رعاية المواهب

mainThumb

27-12-2019 01:51 PM

 لم تصل الدول المتقدمة الى ما وصلت اليه من تقدم وازدهار في المجالات كافة الا بعدما اولت العنصر البشري لديها الاهتمام الكافي وتوجيهه منذ البداية الى دراسة ما يتناسب مع ميوله واتجاهاته وقدراته، فاحدثت التوافق الوظيفي قبل البدء بالعمل، الامر الذي يشير بشكل واضح وصريح الى أهمية رعاية الموهوبين والمتفوقين، فأولئك يمتلكون قدرات متميزة يجب متابعتها وتنميتها، وهم يمثلون قطاعا مهما من القوى العاملة والإمكانات البشرية، فالتفوق والموهبة يعدان من أهم أسس التقدم الحضاري، وعاملا مهما في تقدم الإنسان المعاصر، وفي مواجهة مشكلات حياته الراهنة وتحديات مستقبله.

تعد الموهبة قضية العصر، إذ أن العصر الذي نعيشه الآن هو عصر علم وتقنية ونبوغ معرفي وتقدم مذهل يعتمد في أساسه على تخطي الحواجز وتغيير المألوف وابداع جديد متطور دائماً، ولا يتسنى ذلك للمجتمعات النامية إلا بالاعتماد على دور كل فرد من افرادها عامة والموهوبين خاصة، فتقدم الأمم ورقيها مرهون بتقدم فكرها ونتاجها العلمي والتقني.
فلا يعني القدرة على استخدام التكنولوجيا واستهلاكها امتلاكها، على الرغم من اهميتها، ولكن الاكثر اهمية هو القدرة على تصميمها وانتاجها بما يخدم قضايانا اضافة الى القدرة على تسويقها والعمل على تطويرها في المستقبل فهذا هو تطبيق عملي للتقنية وامتلاك حقيقي لها وذلك لن يتأتى إلا بإعداد المواهب التي ربما تشكل المستقبل نواة لقاعدة علمية تواكب الألفية الحالية او ما اصطلح على تسميته الثورة الصناعية الرابعة.
إن الدول المتقدمة تولي ما لديها من طاقات بشرية كل اهتمامها ورعايتها لكي يصل كل فرد منها إلى أقصى مدى ممكن من الاستغلال الامثل لقدراته كافة ، خاصة وأن الكثير من الأعمال أصبحت تتطلب مستوى عقلي  مرتفع.
ونحن نعيش عصر الانفجار في المجالات كافة، الامر الذي يبرز اهمية قصوى لرعاية الموهبين من حيث اكتشافهم وتكييفهم وصقل مواهبهم وبالتالي التسكين الوظيفي الملائم بالمكان والزمان وتطويرهم بشكل مستمر.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد