ما أجمل الحب .. ولكن

mainThumb

19-05-2021 03:52 PM

احبك يا عزيزتي فنحن لنا سنتين في الخطبة وجهزنا المنزل وكم اختلفنا على لون البرادي، ورتبنا المطبخ الذي كنت تحلمين فيه... هنا الثلاجة وهناك شاشة التلفاز وهنا وسنضع  الغسالة وهنا سنعلق شهادتك على هذا الجدار.
فأهلنا بانتظار تخرجك من الجامعة لهذا الفصل.. في زواجنا سنقيم فرحا كبيرا فأنا اكبر اخواني ووالدي مريضين ومتعبين ويحبون أن يفرحوا بي قبل موتهم. 
تقول امي:_
هنا سنقيم الفرح وهنا سنحنّي العريس وهنا سنصمد العرسان... أمي تسيل دَمعتها على وجنتيها تتنهد لذلك اليوم غبطة وفرحا.
 
وتبدأ العروس بشراء ملابس الزواج وتنتقي ثوب الزفاف مع خطيبها الذي خفق قلبه وهو يلامس يديها وهي تقلب ثوب الزفاف بعينين ذابلتين وابتسامة خجولة ودقات قلبها تسابق الريح.. ما أجملها من لحظات  هي التي تقرب الأحلام إلى وقت الحقيقة... وما أطيبها من نسمات تلك التي اختلطت برائحة عطر الفرح الذي اختارته الخطيبة لخطيبها وهي تبتسم ابتسامات خفيفة عندما تنظر في عينيّ خطيبها واملها ومستقبلها..
 
وينتهي مشوار شراء الملابس وتجهيزات الفرح بعد تعب وجهد ممتعين لدى الخطيبين وقد بلغ التعب منهما مبلغه ويعلو صوت المؤذن لصلاة المغرب وتستأذن العروس امها بالتأخر عن المغرب قليلا لتناول العشاء بعد جوع نسيا فيه تناول ما يسكت المعدة عنجوعها. 
 
ويجلسان على طاولة العشاء في مطعم متواضع ويدور حديث شجيّ بينهم ريثما يأتي الجرسون  بطلبية العشاء.. يتحاورون عن الحب والمستقبل والبيت الجديد ويسرح الخطيب بعيدا  متمنيا أن يمتلأ بيته بالأطفال قائلا لها... هم الحياة والأنس وهم دفأ المنزل وتوافقه الخطيبة الرأي والامل .
 
ويتناول الخطيبين عشاؤهم اللذي جمعهم على المحبة والهناء  بوقت ممتع كله غبطة وسعادة... ويغادرا المكان متعبين عائدين إلى بيت أهلها .
وجاء موعد التخرج من الجامعة التي كان حلمها أن تتخرج منها وتحمل شهدتها إلى بيت زوجها. 
 
وتنتظر خطيبها ليشتري لها باقة ورد التخرج الذي وعدها بها... ويتأخر  الخطيب عن المجيء إلى خطيبته التي ستتخرج غدا وتهاتفه بغضب أين أنت.... أين أنت للآن لم تحضر، ويردّ عليها باكيا بقلب مكسور وصوت بعيد متقطع أن ابي منذ البارحة قد تعب وادخل الى
 المستشفى وقبل قليل فارق الحياة.... ويعلو نشيجه وبكاؤه ويسقط الهاتف من يدي خطيبته وهي تقول الله أكبر الله اكبر(اللي ما إله حظ لا يتعب ولا يشقى) .. رحمك الله يا عمي كم كنت مشتاق لزواجنا ورؤيتنا في ثياب الزفاف.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد