التجارة الإلكترونية .. الحصان الأسود الرابح من أزمة كورونا

mainThumb

28-11-2020 07:08 PM

عمان – السوسنة – نور مغامس - دفع انتشار  فيروس كورونا واجراءات تقييد الحركة بالعالم الى قمة هرم سوق التجزئة العالمي مما ادى الى انتعاش التجارة الالكترونية حيث ارتفع الطلب على السلع والخدمات الى عنان السماء   في الوقت الذي يتشكل فيه إجماع بين الاقتصاديين على أن تلك الشركات ستتفوق على نظيراتها مع التحول بالكامل نحو التسوق الإلكتروني لتثبت بكل صدق أنها الحصان الأسود الرابح من الصراع الحالي .

 
 
حيث  حالف التوفيق المشاريع التي استطاعت أن تنمي ارتباطها أكثر بالانترنت اما الشركات التي لم تكن قد استخدمت الشبكة العنكبوتية أصبح لزاماً عليها أن تغير سياستها التسويقية، لتجد لها سبيلاً حتى لا تصل إلى مرحلة الإفلاس  ،لكن بالرغم من الخسائر الفادحة  التي تعرضت لها العديد من القطاعات الا ان هناك شركات تجارة الكترونية تمنكت من تحقيق الارباح  مثل ( الامازون) و (علي بابا) .
 
وفي المقابل اتجه اصحاب المحلات التجارية الى ترويج السلع لمواقع التواصل الاجتماعي والاستفادة من الوسائط التكنولوجية لضمان مردودهم المالي متفوقين بذلك على تجار  اخرين امام هذه الانتكاسة التجارية غير المسبوقة  .
 
"اصبحت المنفذ الوحيد للتجارة والبيع في الوقت الحالي" هذا ما قاله علاء خريسات مدير مبيعات احدى المحلات التجارية، مشيراً الى ان الاحداث بدت تنقل الاشخاص عبر الانترنت بسرعة كبيرة  وهناك الكثير من الاسر اتجهت الى المواقع والمتاجر الالكترونية لتلبية احتياجاتها  وان الطلبات والبيع قفزت بنسب عالية خصوصاً في وقت فرض حظر التجول  .
 
وذكر ان " قبل الجائحة كان المستهلك  يعتمد شراءه  على العروض والتخفيضات لكن في الوقت الحالي فإن فواتير المشتريات  غالباً ما تضم اكثر من سلعة بغض النظر عن التخفيضات والعروض ".
 
 
 قالت هدى الاغبر  لــ " السوسنة " انه منذ فرض حظر التجول بدأت تشتري احتياجات اسرتها من المتاجر الالكترونية وقامت بالتعرف تدريجياً على المواقع والمتاجر الغذائية  . 
واضافت انها تعتمد بنسبة 90% على التسوق من المتاجر الالكترونية والذهب الذي تشتريه من بعض الصاغة الموثوق بهم والتي تعرفهم عن طريق الانترنت واغلب فساتين بناتها الصغار تجلبهم من الصفحات الخاصة بالاطفال .
 
وتبين سارة المحسيري التي تعمل في تصنيع وبيع المنتجات القديمة المستهلكة  التي معاد تدويرها مثل الاكسسوارات والملابس ان انشائها لصفحة خاصة بها بعد ان فرضت الحكومة حظر التجول في مختلف انحاء البلاد شجعها وجعلها تقوم بتطوير صفحتها على "الفيسبوك" 
 
وذكرت ان هذه الايام تشهد نمواً ملحوظاً  خصوصا أن الزبائن كانوا يخشون الشراء عبر الإنترنت، خوفا من ارتفاع السعر أو عدم تطابق المادة المعروضة عبر الانترنت مع التي يتم تسليمها على أرض الواقع، إلا أن إغلاق المحال لفترات طويلة وساعات الحجر المنزلي ورغبة العديد بالتبضع في بيئة آمنة بعيدا عن التجمعات عزز الرغبة بتجربة هذه الخدمة .
 
 
ويؤكد خبير الاجتماع الاقتصادي حسام عايش لــ " السوسنة"  أن " الانسان يتأقلم بحسب المواقف والظروف التي يمر بها وبالتالي البحث عن وسائل تلبي احتياجاته بأمان وعبر استخدام أدوات لم يكن يلجأ اليها من قبل إما جهلاً او خوفاً منها او لانه لا يعلم طريقه استخدامها ".
ومن فوائد الجائحة وفق عايش انها ارغمت الكثيرين على العودة الى التقنيات التكنولوجية بأشكالها المختلفة ، وبالتالي سمحت بالتعرف على عالم الكتروني فيه الكثير من توفير الوقت والجهد ويمتاز بالسهولة والبساطة،وادمج الكثير من الفئات الاجتماعية والاعمار المختلفة الكبيرة والمتوسطة  في اطار هذه التقنيات  والاكثر من ذلك  ان هناك الكثير من الناس الذين كانوا يضطرون للذهاب لتسديد فواتيرهم والتزاماتهم الشهرية ، والان وبواسطة هذه التقنيات والخدمات اصبح من السهل التحول الى مجتمع رقمي لتوفير الخدمات   .
 
ويقول دكتور الاقتصاد قاسم الحموري لــ " السوسنة "  إن :" فائدة جائحة كورونا اختزلت لنا سنوات من التطوير الإلكتروني وفي المستقبل هذا يشكل اضافة مهمة لتطوير النشاط الاقتصادي  وبالتالي زيادة في تقديم الخدمات"،  لافتاً الى ان التعرف على هذه الوسائل امراً سهلاً ويمكن القيام به بأي وقت ولجميع افراد الاسرة ليشاركوا في تلبية احتياجات الاسرة من مختلف المتطلبات، ولهذا السبب لجأت العديد من العائلات خلال فترة حظر التجول والإغلاقات للتسوق الالكتروني والتطبيقات الذكية لتلبية الاحتياجات دون الاضطرار للخروج ومخالطة الاخرين .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد