الأردن نموذج للتسامح والاعتدال والوسطية

mainThumb

03-03-2021 03:55 PM

 السوسنة - أبرز الأردن منذ تأسيسه نموذجا للتسامح والاعتدال والوسطية في منطقة الشرق الأوسط والعالم بأجمعه على مدى 100 سنة خلت من عمر الدولة، يشهد على ذلك مواقفه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية وتقبل الآخر والتعايش معه.

وارتسمت منذ بداية تشكيل الدولة الأردنية ملامح الحوار الديني على أساس الجوامع المشتركة وتحييد الاختلاف وترسيخ مبادئ الوسطية والاعتدال والعيش المشترك ونبذ العصبية، وها هو اليوم يعبر مئويته الثانية ثابتا على مبادئه ونهجه متطلعا لتعزيزها. الباحث والمفكر الاسلامي والناشط الحقوقي والسياسي الدكتور حمدي مراد، قال إن الخطاب الديني في الأردن وهويته النبوية الشريفة عنوانها "رحمة للعالمين "، تخلو من العصبية والاقصائية وتسعى لمحبة الآخر، وتدفع لإقامة العلاقات الطيبة، حتى لو بقي على معتقده، وهذا العنوان والرسالة الانسانية يتبناها الأردن في خطابه وحواره مع الآخر.
 
وبين أن التنوع والاختلاف سنة ربانية لكن التعايش الديني في المملكة أمر بديهي، والقواسم المشتركة دائما تطفو على السطح كعلاقة إنسانية، عززها النظام التربوي في المملكة، واسهم بشكل كبير في رفع الشعور بالانتماء الوطني ومرتكزات اساسية قوامها التسامح والاعتدال والوسطية. وأوضح أن أبرز تحديات الخطاب الديني، تتمثل بالتطرف والإرهاب من فئة قليلة شاذه لا تنتمي إلى أي دين او مذهب، داعيا إلى تجديد الخطاب الديني عبر وسائل الإعلام والتركيز على الجوهر الذي يدعو للمحبة والمودة والوئام والسلام.
 
بدوره، أوضح القس سامر عازر أن الأردن منذ عهد الإمارة عام 1921 تأسس على التنوع والانفتاح، وانصهر الأردنيون مسلمين ومسيحيين في بوتقة الدولة الواحدة دون استثناء، ما يؤشر إلى نموذج في الوئام الديني والعيش المشترك بين أتباع الديانات السماوية، في إطار دولة القانون والمؤسسات.
 
 
وركز على اهمية دخول الألفية الثانية في ظل خطاب إنساني جامع يفتح المجال للمسلمين والمسيحيين للاستفادة من الدروس والعبر والمفاهيم الخيرة في كل دين، بما ينعكس وئاما دينيا على أرض الواقع، وألا تبقى فقط للنخب الدينية والفكرية والسياسية، بل تنتقل إلى الشارع لتصبح سلوكا وتعاملا بين المواطنين في الحياة اليومية.
 
من جهته، اوضح الكاتب الصحفي حسين الرواشدة أن للإعلام دورا كبيرا في تصحيح المسارات والانحراف الذي لحق الخطاب الديني، لافتا إلى أن الإعلام الأردني، ولاسيما الرسمي، استطاع في العقدين الماضيين اللذين نشأت خلالهما ظاهرة التطرف والإرهاب أن يصحح الاخطاء والمسارات وضبط إيقاع المجتمع على خطاب ديني معتدل قائم على التسامح.
 
ولفت إلى أن المؤسسات الدينية أسهمت في استمرار اعتدال الخطاب الديني مع الدولة من خلال مبادرات انطلقت عبر أربعين عاما مضت، استطاعت أن ترسل إلى الداخل والخارج خطابا دينيا معتدلا كرسالة عمان.
 
 
وحول مئوية الدولة الأردنية، أشار كاهن رعية الروم الكاثوليك في جبل عمان الاب نادر ساووق إلى أن الأردن أرض الحضارات يتشكل اسمه من ستة حروف مضيئة، فالألف يعني أرض المقدسات الإسلامية والمسيحية، واللام يدل على لقاء الحضارات، والالف الثانية تعني أرض السلام، والراء تعني راية خفاقة، والدال دولة التسامح والتعايش، والنون نسيج واحد، فهذا هو الأردن الذي يجسد قيم التسامح ونبذ العنف ومحاربة الارهاب من خلال المبادرات التي أطلقها.
 
بدوره، أكد الباحث والمفكر الإسلامي الدكتور ربيع العايدي المتخصص في العقيدة الاسلامية والفلسفة، أهمية الحوار لتقدم الأمم وإعمار الأرض يتخلله نقاش واسئلة وإجراءات قانونية وآليات لتطبيق هذا الحوار، مبينا أهمية استقبال النقد من المؤسسات الدينية برحابة صدر وموضوعية والسعي لمعالجة الاشكالات الناتجة عن الحوار في الندوات والمؤتمرات.
 
واشار إلى أن رسالة عمان التي أطلقت عام 2004، دعت للتسامح والوحدة وكرامة الإنسان والرفق واللين وأهمية الحياة، جاءت لتحارب التطرف والعنف والإرهاب أيا كان مصدره.
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد