كيف اصبحت نار الفتنة بردا وسلاما على الاردن ؟

mainThumb

08-04-2021 12:44 PM

بسرعة  غير مسبوقة  وخلال ساعات قليلة ، تمكن الاردن من احباط فتنة استغرق الاعداد لها  قرابة عام  كامل، وذلك بفضل يقظة  اجهزتنا الأمنيه والأستخبارية ، التي كانت  تتابع فصول  الفتنة ومراحلها، منذ ان فكر بها القائمون  عليها، حتى دنت ساعة  التنفيذ ،  فتم حسم الأمر باعتقال جميع المشتركين فيها  دفعة واحدة.
 
وهكذا حمت  الاجهزة  الأمنية الاردنيين والاردنيات ، من  الأشرار وخططهم  الجهنمية، في نشر  الفوضى  والاضطرابات  في الوطن ، لتمهيد  الطريق للارهاب، ليضرب في  المملكة - لاقدر الله - ، كما ضرب في  دول شقيقة، مازالت تعاني حتى اليوم ، ذلك لأن  الحاضنة الوحيدة للارهاب ،هو فقدان الأمن والآمان والنظام والقانون، وتراجع سيطرة الدولة.  
 
من هنا جاءت  رسالة  الملك  لابناء الأسرة الاردنية الواحدة ،يطمئنهم بان الفتنة  قد تم وأدها ، وان القائمين  عليها سيحسم امرهم  القضاء ،وبما يضمن العدل والشفافية. ومصلحة الوطن والشعب الاردني العظيم .. ووعد الملك الاردنيين بان "اردننا  آمن ومستقر وسيبقى كذلك ".
 
ولأن الهاشميين سدنة بيت المقدس ، تاريخيا ودينيا وقانونيا وشعبيا ـ ولأنهم  بناة  اول  دولة عربية وحدويه  على  ضفتي نهر الاردن المقدس ، فقد جدد الملك ،وهو في ذروة  ألمه على " خونة  الوطن " ، انه " سيواصل نهج الطريق السوي ،الذي رسمه الاباء والاجداد ، بتضحيات جلل من اجل رفعة شعبنا وامتنا ومن  اجل فلسطين والقدس ومقدساتها" .
 
هذا هو  الاردن ...  وهذا هو  ملك الاردن... امين على رسالة اجداده  وشعاراتهم التي رفعوها منذ  الثورة العربيه الكبرى وهي  -  وحدة العرب وحريتهم، وتوفير حياة  افضل  لكل شعوب الامة العربية ، ورعاية  المقدسات وحمايتها  في القدس الشريف،ودعم حقوق الفلسطينين منذ ان وطئت اقدام الشريف الحسين  بين على ارض القدس المباركه قبل نحو مائة عام . 
 
 في كل مرة يواجه الاردن ازمه مصيرية ، يؤكد جلالة الملك  عبد الله الثاني  كمااكد اسلافه من آل هاشم  - رحمهم الله -   التزامه بمسيرة  الهاشميين ونهجهم الريادي لأن  الاردن  -حسب الملك –" اعتاد على مواجهة التحديات، والانتصار عليها" وان الاردنيين على مدى   تاريخ نشؤ الدولة "قهروا كل الاستهدافات التي حاولت النيل من الوطن، وخرجوا منها  أشد قوة وأكثر وحدة،" .
 
ذلك هو ديدن  الدول والشعوب القوية  بارادتها وقادتها  ، والتي تجعل من  الألم  - املا .. وتحول التحديات  الى فرص،  ف " ألم  الشعوب  ومعاناتها اداة للنهوض والتقدم والازدهار "، تماما كما هو الألم  للانسان الذي يقول الفلاسفة وعلماء النفس  "انه اداة لتطهير النفس الانسانيه وصقلها ".او كما يقول الروائي الروسي  الكبير دوستيفسكي  " :" لولا الألم  والمعاناة لما استطاع الانسان ان يصل الى مرحلة  السلام والاطمئنان الداخلي " وهذا هو ايضا حال الدول .. وهذا ما اكدته وقائع التاريخ  القديم والحديث  على حد سواء .. فالدول الكبرى العظيمة  اليوم، عانت كثيرا ،حتى اصبحت على ماهي عليه اليوم  تقرر مصير العالم 
 
 لقد عانى الاردن والاردنيون على مدى مائة عام من ازمات  كبرى كانت كل واحدة منها كافية لتحطيم الدولة ، ولكن قيادة وشعب الاردن صمدوا وارتقوا وتقدموا، وازدهر وطنهم  اكثرمع ازدياد حجم المعاناة .
 
ورغم كل هذه الالام والمعاناة ،تحول هذا الوطن الصغير، الى محج  لكل المظلومين والمضطهدين ،من اكثر من 25 جنسية ،  من الاعراق البشريه  في اسيا وافريقيا ، اضبحوا مواطنيين اردنيين ، شكلوا مجتمعا تعدديا ، تحول الى  ايقونة  عربية ،وانموذجا وحدويا متحابا ،  يضم  مواطنيين من كل المنابت والاصول كما قال المرحوم الملك  الحسين  لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات .
 
 " الفتنة  الاخيرة " لم  ولن تختلف نتائجها عما واجهه الاردن من  تحديات وفتن سابقه ،اذ  رغم الألم الذي شعر به جلالة الملك ،وكل الاردنيين  من خروج فئة ضآلة مضللة عن الاجماع الوطني ، الا ان الفتنة  التي  خططوا لاشعالها ، احرقتهم وانقلبت عليها  تماما،  وتحولت  الى ايجابيات عايشها كل الاردنيين.  وكانت بمثابة استطلاع حر على محبة الاردنيين لقيادتهم ، ومحبة الدول  الشقيقه والصديقه وشعوبها للا ردن  - نظاما  وشعبا ومؤسسات – 
فقد اكد الاردنيون،  من كل المنابت والاصول ، للعالم كله  ، وبصورة عفوية ، تماسكهم، ومحبتهم لجلالة الملك ،والتفافهم حول قيادته، وسياساته لبناء  وطن نموذج ،لكل مواطنيه .
كما اكد الاشقاء والاصدقاء في دول الجوار والعالم  – قادة وشعوبا – دعمهم غير المحدود للاردن ملكا وجيشا وشعبا ومؤسسات  ،  وتعززت مكانة  الاردن عربيا وعالميا.
 
وذهل االعالم من حجم الدعم المحلي  والعربي والدولي للنظام  الهاشمي   ، الأمر الذي سينعكس في قادم الايام  ايجابيا  على زيادة الدعم  السياسي والاقتصادي والمالي للمملكه لتتجاوز ازمتها الماليه ، بعد ان تجاوزت كل ازماتها السياسيه  القاسيه ، خاصة بعد ان تاكد العالم بالدليل  الملموس ، مدى صلابة  النظام  الوطني الملكي الاردني، وصلابة المؤسسة  الأمينة والعسكرية الاردنية ، وصلابة الموقف الشعبي الاردني الذي شكل مظلة فولاذية للنظام  لايمكن اختراقها , 
 وبعد
 هذا هو  الاردن  الذي  بناه الهاشميون  قبل مائة عام ـقدم انموذجا جديدا في الانتصار على  الفتن بدون اراقة نقطة دم واحدة ، وبدون اية مضاعفات ،رغم  دقة التخطيط  ، التي  اتصفت به العملية ، زمنيا وماليا ولوجستيا .وسيسجل التاريخ ان  الاردن  طوى  العام الاخير  من المئوية الاولى  للدولة ، على انتصار  مذهل ، ليس للاردن والا ردنيين  ، بل لكل دول المنطقة والعالم ، لأن امن الاردن وسلامته وبسبب  موقعه  الاستراتيجي  ،هو امن وسلام واستقرارللعالم اجمع .  وهكذا فان الاردنيين  وهم على اعتاب المئوية الثانية للدولة ،مطمئنون كما قال الملك  على امنهم واستقرارهم ،كما هم  مطمئنون على  ان الاوضاع الاقتصاديه  ستزدهر تدريجيا  لتصل  الى مستوى  طموحات الملك  وشعبه ومحبي الاردن  وذلك بعد ان حولت قدرة الله اولا والأجهزة الأمنية ثانيا  نار الفتنه  لتصبح " بردا وسلاما" على الاردن والاردنيين . 
 
 
الكاتب : صحفي وباحث


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد