السمري العامري .. علي ملاعبة شهيد الخليل

mainThumb

05-06-2020 06:32 PM

في يوم ميلاد الشهيد علي بن عبدالله بن حسن بن جبر بن محمد الملاعبة .. سنة ١٩٤٧ كان الربيع يعبق على بيادر بلدة سمر الكفارات في لواء بني كنانة .. ارض آبل ووفرة الزيت (حيث قال رسولنا الكريم صلى الله علية وسلم، لأسامة بن زيد لا تعودن إلا وتطأ أقدام خيولك ارض آبل الزيت).

نشأ الشهيد علي وتربى في كنف والده عبدالله ووالدته حمدة سليم الملاعبة مع اخوانه مجلي ومحمد واحمد واخواته مريم وترفة .. وجاء إلى الدنيا طفلا وسيما لون عينه بخضرة الارض وكان وجهه ابيضا يشع نورا عرف في صباه انه كان صلبا فيه صفات الرجولة والعطاء فمنذ أن تمكنت يداه من أن تمسك المعول وقف بجانب والده في زراعة ارض البيادر الخصبة في سمر وبتربة لونها بسمار الكبد غرز الزيتون على الدروب السهوب والرمان في الأودية. وكان يتسامر مع أهل البلدة عند شجر الكينا المعمر.

ما ان اشتد صلب الملعبي قرر أن يلتحق بصفوف الجيش الأردني العربي المصطفوي رغم صغر سنه الذي لم يتجاوز ال ١٥ ربيعا ولكن جهامته وحضوره وهيبته ساعد في تجنيدة والتحق في معسكرات البطولة والشهادة عام ١٩٦٢ م وخدم في معسكرات الزرقاء وعندما تأزم الوضع في الصراع والمواجهة العسكرية في الضفة الغربية إمتثل بكل طواعية وانتقل الى الخليل حيث كانت خيمة الحشد والرباط في انتظاره.

ما أن وصل الخليل إلا وإستشعر الشهادة بين ناظرية فلقد خاض معارك النضال والكفاح ضد عدو مجرم. كانت الطائرات الاسرائيلة تقصف معسكرات الجيش بلا هوادة وكانت صواريخ الكاتيوشا والهوك تتساقط على رؤوس الابطال وهم ينشدون "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين" لم يقبل أن يختبئ في الخنادق بل كان جل وقته في ميادين الجهاد ينقل الجنود بالحافلات العسكرية بين معسكرات مدن الضفة العربية وداخل الخليل ولشدة امانتة وقوته عين مسؤلا عن مستودعات تزويد الجيش بالوقود .. ومنع الكثير من حوادث سرقة وقود الجيش وعمليات التخريب .. ولجأ بحنكته الى وضع الوقود في ملاجيء أرضية حفاظا على ديمومة المعارك. ولكن لم يعرف أن الخونة والعملاء سيتسللون مثل خفافيش الليل وبكثرة حيث ضبط الشهيد علي الملاعبة أحد الخونة يريد سرقة وقود الجيش وتصدى له وهو اعزل من السلاح رغم ان بندقيته كانت في خيمته ولكن هجم عليه بسرعة ولقنة درسا في البطولة والفداء وهرب الخائن مهرولا وهو مهزوم وقد حطم طموحة الشهيد الملعبي.


كانت اجازات علي قصيرة ولكنه رغم انه كان يشعر أن مهمته صعبه .. قرر قبل خمسة شهور من استشهاده أن يكمل نصف دينة فخطب ابنة عمه وقرأ فاتحته عليها .. وبعدها كان في زيارته الاخيرة لبلدته سمر يرتب لمراسم الزواج بعد أن انهى زيارة بيت والده وودعه هو وأشقائه وخطيبتة وكذلك شقيقة مجلي في الزرقاء

وعند ظهيرة يوم السبت في شهر آذار عام ١٩٦٦ انطلق إلى خيمته العسكرية في الخليل ولكن كان على موعد مع القدر حيث ان السارق الذي دحره وكسر جموحه قد تربص له مع مجموعة من المخربين والمحرضين وما كاد علي يريد داخل خيمته أن يغتسل للشهادة حتى باغته القاتل العميل وغرس في ظهره خنجر نقعة بالسم اخترق عظامة حتى استقر في لبابة قلبه وبقي ينزف حتى فارق الدنيا شهيدا مطعونا (والمطعون شهيد) وفر الخائن الجبان إلى منطقة الداخل الفلسطيني (منطقة ال ٤٨).
نقل الشهيد علي ملاعبة إلى المستشفى في الخليل ولكنه كان قد فارق الحياة .. مضحيا بنفسة وحياته دفاعا عن ارض فلسطين ومتخليا وبكل أمانه عن متاع الدنيا وزينتها في سبيل إعلاء كلمة الله والحفاظ على مقدرات الجيش الأردني العربي المصطفوي من العبث والسرقة والدمار حتى يؤدي واجبه نحو مدينة خليل الرحمن معطرا بدمائة الزكية ارض فلسطين ولا زال مكان خيمته التي استشهد بها كما يروي أهل الخليل تفوح منها المسك.

غادر االشهيد الملعبي ملحقا كنورس في السماء بعد أن إختار درب الخلود الابدي. ملحقتا بركب شهداء بلدة سمر ..الشهيد عبدالله سلامة محمد العمور .. والشهيد محمد عبدالله الحطيني .. باب الواد عام ١٩٤٨ والذي سنفصل بطولاتهم لاحقا.

زغرتت الحرائر في سمر ولواء بني كنانة والاردن لحظة وداعة و وري جثمانه في أديم بلدته سمر الى جانب شهداء معركة اليرموك الخالدة .. في جنازة مهيبة حضرها كبار العشائر وقادة الجيش واهل البلدة واللواء وشرفاء الاردن. ونصبت له خيمة العزاء والصلح والتسامح على بيادر سمر والتي امها شرفاء الضفتين وجرى فيها تحرير وثيقة وصلح باستشهاده فداءا لفلسطين والتي وزعت على أهالي سمر ودورا وسموع والخليل وبئر السبع حيث خدم ودافع عن ارضها.

وستبقى يا علي اسطورة الفداء .. وليرحمك الله في مقعد صدق ونهر إنه مليلك مقتدر




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد