الرفض ليس دوما موقفا وطنيا أو بطوليا - د. إبراهيم ابراش

mainThumb

25-04-2019 02:01 PM

من موروثات الثقافة السياسية العربية وإلى وقت قريب أن موقف الرفض ،بكل أشكال حمولته الأيديولوجية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ،يتضمن حكم قيمة إيجابييصنف صاحبه كرجل المبدأ والمدافع عن الشعب وقضاياه ،إلا أنه ثَبُت بالممارسةأن خطاب الرفض لا يعبر عن موقف وطني أو بطولي إن لم يكن مصحوبا بإستراتيجيةوطنية لمواجهة ما يتم رفضه ،وهذا ينطبق على الذين يرفضون صفقة القرن قولاوينفذونها سلوكا.
 
يبدو أن كثيرا من الأنظمة والأحزاب الفلسطينية والعربية التي تعلن رفضها لصفقةالقرن تمارس عمليا ما يساعد على تنفيذها ،وبالتالي يصبح خطاب الرفض أداة تضليللتمرير الصفقة القرن ما دام الرفض غير مصحوب بما يَعيق التنفيذ الفعلي للصفقةوهو جار منذ سنوات ،بل يمكن القول إن كلا من السلطة الفلسطينية وحركة حماسساعدتا ،يوعي أو بدون وعي ،في التأسيس للصفقة .
 
النخب السياسية من خلال مواقفها المتوقفة عند تخوم الرفض اللفظي لصفقة القرندون أن تُجهد نفسها بإبداع طرق ووسائل خلاقة لمواجهتها تتحول إلى شاهد زوروتُعيد انتاج الفشل ،معتقدة أن التمترس وراء خطاب الرفض سيمنحها شهادةبالوطنية وسيبرئها من المسؤولية .
 
هذه المواقف والسلوكيات البائسة للنخب ليس سببها أن الطريق مغلقة وليسبالإمكان أبدع مما كان كما تُرَوِج وتبرر موقفها ونهجها ،بل لأنها تعلم بأن أينهج وطني حقيقي سيفتح المجال للمراجعة والمحاسبة وإعادة النظر في شبكة المصالحالشخصية والحزبية التي تراكمت طوال سنوات من وجودها في السلطة ،وهذا قد يهددوجودها في السلطة سواء في الضفة أو غزة .
 
استمرار النخب السياسية في الحديث عن التمسك بالثوابت وعدم التنازل عنهاوتأكيدها على رفض صفقة القرن ،لا يُسقط المسؤولية عنها ويجب عدم السماح لهذهالنخب بإدعاء البطولة لمج


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد