مَدْرَسَة اَلْحَيَاة وَ تَقَدُم اَلْعُمُر يُغَيِّران مِن إِعْتِقَادَاتِ وتَصُرَفَاتِ اَلإِنْسَان

mainThumb

10-11-2020 07:45 AM

المخلوق الوحيد في هذا الكون من الإنس الذي خَلَقَهُ الله بِيَدِيْهِ كبيراً وعَلَّمَهُ أسماء الأشياء كلها وكل شيء يريد الله تعليمه له حتى يكون خليفته في الأرض هو نبينا آدم عليه السلام وقد كان الله قد خلق قبله الملائكة والجن، وقد ناصب إبليس العداء لآدم منذ أن خلقه الله وبعد ذلك ناصب العداء لذريته  حتى يوم الدين (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ، وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ، وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ، فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ، فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ، إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ، قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ، قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ، قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ، وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ، قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ، قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ، إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ، قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ، إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ، قَالَ هَٰذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ، إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ، وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ، لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ (الحجر: 26 – 44))، (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (البقرة: 31)). وبعد ذلك خلق لآدم زوجه وسنَّ لهما ولذريتهما الزواج للتكاثر (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (النساء: 1)). وبعد آدم أصبح كل مولود من ذريته يخرج من رحم أمه لا يعلم شيئا ويتعلم عن طريق والديه ومن الأشياء التي يتعرف عليها بنفسه من حوله. ومع تكاثر البشر، بدأ الناس يُدْرِكُون أهمية التعليم والعلم وفتحوا الكُتَّاب والمدارس، ... والجامعات ... إلخ وأصبح هناك تخصصات مختلفة يتعلمها الناس مثل علوم الدين والطب والصيدلة والهندسة والسياسة والتجارة ... إلخ. بدأت بهذه المقدمة التي هي من واقع حياة بني آدم حتى أُوَضِح لكم كيف يَمُرُ الإنسان بمراحل عمر مختلفة هي الطفولة والسن المبكرة من الشباب (سن المراهقة) وسن البلوغ وبعد ذلك سن الزواج والعقلانية وربما يصل بعض الناس إلى سن الشيخوخة. وفي كل مرحلة من مراحل العمر يتعلم الإنسان أشياءا جديده ويؤثر كل ذلك على قناعاته وتصرفاته مع غيره من الناس والأشياء التي حوله في بيئته (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ مِن قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (غافر: 67)). فمدرسة الحياة فتحت أبوابها من أول يوم أهبط الله آدم وزوجه وإبليس جميعاً على الأرض وبدأ يُرْسُلُ لهم ولذراريهم الأنبياء والمرسلين والكتب السماوية لتعليمهم وهدايتهم إلى سواء السبيل.
 
في حين أن عدوهم إبليس حاول إغواء آدم عليه السلام وزوجه ويحاول وسيحاول دون كلل أو ملل إغواء ذراريهم أجمعين إلى يوم الدين إلا عباد الله المُخْلَصِيْن (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُم الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ  (البقرة: 38، 213)). ومما تقدم فمن الممكن جداً أن يَغْوِي إبليس أي إنسان ليجعله كافراً أومشركاً أوملحداً في بداية حياته ومن ثم ينتصر الإنسان على إبليس وإغواءاته ويعود مؤمناً وعالماً في الدِّين مثلما حصل مع العلاَّمه المصري الدكتور مصطفى محمود. وكذلك من الممكن جداً لأي إنسان كان رئيساً لدولة أو مسؤولاً في العالم أن يكون مُضَلَلاً من قِبَلِ شياطين الإنس قبل شياطين الجن ويكون ضالاً وبعيداً عن الطريق المستقيم (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (الأنعام: 112)). وبعد ذلك تجعله أحداث مدرسة الحياة خلال مراحل عمره المختلفة أن يتيقن من الحقائق حوله ويهديه الله إلى سواء السبيل ويغير إعتقاداته السابقة بإعتقادات ثابتة وراسخة ومنطقية وموثقة مثل الرئيس المنتخب الجديد للولايات المتحدة الأمريكية جوزيف بايدن (وقد صرَّح الرئيس المنتخب جو بايدن بأن أصوله تنحدر من آل بيضون العائلة المسلمة من لبنان والتي تنتسب لآل البيت النبوي الشريف، هاجر جده لأمريكا قبل نحو مئتي عاماً وإستقر في بنسلفانيا). نعم، صرَّح بايدن بأنه صهيوني وصرَّح تصريحات اخرى ضد الإسلام والمسلمين وَهُوَ في ريعان شبابه كما سمعنا في بعض الفيديوهات (لا تنسوا أن الدكتور مصطفى محمود كان ملحداً وهو في ريان شبابه). ولكن الرئيس الأمريكي المنتخب بايدن في الوقت الحاضر وفي هذا السن الكبير من عمره صرَّح تصريحات لصالح نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ولصالح الإسلام والمسلمين ففي أيٍ نأخذ؟ أنأخذ في القديم وهو في مرحلة الشباب والعنفوان وعدم الإستقرار النفسي والعاطفي ... إلخ؟ أم نأخذ في الحديث وهو في مرحلة العمر المتقدم والتي فيها من الخبرة والحقائق والإستقرار النفسي والعاطفي ... إلخ الشيء الكثير؟. فالمنطق والعقل يقولان: نأخذ في الحديث، في العمر المتقدم لأن فترات العمر المختلفة لها تأثيرها على تصرفات وإعتقادات كل إنسان. ونسأل الله أن يهدي الرئيس المنتخب للولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن (بيضون) سواء السبيل.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد