ذكريات البيادر

mainThumb

02-10-2021 03:15 PM

 قبل عقود ليست بعيدة كان موسم الحصاد يمتد لايام وشهور عديدة ، إلى ان تطور الامر باستخدم المكنكة الزراعية من تراكترورات وحصادات وغيرها، حيث كانت الامور تتصف بالصعوبة وخاصة في الحصاد الذي يستغرق الوقت الاطول في الموسم، الذي بيدا بالقطاني (العدس والكرسنة) ومرورا بالشعير وانتهاءً بالقمح وقد تتصدر الذرة بداية الموسم ، وكلها بحاجة إلى جهود من العائلة اطفالها وشبابها وشاباتها، ورب العائلة يلعب دور الشاقوق الذي يقود عملية الحصاد وعلى راس الصف ولايجوز  ان يتخلف احد عن موازاته او الابتعاد عنه ،  والتي كانت تتراوح بين القلع بالايدي وخاصة القطاني، وهو من اصعب انواع الحصاد، او باستخدام المنجل في المواسم الخصبة عندما تطول السنابل، ويرافق ذلك عمليات التغمير (جمع الشمالات) ووضع  الحجارة عليها حتى لا تتطاير من الهواء والرجادة على القوادم وتفاصيلها عديدة عند التحميل والتنزيل ولوح الدراس الذي يدور على طرحة البيدر في حركة دوران تدوم ساعات وايام وقد ينام الاطفال على اللوح، ويطول الحديث في ذلك من تذراية وكربلة وغربلة، وصولا إلى التعبئة في الشوالات ذات الخطوط الحمراء والزرقاء، ولكن في المقابل كان ياتي الى البيادر اقوام عديدة وفي مقدمتهم اصحاب الديون بانتظار البيدر  (النجار والحداد وصاحب الدكان وحذاء الخيل وغيرهم) لانه كانت الديون كما يقال( على البيدر)، ولكن الذي لم اعد اشهده او اسمع به ما كانوا يقومون به رجال اشداء طوال القامة ويركبون الخيل كالفرسان ويمتهنون ما كان  يطلق عليه (تشباية الخيول) وهي بحاجة إلى اختصاص وتقنية عالية ، والسؤال الذي يطرح نفسه  اين اختفوا هؤلاء الرجال الأقوياء بنية وعزما، وهل اصبحت الخيول تعتمد على التلقيح الاصطناعي وحمل الانابيب بعد تطور الطب البيطري، وهل تحولوا إلى مهنة اكثر  مردودا واقل جهدا لا ادري، وهذا هو حال بعض الناس والذين بداوا"" بتشباية الخيول "" او ما يوازيها، واجتهدوا بعد اختفاء المهنة وغيرها من المهن التي تلاشت نتيجة التطور التكنولوجي، واستثمروا في غيرها، واصبحوا من اصحاب رؤوس الاموال والجاه، ولكل مجتهد نصيب؟؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد