كورونا يمتحن العاطفة الوطنية فهل ننجح؟ .. هدى الحنايفة

mainThumb

22-03-2020 03:35 PM

 طاعون العصر ، كورونا الجائحة  التي يتلقاها  العالم بكل ذهول منذ عبورها  حدود الصين، يتلقاه الأردني متجاوزا  الصدمة الأولى بزهو! حتى أنه يكاد ينسى   خطورته ،  وذلك  دهشة  لأداء الحكومة الإستثنائي مقارنة بما سمع  ورأى  من  تصريحات  مرعبة لرؤساء دول عظمى لشعوبها، رغم ما اوتت من قوة وتقدم! فهناك تقصير وإزدحام مصابين، وضحايا، ومصائب  تكشف وأخرى تستر! هناك الإنسان  تائه! بينما يحظى الأردني بدلاله  بأصعب الظروف حتى لو كان بآخر الدنيا، فلا عجب أن يسجد شكرا لله، إذ أنه يبصر بام عينيه مقولة الإنسان أغلى ما نملك..
 
ما قدمته الحكومة للأردني من تهيئة للحدث ومحاولة لتغطية جل إحتياجاته قبيل إعلان قانون الدفاع ومتابعة أحواله، هو دافع  لثوابت ومقصد وجداني وأمني،  هبت  على أساسه  بجوارحها  يشاركها العبء الجيش  والكوادر الطبية؛ ليطيحوا  بكورونا. سيذكر التاريخ لها ما بعد كورونا  ما يشفع لحضورها ولو قليلا، فلا غبار على امتثالها الواجب الذي طالما ألح الناس عليه  بأيامهم الوردية،  لكن ألا ينظر  الأردني ما قدم  بين يدي الوطن للأمر ذاته ؟ هل وفى  بأدبيات العاطفة الوطنية،  هل التزم تعليمات إجراءات الرعاية الصحية المعلنة،  وحظر التجول، هل  أظهر  قدرا من اللحمة والتماهي مع الجهد الوطني الذي تبذله الحكومة لأجله، لحفظ حياة كل فرد ليظل حمانا آمن؟ هل يقرأ  عيون العسكر المستنفرة في الطرقات ٢٤ ساعة  فدا  لحياته!. 
 يمتحن كورونا العاطفة الوطنية فهل ننجح؟ لا تقتض مواجهته سوى تلبية نداء "قر في بيتك" أيام معدوات أيام فيهن النجاة، فلقد بشرتنا منظمة الصحة العالمية، حين  أشادت أن الأردن من بين أفضل  سبع دول في مكافحة الكورونا، أي أن ثمة أمل، ألا يستحق أن نتصبر! ليحلو الصباح والمساء لنعانق  أمهاتنا بلا وجل!  فالمجهري الزاحف، كورونا بلا رحمة ولا وقت مستقطع لديه.
 
  أن لملم  فيروس كورونا شعثنا، وثبت كل حيث واجبه، سنحسم معركتنا معه، وقد يكون الحسم قبل أن تتجاوز  الإصابات حاجز المئة بقليل، حينئذ سيمنحنا الله فرصة التمتع بما تبقى من ربيع، وسنزين  الشوارع بهجة بقدوم  رمضان، نرفل بالطمأنينه، ونتزاور  بلا مخاوف من أن يغتال فرحة جمعتنا، وسنُكسب النعم حولنا قيمة مضافة أولها الحرية.  
ما ظني بأهلي الأردنيين إلا خيرًا، في كل نائبة ثبات، سيقدموا للعالم انموذج لتجربة  فريدة ، وسنكون على مستوى  تطلعات جلالة الملك وأكثر ..
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد