والله انك شيخ - مصطفى الشبول

mainThumb

18-07-2019 09:32 AM

في أحد الدروس الفقهية للشيخ النابلسي قال بأنه تعرض لسؤال من أحد الناس وهو كيف نختار شيخ نتبعه ، وما هي مواصفاته مع كثرة الشيوخ وانتشارهم ؟ فقام الشيخ النابلسي بذكر أنواع الشيوخ وقال: هناك شيخ شيَّخَهُ الزمان، أي متقدم بالسن (فمثلاً في أول جلسة للمجالس المنتخبة لاختيار رئيسها يترأس الجلسة أكبرهم سناً) ... وشيخ شيَّخَهُ الأقران، وهذا الإنسان ذكي جداً ويحتوي كل الناس لأنه يقف على مسافة واحدة من الجميع ... وشيخ شيَّخَهُ الشيطان ، وهم السحرة والمشعوذون ...وشيخ شيَّخَهُ السلطان ، وهذا يقف مع السلطان ومع المسؤول ظالم أو غير ظالم ... وشيخ شيَّخَهُ الرحمن ، وهذا يسمى العالِم الرباني الذي لا تختلف صفاته ولا أقواله لا مع مسؤول ولا مع فقير ولا مع أحد ولا يطلب شيء ولا يبتغي امرأ دنيوي (وهو المطلوب) ... وشيخ شيَّخَهُ الإعلام ............!!! 
 
نقول رغم بشاعة السحرة والمشعوذون والطرق التي يستخدموها إلا أن المصيبة والكارثة في هذه الأيام تكمن في الشيخ الذي شيَّخَهُ الإعلام ، وقد أصبحت هذه الفئة المستشخيه لا تعد ولا تحصى ، فسبحان الله بيوم وليلة وبقدرة قادر بتلاقي مجموعة شباب طالعين ولابسين أحسن اللباس ( مشخّصين) لما تسألهم على وين ؟ يقولوا : والله معزومين على سهرة عند الشيخ فلان أو الشيخ أبو فلان ، ثم تردهم (باستهجان) : ومن متى أبو فلان صاير شيخ ؟ لتسمع الجواب منهم : اسكت بعد أسبوع عامل عزومه وبده يذبح عشر خرفان ...
 
وبعدها بساعات تجد مواقع التواصل والفيس بك ينشر صور السهرة واللقاء ومكتوب عليها عنوان، الشيخ أبو فلان يلتقي شباب البلدة ويتعهد بحل كافة مشاكلهم ...وهات اخذ تعليقات على المنشور ( والله انك شيخ ،، يموت الشيوخ من بعدك ،، الشيخه بتلبق لك يا أبو فلان ،، شيخ ابن شيخ ) وطبعاً هو بصدّق حاله وبدل العشر خرفان بذبح عشرين وبوسع العزومه ، ويوم عن يوم بصير يطرح نفسه للبلدية أو للامركزية أو للنيابة ، والمشكلة لما يحكي بالناس ما بعرف يرتب كلمتين على بعض بجيب من الشرق وبحط بالغرب ، أو لما ينزل صورة له على الفيس بك ويكتب مقولة فوقها بدك مترجم حتى تقرأها من الأخطاء الإملائية واللغوية ...
 
فنقول ضعوا أقدامكم على الفرامل والمكابح وتمهلوا قليلاً قبل أن تحكموا لفلان بالشيخه ، ولا تجعلوا لقمة الطبيخ وعزومة المناسف هي التي تقرر مصيركم ، وليكن اختياركم لمن يحتوي الكل ويقف على مسافة واحدة من الجميع ، ولا تختلف أقواله ولا صفاته ولا يبتغي أمراً دنيوي... وأجعل قربك من الناس بقدر قربهم من الحق.   
 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد