلمين بلا علاج وتعليم سليمين كما يعيش المسؤول غير المنتخب بالقانون والشرع كما اسرائيل الدولة والدولة اسرائيل ، وسحيّج على حساب عرضه وبيته وأخوانه ، ناهيك عن الانشقاقات الواسعة على أساس الاقليم والجهة العفنة والعشيرة والنسب والاثنيات والطائفية المسلّحة ؟؟!! 
سؤال - هل اسرائيل تعتبر محتلة بمنطق الانسان الانسان كما هي سلوكاتهم مع مواطنيهم وشعوب الارض حتى لو تغلّفت ضد الآخرين بمكائد ؟ أم أن وجودها عرّى العربان على حقيقاتهم المنقولة بالخطأ ؟!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد