التنمية البشرية

mainThumb

09-09-2020 12:52 PM

سألني صديقي الذي أصبح مديراً فنيا في احدى اكبر شركات البلد و ربما الاكثر ربحية على الاطلاق، سألني "ماذا استلمت؟" يسألني عن المنصب الذي وصلت اليه، فأخبرته بأني "استلمت نفسي".

ماذا استطيع ان اصف نفسي في منظور التنمية البشرية. محور الأسباب في تخلف منصبي مثل أناس آخرين كُثُر ليست شخصية و لا حتى موضوعية إنها ثقافة مجتمع سائدة من الواسطة و المحسوبية.

فقد اخذت دورة في ادارة الجودة آيزو ٩٠٠١ و حصلت في امتحان الدورة الماراثوني الذي يصحح في بريطانيا، حصلت على ١٠٠% و قال لي المدرّب بأنه ولأول مرة يعطي شخصا علامته في الامتحان و نتيجة الامتحان تعطى ناجح راسب.

الذين رسبوا في الامتحان هم الآن مراقبو عمال في موقع المسؤولية وربما مسؤولين عني شخصيا.

في الاردن الواسطة و المحسوبية لا تعترف بالجاذبية الارضية سوى الى القبور.  كثير من الناس لديهم شغف التنمية البشرية (تطوير الذات) و أخذ الدورات فيها.

 طبعا التجارب الشخصية والمخزون المعرفي لدى الفرد المحاضِر هما محور الوعظ و الارشاد و الدروس و المحاضرات في دورات التنمية البشرية. معظمها دورات لتنمية القدرات و المهارات و اطلاق الكامن فينا و لكن هل يكفي، اللت و العجن و اللعي في اقناع المتدربين؟.

اسطورة هذا العصر هي الكاريزما، و اصحاب الكاريزما عندنا هم في معظمهم ناقلي الحكي. تفتح لهم الأبواب و المناصب والتلفونات. اذا ظن المتحدث و لا اقول المتكلم بأن له كاريزما مميزة فسيمطر جمهوره بما هب و دب و سيكون محور حديثه هو (لا شيء).

 ما ينقص المواطن العربي كي يصبح له كاريزما و حضور هو الميكروفون و الكاميرا، و قد اجتمعا هذه الايام في التلفون. طبعا موضوع الحديث مهم و لكنه ليس بتلك الأهمية إذا ادعيت بأن لديك خفايا و اسرار عن أناس  ليسوا موضوع حديث عادة أمام العامة.  

لا يوجد مجال للحديث من داخل البلد فقد وضعوا قوانين مكافحة الفساد وبالمقابل  وضعوا غرامات و عقوبات اغتيال الشخصية، هذا لمن لم يكن "أهله حاضري المسجد الحرام".

و بما أن الوثائق هي المعتمدة في اثبات او عدم اثبات الفساد و أصبحت هي المعيار الذي يُقلق أصحاب العطوفة و السعادة و المعالي و الدولة فقد أصدروا عقوبات من يسرب أوراق رسمية. يجب أن نترحم هذه الأيام على مثقفي الجرائد في الأيام الغابرة لأن المثقفين هذه الأيام أصبحوا مثقفو يوتيوب و فيسبوك. فعليا انها تصنيفات وضعت لكي ننسى الواقع الذي نعيشه، لخلق بطولات وهمية تريد وضعنا على المحك لكي ننسى ما ينقصنا.

اشتركت مرة كمدرب في برنامج ل(انجاز) و كان عنوانه "وجه وجهتك" كنت أحيانا لا أستطيع الحضور مع الطلاب بسبب الوقت و لكني في الأيام الأخرى كنت أضحي بإجازة يوم لكي احضر. كان بعض الطلبة يعطون احساسا بأنهم لا يستحقون الوقت الممنوح لهم و هم قلة قليلة. السبب الرئيسي لاشتراكي هو أني كنت أريد أن أصبح مدرب "تنمية بشرية" لأني رأيت أن (إنجاز) هي الخطوة الأولى في ذلك. و لكن تبخرت أحلام الربح السريع من الدورات و التدريب، اذ لم اتجاوز خطوة رقم واحد.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد