اعتقال المسن الفلسطيني خيري حنون فجر هذا اليوم

mainThumb

09-01-2021 02:29 PM

نفذت أجهزة أمن الاحتلال الإسرائيلي فجر هذا اليوم، السبت، عملية اعتقال للمسن الفلسطيني خيري حنون دون مراعاة لكبر سنه.
 
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي، بداية سبتمبر الماضي قد اعتدت بوحشية، على عدد من المشاركين في وقفة احتجاجية، ضد الاستيلاء على أراضي عدد من أهالي القرى الواقعة في محافظة بيت لحم، ومن بينهم خيري حنون عضو لجنة التنسيق الفصائلي في طولكرم، الذي طرحه جنود الاحتلال أرضاً ونكلوا به قبل اعتقاله.. وأصيب من جراء ذلك برضوض في جسده، أثناء اعتقاله الوحشي، وتهديده بالسلاح، كما جرى الاعتداء على الصحفيين وتهديدهم ومنعهم من التصوير..
 
واستطاع نشطاء فلسطينيون حينها، إطلاق سراح "حنون" بعد احتجازه من قبل القوة الإسرائيلية، حيث تناقل نشطاء فلسطينيون، صور المسن "حنون"، وهو ملقى على الأرض، بينما يجثو جندي إسرائيلي على عنقه، مشبهين ما جرى معه بحادثة مقتل الأمريكي الأسود، جورج فلويد.
 
ومن جراء ذلك انتشرت صور المسن حنون أثناء إلقائه للحجارة على المستوطنين في القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي، ما شكل عصفاً ذهنياً في العقل العربي الذي أوشك أن ينسى بأن هذا الجيل هو الشاهد على نكبة فلسطين، لذلك تصدرت صوره المشهد الفلسطيني باقتدار إعلامياً.
 
 
لقد اعتقل هذا البطل المسن من عقر داره في منطقة السلطة الوطنية الفلسطينية.
 
والسؤال الذي يطرح نفسه: أين سلطة أوسلوا وأجهزتها الأمنية من كل هذا! فهل وُجِدَتْ فقط لحماية المستوطنات في الضفة الغربية! العار لا يلحق إلا بكل من يتصل بالعدو من باب التطبيع أو التنسيق الأمني المهين، وكل الفخر والشموخ لفلسطين التي أنجبت مثل هذا الأسد المسن الذي لا ينام على ضيم.. فكان موقفه الشريف وهو يرمي قطعان المستوطنين بالحجارة، الرجل الذي بعث الأمل في الأجيال الفلسطينية المتعاقبة، لذلك كان على الرعاديد الصهاينة اعتقاله، دون أن يدركوا بأن الحق لا يبور، واعتقال شيخ المعتقلين لا يطفئ جذوة المقاومة، بل يجدد فيها طاقة النضال الإيجابية..
ونستذكر من خلال هذا الحدث، ما قاله شاعر القضية الفلسطينية، الراحل محمود درويش:
 
في طول عمركمُ المجدولِ بالعارِ :
أقول للناس , للأحباب : نحن هنا
أسرى محبتكُمْ في الموكب الساري
في اليوم , أكبر عاماً في هوى وطني
فعانقوني عناق الريح للنارِ"
 
وأقول لسلطة أوسلو، بأن الضغوطات الداخلية والخارجية ليست حجة لكم كي تعودوا إلى اتفاقية التنسيق الأمني المشبوهة، وخاصة أن رئيس السلطة نفسه ترأس اجتماع قادة الفصائل في بيروت نهاية العام 2020، واتفقوا على إحياء المقاومة في الضفة الغربية.
 
لقد تم اعتقال المسن الفسطيني فجراً والناس نيام، دون أن يرف له جفن، غير آبه بالأصفاد التي طوقت يديه، وقد اقتادته ثلة من جنود الاحتلال الإسرائيلي المدججين بالسلاح، فأشعرهم كبرياؤه بالذل والعار. وعليه، فلا بد أن تدرك سلطة أوسلو بأن دورها الأخلاقي يحتم عليها حماية الشعب الفلسطيني وتركيز جهودها نحو الدفاع عن جميع الأسرى الفلسطينيين في غياهب السجون الإسرائيلية، بدلاً من مطاردة رجال المقاومة وفتيانها الصناديد؛ لصالح الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في إطار اتفاقية"التنسيق الأمني" المحزية بذريعة حماية المستوطنات غير الشرعية، في سابقة لم تشهد مثلها كل تجارب التحرير في العالم.
 
نتمنى أن يفك أسر جميع الأسرى المغبونين وقد طعنهم القريب والغريب في الخاصرة إلا من رحم ربي.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد