صعوبات وتحديات أمام رئيس جامعة اليرموك الجديد

mainThumb

06-10-2020 11:03 PM

... بداية نبارك لأسرة جامعة اليرموك ، ولرئيسها الجديد صدور الإرادة الملكية السامية، بتعيينه رئيسًا للجامعة، والذي نتوسم فيه الخير، بأن يشهد عهده بداية مرحلة تعافي وازدهار، داعين الله أن يُسدد خُطاه ويرزقه البطانة الصالحة ويوفقه في قيادة الجامعة وتجاوز التحديات والصعاب، والتعاطي مع الأمور الصعبة والشائكة التي تُعاني منها الجامعة، بمهنية واحترافية للسير بها إلى بر الأمان، وإخراجها من عنق الزجاجة .

فكما تناهى إلى مسامعنا فالرئيس الجديد يملك الكثير من الصفات التي تمكنه من قيادة المركب بنجاح، وبما أن الركاب عانوا من صعوبة الأوضاع ويعرفوا حالة المركب أكثر من غيرهم، فلا خيار امامهم إلا أن يقدموا كل عون ومساعدة لتجاوز الصعوبات والمضي قدمًا نحو مستقبل واعد يحقق الطموحات والتطلعات، إننا نعلم جميعًا صعوبة الأوضاع التي مرت بها الجامعة مؤخرًا، لهذا ليس أمام كادرها إلا مواصلة العمل لتحقيق أهدافها ورفعتها وتعزيز دورها، وعودتها إلى سابق عهدها، لا بل وإحداث نقلة نوعية فيها، والتقدم بها إلى المستويات المرموقة.


.. لا شك أن الكثيرين قد أصابهم الخوف والإحباط نتيجة المُعاناة السابقة التي سببها الترهل والاقصاء والمحسوبية، لكن التفاؤل بالمرحلة الجديدة يُزينه الأمل وأحلام العاملين والطلبة الراغبين بطي ما سبق، حتى تعود الجامعة إلى القها ومكانتها المعهودة، لهذا على كل من أقسم لها اليمينَ، ومن يُحبها، ومن تهمه المصلحة العامة، وخاصة في هذه المرحلة الصعبة والارث الثقيل، أن يلتف حول الإدارة الجديدة ويدعمها، وأن يُعطي الرئيس الجديد الفرصة الكافية قبل أن يحكم عليه، وأن لا يتسرع في القاء التصريحات واستنتاج النتائج، وذلك حتى يستطيع النهوض بالجامعة من كبوتها ولملمة جراحها، والمنطق يقول أنه لا خيار لنا غير ذلك، فلنضع جانبًا الاحباط واليأس الذي صاحبنا، ولنبتعد عن: الانانية، نيل المُكتسبات، الاتِّهامات، الصراعات الشخصية، وتصفية الحسابات، التي كانت من أقوى الأسباب التي ضَيَّعَت المؤسسة وأَضَرَّت بِسُمعتها، وذلك من أجل رفع شأن جامعتنا وتصويب مسيرتها وتحسين أوضاعها الذي لن يكون إلا بتضافر الجهود ولملمة الفكر واستغلال العقل لما فيه الصالح العام الذي هو فوق المصلحة الشخصية.


.. لهذا وقبل كل شيء، لا بد من إعطاء الرئيس الجديد فرصة، ودعمه لتخطّي الأزمة، وهذا عامل مهم سيكون له دور كبير في النجاح والخروج بالجامعة من أزمتها، فالوضع لم يعد يحتمل المزيد من المماطلة ومضيعة الوقت، لهذا علينا جميعًا ومهما كان موقعنا أن نشارك بفاعلية في تحمل المسؤولية، وأن نعمل معًا على تنفيذ بنود الخطط الاستراتيجية بما يُحقق رؤية الجامعة ورسالتها وأهدافها خصوصًا مع تزايد المخاطر الناتجة عن المُنافسة الشديدة والتطور المتلاحق، وذلك بدلًا من التهرب والوقوف موقف المتفرج الذي لا يظهر إلا للتنظير والانتقاد وتصيد الأخطاء وإظهار العيوب، وطلب الحلول الكاملة والمثالية، وكل هذا من أجل إنقاذ جامعتنا التي قدمت لنا، وقدمنا لها لتكون منبر عز وكرامة، فالوضع الذي وصلنا اليه يوجب علينا أن نتصرف بحكمة وعقلانية، وأن نُعطي فرصة لمعالجة الخلل ولملمة الجراح، وذلك بعد إجراء تحقيق عادل وشفاف لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء الكارثة، ومعاقبة المسؤولين عن ذلك بعيدًا عن أية حسابات، وبما أننا لا نستطيع أن نعيد الزمن إلى الوراء، فعلى الأقل أن نستفيد مما حصل، بعد أن نسأل أنفسنا لماذا حصل، وما تأخرت معالجته يجب أن تبدأ معالجته مباشرة، فعلينا أن نعمل حتى تمر هذه المرحلة (الأزمة) بسلام، وأن نتعلم العبر والدروس، خصوصًا أن هناك ملفات ساخنة وشائكة وتحديات كبيرة، خاصة في ظل وجود "مراكز الضعف" وليس كما يُسميها البعض بـ "مراكز القوى" ! التي كانت، وأرجو ألا تبقى تتحكم بسياسة ومصير ومستقبل الجامعة.


.. الآمال كثيرة، ولكل مِنا آمال وأمنيات وتطلعات، وأنا متفائل بالمرحلة الجديدة، وتفاءلي مشروط قَيَّدَهُ إيماني بضرورة تضييق الفجوة بين الواقع والأحلام، وذلك لتلافي الاحباط مستقبلًا، لأنه ليس منطقيًا أن ترجع الأمور إلى سابق عهدها بين عشية وضحاها، خصوصًا مع ما مر بالجامعة من تجارب إدارية من يرى آثارها لا يستطيع أن يقول عنها إلا أنها كانت فاشلة، والتي أدت إلى التراجع والترهل، وتنامي دوامة الخلافات، ومراكز التجاذب والتنافر التي لن يكون التعامل معها سهلًا، لأنه ليس من مصلحتها أن يتغير الوضع الذي آلت اليه جامعتنا الحبيبة.


.. أنا على يقين أن الهمة والنية الصادقة والإخلاص بالعمل تصنع المعجزات خصوصًا مع وجود رئيس نتوسم خيرًا أن لديه رصيد كبير بالعمل والإنجاز وإحداث التغيير، خصوصًا مع تميزه في مجالات عديدة، منها القدرة على استقطاب المشاريع الدولية، والذي نرجو له التوفيق والسداد، وأن يستطيع أن يُضيق الفجوة بين توقعات وأمال مُحبي الجامعة، بما لديه من أدوات وإمكانات.


.. هذه المرحلة تتطلب الشفافية والشجاعة بنفس الدرجة التي تتطلب فيها الإنجاز والعمل بجدية وإخلاص لتجاوز الصعوبات، وهي لن تكون فترة نقاهة، ولا حتى مرحلة عمل عادية، فهي مليئة بالصعوبات والتحديات والاعباء الثقيلة، لكنها ليست مُستحيلة، مع وجود القائد المنُاسب القادر على العطاء، وعلى إعادة ثقة العاملين بالإدارة وبالتعليمات التي تصدرها، خاصة مع وجود فجوة وأزمة ثقة حقيقية بين الإدارة والعاملين، فانعدام الثقة بالإدارة واختلالها، جعلت المُبادرات والقرارات التي اتخذتها موضع شك وريبة، حتى وإن كانت صحيحة، مما أدى إلى أن فقد الكادر الوظيفي ثقته بنفسه، وبالإدارة وبالتعليمات التي تصدرها، فأخذ أداؤه بالهبوط والابتعاد عن الجدية والفاعلية، لا بل واصبح راسخًا لديه أن أي موقع يمكن الوصول إليه من خلال الواسطة والمحسوبية، وليس من خلال الكفاءة، التي كانت وللأسف سببًا للإقصاء احيانًا، نعم الثقة التي تستند إلى أدلة وأمارات يسكن القلب إليها، فكلما قويت تلك الأمارات زادت الثقة واستحكمت، مما يؤدي إلى تعزيز ثقة العاملين بأنفسهم، وزيادة رضاهم الوظيفي، ويؤدي بالتالي إلى تقوية النزاهة والإخلاص والانتماء والإنجاز بالعمل، مع الأمل أن نرى في جامعتنا الحبيبة آلية واضحة لاختيار مُختلف المناصب الإشرافية، تعتمد الشفافية ومبدأ تكافر الفرص، وترتكز على الكفاءة والجدارة.


.. ومسك الختام المقولة الرائعة المنسوبة للإمام الشافعي: "رأيي صواب، ويحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب"، وفقنا الله جميعًا لخدمة جامعتنا ووطننا الغالي، بما يلبي آمالنا، وطموحات وتطلعات سيد البلاد جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد