ماذا يريد الرئيس لكي يتجاوز حقل الألغام؟

mainThumb

24-10-2021 02:00 PM

قطعا، أحسن رئيس الوزراء د. بشر الخصاونة عندما قال إن «الإعلام الأردني ساهم بشكل جوهري في حمل رسالة الوطن"؛ ذلك أن جميع وسائل الإعلام الوطني الأردني جعلت من حديث الرئيس وحواره، نقطة فاصلة في المجتمع وعند السلطات الثلاث، عدا عن مؤسسات المجتمع المدني. قبل الحديث عن كيف واجه الرئيس، صاحب الولاية العامة، الحوار، وحقق كاريزما معينة، نجح من خلالها بتقديم إجابات على حوار التلفزيون الاردني، بلفتات ومعاينة وبديهية، سندها خبرة العام الأول مع مكنون ووقائع «الدوار الرابع» اليومية. ..ولكن؟!. ماذا يريد الرئيس من إطلالته الأولى، المرئية، في مثل هذا الوقت؟ في إجابات الرئيس، محاورة، أعادت الأسئلة إلى غمدها، ولم تفصح عما بعد كل إجابة، بمعنى: إلى أين نسير بعد إشارات وتنبيهات، واجهتنا في الدولة، خلال العام الثاني مما بعد تفشي جائحة فيروس كورونا؟، وبالتوازي، تداعيات ما أحاط بالأردن من أزمات وتحديات جراء ما يحدث من حولنا، في دول الجوار، سوريا والعراق تحديدا، ودول الخليج العربي، التي استغنت عن دول الطوق، كما أحوال لبنان واليمن وليبيا.. كل هذا غلف العام الأول من ولاية بشر الخصاونة.

ولكي نعرف ما يريد من حوار التلفزيون الاردني، علينا تأمل: *إشارة أولى: واقع الوضع الصحي، وإعادة ترميم وعودة القطاع الصحي العام والعسكري والخاص، والمشترك ومستشفيات الجامعات إلى تحدي الجائحة والنجاح في ذلك، برغم أن الرئيس اضطر للتعامل مع أكثر من وزير للصحة، إلى أن استقرت الأمور. *إشارة ثانية: واقع القطاع الاقتصادي، المال والبنوك، التجارة والصناعة والأعمال الصغيرة، والتصنيع الغذائي والزراعي، وكيفية مواجهة تداعيات هذا القطاع، وحماية العمال والايدي المنتجة، وتحقيق استدامة وتعاف دائمين. *إشارة ثالثة: واقع التعليم العالي، والتربية والتعليم في مدارس المملكة وجامعاتها، بما في ذلك عودة حذرة إلى التعليم الميداني والوجاهي، إضافة إلى الأونلاين الرقمي، خصوصا في الجامعات؛ ومراكز التدريب. *إشارة رابعة: دخلت الدولة الأردنية، في مئوية ثانية، واستلم الخصاونة، رئيس اللجنة العليا للاحتفالات زمام الاحتفالية، وإدارتها تنفيذا وعبر متابعة حثيثة للبرامج الوطنية والشعبية والرسمية، وبادرت مؤسسات الدولة بإنجاز مفاتيح لدلالات المئة الأولى من قوة الدولة تنفيذا، ما عزز التفاف الشعب حول تفاصيل الاحتفالية وبرامجها التي تفوقت بها وزارة الثقافة بجدية وخبرة معمقة.

*إشارة خامسة: الدور الأردني الإقليمي المحوري، عربيا ودوليا وأمميا، ما يؤكد مكانة الأردن، القيادة الهاشمية والحكومة، والشعب، والحرص الملكي النبيل، على تعزيز الأردن في كل محافل ومنتديات ومؤتمرات العالم. *إشارة سادسة: مواكبة استدامة التنمية الشاملة في كل القطاعات، المدن والقرى، بما في ذلك المخيمات، وأوضاع مخيمات اللاجئين السوريين تحديدا. *إشارة سابعة : استمرار قوة الدبلوماسية الأردنية، وفق الرؤية الهاشمية، التي جعلت من قضايا الأردن، وفلسطين وسوريا والعراق، وغير بلد، ضمن اهتمامات وبؤرة التمثيل الأردني ودور الخارجية، التي تعمل على ديمومة ملفات أردنية وعربية وإقليمية عبر العالم بنجاح. *إشارة ثامنة: وعي، وحمل أمانة الوصاية الهاشمية على القدس، وأن جلالة الملك الهاشمي عبدالله الثاني، الوصي الأمين، أباً عن جد، لعزم الوصاية ودورها الملكي النبيل، الحامي للأوقاف والمقدسات المسيحية والإسلامية ومنع تهويدها من قبل دولة الاحتلال الصهيوني. إشارة تاسعة: صون الأمن والأمان، وإبراز ودعم مقدرات الجيش العربي والأجهزة الأمنية كافة، وتعزيز قوة الأردن ومكانته في قطاع الأمن والجيش والتصنيع العسكري، وحماية المملكة ومنجزاتها، وإرادة القائد الأعلى.

*إشارة عاشرة: التفاعل، وتحريك، وتدعيم وتنفيذ مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، وطبيعة وآليات تمرير المشاريع والقوانين والتعديلات المقترحة، بحيث تأخذ المقتضى الدستوري. من هنا، نفهم ما يريد الرئيس الخصاونة، ونستعد، إجابات على أسئلة تدور حول تلك الإشارات، وعلى وقائع التنبيهات التي هي من صلب عمل الرئيس، الذي كانت دبلوماسيته وقدرته على فهم آليات الحوار والتفاؤل، ذلك المناخ الذي جعل من حوار الإعلام الأردني، ممثلا بالتلفزيون، محطة للاقتراب من الحكومة، وبالتالي الرئيس، نحو متابعة نبض الشعب والتعرف عن قرب، بكل القضايا التي تعيق التنمية والحراك السياسي والاقتصادي.. بما في ذلك وعي حاجة الشباب والمرأة والصحة والتعليم والجيش والأجهزة الأمنية، لكل تبعيات التحول والإصلاح والتغيير.

وايضا، وهذا المهم، أن الرئيس، امتلك حيوية مدنية/عسكرية، وحيوية حكومية/دبلوماسية، بحيث اجتاز حقول الألغام التي زرعت في طبيعة الأسئلة، ومرونة الإجابات، فخرج من الحقل سالما، مؤكدا على قوة ومتانة المملكة وتعاضد أبناء وبنات المجتمع وتكافل الجميع، بقيادة الملك عبدالله الثاني، وإيمان الشعب، بقدرات الدولة الأردنية، وحيوية المملكة، التي تعمل وفق رؤية هاشمية حضارية مؤثرة بما فيها من استشراف وقوة نحو المستقبل، وبالتالي، إبداع محطات أساسية في الاقتصاد والصحة والتعليم والإعلام الوطني، وتأكيد الدور الأردني الهاشمي، وقدرة الأردن والملك على جعل المملكة منارة التغيير والإصلاح والتشاركية والتشبيك والحرية الديمقراطية، بين السلطات الثلاث، ما يوفر للدولة الأردنية ثقافة جادة ومجتمع مؤمن بالدور المأمول من نشامى الأردنيين، في حماية الأردن والصورة الحضارية والدعم السياسي الذي يعمل جلالة الملك على تثبيته ودعمه، لنجد أن الرئيس يسير في مفاصل وأروقة وقرارات الدولة، حماية المنجز وطوع أمر الإرادة الملكية، الذي تجسد منذ عام، في دافعية ملكية، منحت الرئيس الخصاونة، مسارات ملكية تعينه على تجاوز الصعاب وحقول الألغام.

لهذا قال الخصاونة في الحوار: «برنامج أولويات عمل الحكومة الاقتصادي يستهدف إحداث نقلة نوعية شاملة في الاقتصاد والتنمية والاستثمار، وهذا يدل على ارتباط القطار الاقتصاد بمراحل البناء والتنمية السياسية وتجديد الرؤية الناظمة للحياة السياسية والأحزاب، والانتخابات البرلمانية. وهو «برنامج معلن، له أولويات، تؤطر عمل الحكومة (تنفيذا) بحيث يكون، معززا ومرتبطا بجدول زمني، واضح لتحقيق أهدافه كافة، خلال 24 شهرا، وهذا تحد أمام الرئيس وحكومته. ما أراده بشر الخصاونة، أن يمتحن نظافة الحقل من الألغام، لنعيد الزراعة، على أسس من العدالة والقوانين المعاصرة وفق المقتضى الدستوري، ووفق إرادة ملك يتتبع مراحل إبداع السعادة واليقين والجمال في أردن أبي الحسين، أردن جوهرة التاج ولي العهد، وأجيال من الشباب والشابات ورواد ورائدات المبادرات والأفكار وتبادل الثقافات والنبراس المتوارث من أسرة هاشمية، هي الحامي والوصي الأمين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد