وتلك الأيام نداولها بين الناس

mainThumb

20-05-2020 08:49 PM

يعتبر التغيير بحد ذاته مطلبا تتوق له الأنفس في كل زمان ومكان، لأن دوام الحال يعتبر من المحال، ولأن الخالق عادل، فهو قسم الأزمان وقسم الأحوال فيها، وسنته في كونه التغيير والتبديل حتى لا يعم الظلم والفساد، ولأن التغيير يبعث في النفس الأمل ويعيد ثقة الناس ببعضها، ويجدد العزيمة، ويهيئ لمرحلة جديدة.


ولو استدام الحال على ما هو عليه لفسدت الأحوال وفقد الناس الأمل وعم الظلم والاستبداد، ولشعر الانسان بضعفه وعدم مقدرته على التعايش او التكيف مع الوضع القائم، ولكنها حكمة الخالق الخالدة والتي يغير فيها أحوال الناس من حال الى حال: من ضعف الى قوة ومن قوة الى ضعف.


فلقد جعل الخالق شرط التغيير مرتبط بإرادة الناس وقدرتهم على احداث ذلك التغيير إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فشرط تغيير الحال هو إصلاح النفس من الداخل وتقويمها.


ولأن التغيير بحد ذاته أيضا عامل إيجابي يحفز الهمم وتتوق له الأنفس، ويوثقه التاريخ عبر كل العصور ويسجله، ليبقى فقط الذكر الطيب للمراحل الطيبة فيها، والخبيث يتلاشى وينعدم ذكره هو وأهله. ولنا في كل العصور والمراحل العبر والدروس المستفادة، فما بني على باطل يفنى ويلتصق ذكره فقط بكيفية الاستفادة من تلك المرحلة لتجنبها وعدم الوقوع فيها مستقبلا.
في حين ما شيد على الحق يبقى خالدا وذكره قائم ويعتبر مصدر الهام وطاقة ايجابية تشحن بها النفوس وتتوق لها الأرواح.
نسأل المولى عزوجل أن يغير حالنا لما فيه خيرنا وفلاحنا في الدنيا والآخرة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد