مَنْ سَاهَمَ فِيْ اَلْتَدْمِيْرِ لاَ يَصْلُحَ لِلإِصْلاَحِ أَوْ اَلْتَعْمِيْرِ

mainThumb

13-06-2021 04:17 PM

التاريخ السياسي لكل عائلة بأفرادها ولكل سياسي من أي عائلة مهما صغرت أو كبرت بعدد أفرادها لا يخفى على أحد. كل إنسان له من يحبه ومن يبغضه وهذه تعتبر ميزة حسنة في ميدان السياسة لكي يكتب الكُتَّاب السياسيون محاسن ومساوئ كل سياسي وتكون الأمور واضحة للناس أجمعين.
 فالأردن من أكثر الدول الإسلامية والعربية والإقليمية في تغيير الحكومات والمسؤولين لموقعها الجغرافي وللظروف السياسية المتقلبة التي تمر فيها منطقتنا ولهذا السبب فكثيراً من السياسيين لعبوا أكثر من دور سياسي في أكثر من موقع وما خفى على أحد من أفراد الشعب الأردني ما قاموا به من إنجازات أو دمار للإقتصاد الأردني خلال توليهم المسؤولية. 
لهذا السبب وكما يقول المثل العامي: اللي مجَرَّب ما بِتْجَرَّب، واللي تعوَّد على التدمير بطريقة أو أخرى لمنجزات الوطن لا يصلح للتعمير أو الإصلاح. ولقد كتبنا وتكلمنا كثيراً أن الوطن مليء بالذين يخافون الله في القيادة والوطن والشعب وبأصحاب العقول النيِّرة والمصلحين، والذين تعودوا على الإصلاح والبناء والتعمير. 
ولربما ليس في قاموسهم الشخصي أي مفردات مثل التدمير أو الهدم أو الكسب غير المشروع أو إستغلال المنصب أو الوظيفة أو المتاجرة في بيع مقدرات الوطن نهائياً. 
ونحن نفتخر كل الفخر بأن لدينا أجهزة أمنية قوية وذكية وعلى رأسها دائرة المخابرات العامة تستطيع أن تحضر قوائم طويله بأسمائهم من غير المجموعة أو المجموعات المعروفة والتي يتم الإختيار منهم بإستمرار والتجديد والتغيير مطلوب.
 
أستحضر هنا قصة السلطان العثماني سليمان القانوني عندما طلب من حاشيته أن يحضروا له مهندس موثوق بعلمه وأمانته جيء إليه بمهندس من أصل أرمني إسمه معمار سنان آغا (حتى إسمه مشتق من التعمير). 
فعهد إليه بهدم سرايا قديمة وبناء سرايا جديدة مكانها، وتابع السلطان العمل عن بعد وعندما فرغ المهندس من عمله، قال له السلطان: لقد إستخدمت في الهدم عمالاً غير العمال الذين إستخدمتهم في البناء، لماذا؟. فأجابه المهندس: نعم، لأن العمال الذين يصلحون للتدمير لا يصلحون للتعمير، فأعجب السلطان بحكمته وعينه مستشاراً وقد شيد المهندس لاحقاً أعظم مباني الدولة. 
فقد ملَّ وكلَّ الشعب الأردني من زيارات اللجان الوزارية الميدانية للمحافظات المختلفة سابقاً للإطلاع على أوضاعهم وحل مشاكلهم وملَّ وكلَّ من تشكيل اللجان المختلفة المحلية والوطنية سابقاً، ولا يهمه من يكون هناك رئيساً للجنة الإصلاح السياسي أو غيره أومن هم أعضاء اللجنه أو اللجان إنما يهمه أن يشعر ويحس على أرض الواقع بالإنفراجات عليه من كل النواحي الحياتية الإقتصادية والإجتماعية والصحية والتعليمية والوظيفية . . . إلخ. فإسمح لنا يا جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم أن نقول لجلالتكم (ونحن لا نساوي قطرة ماء في بحر علمكم وحنكتكم وخبرتكم السياسية ولكن من باب الحَرْص) لقائدنا ورائدنا وكبير وعميد آل هاشم وإبننا وأخونا وأبونا وعَمَّنَا والذي نفديه بأرواحنا وبأولادنا وبأعز ما عندنا وبكل صراحة، وإقبلها منَّا لأننا والله نحبك ومخلصين وأوفياء لك. إننا لا نعتقد بأن الذين دمَّروا البلاد خلال السنين الماضية بأنهم يصلحوا لإعادة إعمارها والذي يصلح للتدمير لا يصلح للتعمير.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد