التكنولوجيا والاطفال بين الاثار الايجابية والسلبية

mainThumb

01-02-2018 05:12 PM

السوسنة - شروق الكلباني- لقد أصبحت التكنلوجيا أسلوب حياة متجدد في مجتمعاتنا وكلما تقدمت السنون ازداد التطور العلمي والتكنلوجي في جميع نواحي الحياة، كما أنها لبت رغبات جميع الأعمار واستطاعت الوصول لجميع الفئات العمرية من الذكور والإناث.
 
قدرة الإنسان العقلية لعبت دورا هاما في تطور العلم والمعرفة وساهمت في تعدد الطرق وتنوع الوسائل التكنلوجية حتى أصبح عالمنا يتصف "بعصر السرعة"  الذي تتوالى فيه الاختراعات الجديدة من الأجهزة الذكية والألعاب والأيباد والبلاك بيري وغيرها.
 
وبذلك أصبحت الشركات العالمية تتسابق لتطوير أجهزتها الذكية واختراعاتها التي لم تعد تقتصر على الهواتف فقط، وأصبح الإقبال عليها بشدة كما أصبح انتظار الإعلان عن صناعات جديدة من أولوية مدمني التكنلوجيا لما توفره من متعة وتسلية و لما توفره من سهولة في حياتنا العلمية و العملية، حتى وصل حب التكنلوجيا في مجتمعاتنا حد الهوس.
 
 
يستيقظ المرء وأول ما يمسكه ويفكر به أولا هو هاتفه الذكي كي يتفقده سواء كان هناك شيء مهم ينتظره أو غير مهم فإن إدمانه  على مسك هاتفه الجوال أول ما يفكر به، ويمكن أن يجلس يوميا على هاتفه لساعات طوال تفوق ٨ ساعات.
 
 و كما أدمن الكبار على أجهزتهم الذكية، فان أطفالنا بالتأكيد سيحاولون تقليدنا إضافة الى جذب الألعاب الحديثة والألوان والصور والاصوات وافلام الكرتون والاناشيد التي أصبحت متاحة لهم في أي وقت يريدونه وبجودة عالية جدا، وبالرغم من الفوائد التي يمكن رصدها من استخدامهم للأجهزة الذكية الا أن مضارها لها أثر أكثر من نفعها. 
 
الآثار الإيجابية للأجهزة الذكية: 
لقد استطاعت التكنلوجيا الحديثة المساهمة في التطور الفكري للأطفال وخصوصا عندما يكون الأطفال في هذا العمر وهم في بداية تطور فكرهم ونمو أجسادهم، طالما يتم استخدام هذه الأجهزة بحكمة وحذر ولفترات محدودة خلال اليوم، فالأطفال يجب الا يجلسوا لفترات طويلة أمامها، كما يجب على الوالدين مراقبتهم اثناء حملهم لها ومراقبة ما يقومون بمشاهدته ولعبه كي لا يؤثر سلبا على تفكيرهم ووعيهم وتربيتهم، بالإضافة الى توجيههم وارشادهم لما هو مفيد وما هو مضر ووضع حدود لوقتهم ومشاهداتهم.
 
استطاعت الأجهزة الذكية أن توفر للأطفال كافة المعلومات التي تساعد في نمو تفكيرهم وتجيب على جميع الأسئلة التي تجول في خاطرهم، وبسبب هذه الأجهزة الذكية أصبحت العملية الدراسية تحمل معلومات أكثر وثقافة وفكر أكثر إضافة الى المتعة التي يمكن أن تعطيها للطفل، فكلما كانت المعلومة معروضة بطريقة جذابة تحوي على الألوان والرسومات المتحركة والفيديوهات التوضيحية أصبحت المعلومة أكثر ترسيخا في عقل الطفل.
 
تقدم هذه الأجهزة الذكية المعلومة للأطفال بطريقة ثابتة بدون تأثير نفسي وايماءات مقلقة تصيب الطفل بالتوتر كعصبية المعلم اتجاه طالبه عندما يخطئ أو يتلعثم، وغيرها من الايماءات التي تلعب دورا أساسيا في تغيير نفسية الطفل، فالتعلم الالكتروني يوفر ما لا يوفره التعلم التقليدي ويكمله.
 
الآثار السلبية للتكنولوجيا على الأطفال:
 
على الرغم من الآثار الايجابية التي تحملها الأجهزة الذكية لمساعدة الأطفال على التفكير والدراسة وتعلم الكثير من الأشياء الجديدة في طفولتهم، الا أن لهذه الأجهزة مخاطر جمة لا يمكن التغاضي عنها أو اهمالها منها ما هو جسدي وما هو فكري وكل له دوره وأثره، فمثلا يمكن أن تؤثر الأجهزة الذكية على الذاكرة على المدى الطويل، وذلك لأن الطفل أصبح يعتمد على الأجهزة الذكية في تذكر المعلومات مما أدى الى كسل في الدماغ وفي تدريب الذاكرة، بالإضافة الى أن الجلوس الطويل أمام الأجهزة اللوحية الذكية يؤدي الى إجهاد الدماغ والبصر والتركيز.
 
يمكن للأجهزة الذكية أن تصيب طفلك بالإدمان عليها وهنا تكمن الخطورة؛ وذلك لأن الطفل يصبح انطوائيا ومحبا للعزلة ويصبح غير اجتماعي وقليل التفاعل؛ وبذلك ستزيد احتمالية اصابته بمرض التوحد كما أثبتت الدراسات أخيرا.
 
لا يقتصر ضرر الأجهزة اللوحية الذكية على الحالة النفسية والعصبية فقط، فقد أثبتت العديد من الدراسات أن الادمان على الأجهزة اللوحية يسبب الكثير من الأمراض مثل السرطانات والصداع بسبب الاشعاعات وتشنج العضلات وآلاما في العنق والكتفين بسبب حمله لهذه الأجهزة لفترات طويلة والانحناء أمامها، كما تؤثر بشكل مباشر على العيون فتصيبه بقصر النظر أو الجفاف، عدا عن إصابة الأطفال بالسمنة المفرطة نتيجة طول مدة الجلوس والخمول وتناول الأطعمة والسكريات دون بذل أي مجهود.
 
نصائح مقترحة لتقليل من مخاطر التكنلوجيا على الأطفال:
 
أولا: توفير البيئة الخصبة والمناسبة للطفل عائليا بحيث يجد في الجلوس مع أمه وأبيه واللعب مع إخوته وأصدقائه وأقاربه متعة كبيرة تفوق ادمانه على هذه الاجهزة.
 
ثانيا: وضع خطة تتضمن مواعيد حمل الطفل للجهاز اللوحي في أي ساعة ولأي ساعة، ويجب أن يعلم الطفل أن عليه احترام مواعيد الأكل والنوم والراحة واللعب والدراسة دون الجلوس على هذه الاجهزة في هذه الأثناء.
 
ثالثا: توجيه الطفل وارشاده وتوعيته بأسلوب محبب الى ما يفضل أن يتابع أو يلعب او يتعلم والنصح الدائم والمستمر له وتحذيره من الأشياء التي تضر بصحته نفسيا وجسديا، دون التصغير من شأنه او إثارة فضوله، كما يجب اتباع نظام المراقبة عن بعد للسيطرة على أية مشاكل ممكن أن تسببها التكنلوجيا على الطفل.
 
رابعا: إن انشاء علاقة الصداقة والحب والثقة بين الاهل والطفل من شأنه أن يجعل الطفل أكثر وعيا وحذرا وانتباها، ولا يحاول فعل أي شيء دون استشارة أمه وأبيه.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد