حظر التجوّل والعنف الأسري

mainThumb

11-04-2020 04:18 AM

لا يخفى على القارئ الكريم أنّ لكلّ أمر ٍ دُنيويّ إيجابيّات ٍ وسلبيّاتٍ، ومن السّلبيّات الخطيرة التي لُوحظت في العديد من البلدان، ارتفاع نسبة العنف الأسريّ فيها بنسبة 100 % ، إن لأسباب ٍ اقتصاديّة أو نفسيّة أو اجتماعيّة.
لفت انتباهي وأنا استمع الليلة الماضية لراديو الـ ( بي بي سي )، أنّ أبا ً في دولة ٍ من الدّول قد رمى ابنتيه من شرفة المنزل، وهذه جريمة ٌ مروّعة تقشعرّ لها الأبدان.
نحن نعرف من خلال علم الاجتماع، وعلم النّفس، أنّ العنف الأسريّ يزداد مع انتشار الأوبئة، وكذلك تزداد الأمراض النّفسيّة، ففي الصّين مثلا ً سمعنا عن حالات انتحار، وارتفاع في معدّلات العنف الأسريّ.
ومن أخطر أنواع العنف ضدّ المرأة، هو العنف النّفسي والعاطفيّ، حيث سمعنا وقرأنا عن حالات تهديد بالطّلاق بعد رفع الحظر مباشرة ً، ناهيك عن التحرّش الذي تتعرّض له بعض النّساء في ظلّ هذه الأزمة، وخصوصا ً النساء اللواتي تضطرهنّ الظروف للوقوف في طوابير الخبز أو الموادّ التموينيّة.
وهؤلاء النّساء المُعَنّفات كُنّ في الظروف الاعتياديّة، يخفن من تقديم شكوى بحقّ من يمارس العنف عليهنّ، فما بالك الآن وفي مثل هذه الظروف التي تعصف بنا ؟
ولا ننكر في المقلب الآخَر، أنّ هناك من الأُسَر مَن زادت الأزمة من روابط الألفة، والمحبّة والتواصُل بين أفرادها. خصوصا ً العاملين والعاملات الذين لم يكونوا يجدون الوقت الكافي لقضائه بين أطفالهم. والآن وجدوا المُتَّسع من الوقت لذلك، والاهتمام بأبنائهم، ومتابعة تحصيلهم وتعليمهم، ومساعدتهم في التعليم عن بعد.
لكلّ ذلك، نرجو من شعبنا الأصيل أن يزداد تماسكاً لنخرج من هذه الأزمة رابحين منتصرين أو بأقلّ الخسائر، على أسوأ تقدير.
حفظ الله الأردن قائدا ً وشعبا ً



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد