دكان القرية

mainThumb

23-02-2020 10:03 AM

 بعد الحرب العالمية الأولى انتشرت ظاهرة الدكاكين في القرى وكان صاحب الدكان يعمل في البداية حدارا وهذا يعني البائع المتجول  على دابة (بغل، حمار) تبعا لامكاناته حيث يحمل في الخرج المثبت على ظهر الدابة بعض الحاجيات التي تحتاجها الاسر كالخيطان وابر الخياطة والحلاوة والاقمشة وغيرها في مراحل اكثر  تطورا  في المناطق النائية والتجمعات البدوية وكانت المقايضة بالحبوب او بيض الدجاج او السمن وصوف الاغنام ثمنا للبضائع او تسجيل الدين على دفتر صاحب الدكان او الحدار وكان هذا الدفتر وثيقة رسمية اكثر التزاما من الرهن  عند  كاتب العدل او الشيكات البنكية هذه الايام .

وكان الالتزام بالدفع اخلاقيا ونادرا ما يتخلف احد عن السداد، وكان دكان القرية ملتقى ثقافي لاهلها في المساء وخاصة اذا كان صاحب الدكان يمتلك  راديو  او صندوق العجب، ومع تطور الاوضاع الاقتصادية وقيام الدول والتكنلوجيا وانشاء البنوك والمؤسسات المالية والعملات تراجعت منظومة القيم وازدادت الشيكات الراجعة بالملايين وتطورت وسائل النصب والاحتيال وكثرت المولات وانقرضت دكانين الحارات والقرى في ارتباط عكسي اي بمعنى كلما ازدادت المولات والبنوك وقلت الدكاكين البسيطة  تراجعت القيم والأخلاق فهل نعود إلى الدكان الصغير ونتبادل البضائع بالشعير والقمح والبيض بدل الشيكات والعملات حتى نعود إلى الثقة المتبادلة ونحدد مصدر الخبر والمعلومة من مصدر صادق وبريء كراديو الدكان في ظل هذا الذباب الالكتروني والاعلامي الذي اضلنا الطريق وافقدنا البوصلة ؟؟؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد