تبرير العبودية

mainThumb

21-06-2020 12:54 PM

السوسنة - كانت العصور الوسطى فترة توسع كبير في التجارة، عندما كانت شبه الجزيرة الإيبيرية مفترق طرق مهم في عالم البحر الأبيض المتوسط. بين القرنين الثامن والثاني عشر، كان تجار الرقيق الإيبيريين مسيطر عليهم من قبل التجار المسلمين، الذين نقلوا العبيد المسيحيين والوثنيين إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما يقول يوهان ماكيكني طالب الدكتوراة في التاريخ في جامعة كوين الكندية، والباحث في المجتمعات الدينية في البحر المتوسط في أواخر العصور الوسطى.


ابتداءً من القرن الثالث عشر، انقلبت الآية : حيث أصبحت تجارة الرقيق تحت السيطرة المسيحية، ووسع الصليبيون نفوذ الكنيسة على الأراضي الإسلامية واستعبدوا المسلمين خلال الحرب، واستولوا على القدس في عام 1187، واستعمروا إيبيريا، وبعدها توليدو في عام 1061، وقرطبة في عام 1236، وفالنسيا في عام 1238 واشبيلية في عام 1248.

خرافات عن الملابس


غيَّر الاستبداد المسيحي في إسبانيا بشكل كبير سوق العبيد الإيبيريين، مثلا في أراغون التي تقع في شمال شرق إسبانيا، وُعد المسلمون بالاستقلال القضائي كجزء من معاهدات الاستسلام الموقعة مع الملك خايمي الأول من أراغون، إلا أن القضايا التي كان من المفترض أن يتم الفصل فيها بالشريعة الإسلامية، كانت تمر من المحاكم المسيحية، وكان المسلمون في أراغون المسيحية يخضعون لحكم نائب الملك، الجنرال بايليف، وكان لديه سلطة على السكان المسلمين، الذين كانوا يعتبرون ملكًا للملك.


يمكن لمأمور العامة الاستيلاء على المسلمين ومحاولة سجنهم للقيام بنشاط إجرامي. في القانون الإسلامي يمكن معاقبة الإتهامات الجنائية بالزنا بالجلد العام أو الرجم، ولكن في ظل المحاكم المسيحية، كان العقاب هو الاسترقاق. والملك مهتم بذلك، لأنه يحصل على جزء مربح من سعر البيع لكل العبيد، ونتيجة لذلك، ارتفع عدد العبيد المسلمين الذين تم بيعهم في الأسواق المسيحية بشكل كبير.


كرَّست الكنيسة تجارة الرقيق بحجة أن الاختلافات الدينية تبرر العبودية، قبل القانون المسيحي مؤسسة العبودية وأتاح للمسيحيين الاحتفاظ بالعبيد غير المسيحيين.


كتب الراهب الفقيه جراتيان، مجموعة من القرارات والأحكام في القانون الكنسي، عن الحملات المسيحية الصليبية في بولونيا في عام 1140، ودافع صراحة عن استعباد المسلمين.
وفقا لأستاذ التاريخ في جامعة ييل جيمس بوزويل في كتابه الكنز الملكي (1977)، تم تنشيط تجارة الرقيق المسلمين بعد أول تفشٍّ للطاعون الأسود في عام 1347. استحوذت القرابين من فالنسيا وبرشلونة ومايوركا والبندقية وجنوة على العبيد على طول سواحل الممالك الإسلامية، من غرناطة وتلك من شمال أفريقيا، وتم بيعهم في الأسواق المسيحية، بلغت هذه الغزوات ذروتها في أواخر القرن الرابع عشر، بعد التفشي الأولي للموت الأسود.

خرافات حول المكنسة


نتيجة لمعدل الوفيات الكارثي، كان أحد الخيارات أمام أرباب العمل هو توظيف المهاجرين لملء نقص العمالة الذي خلفه الطاعون، ولكن بسبب محدودية أعداد السكان وارتفاع الطلب على العمالة، بدأ العمال في تحديد الأجور المرتفعة والظروف الأفضل، وأصبح الموظفون أكثر قدرة على تحمل التكاليف بالنسبة للكثير من الإيبيريين، حيث أخذوا يشترون العبيد بدلاً من خفض النفقات، مما أدى مباشرة إلى زيادة كبيرة في تجارة الرقيق.
كان الطلب على العبيد في أراغون مرتفعاً جداً في أواخر القرن الرابع عشر حيث بدأ العرض بالتنويع وبدأ العبيد المسيحيون الأرثوذكس، بما في ذلك الشركس والروس والسلاف والبلغار والألبان واليونانيين، بالظهور في أيبيريا من مناطق حول شرق البحر الأبيض المتوسط.
عندما تدهورت العلاقات بين الكنائس المسيحية الشرقية، والكنيسة الكاثوليكية الرومانية الغربية في عام 1054، اعتُبر المسيحيون الأرثوذكس الشرقيون أهدافًا مشروعة لتجار الرقيق في أوروبا الغربية. وعادت العداوة بين الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والغربية المسيحية في النصف الثاني من القرن الرابع عشر، بعد الموت الأسود، وتعرض المسيحيون الأرثوذكس الشرقيون مرة أخرى للاستعباد كزنادقة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد