مجلس النواب في عيون الشعب‎

mainThumb

06-01-2018 11:12 AM

 يقفز الى الواجهة بعد إقرار الموازنة، وشعور الشعب بالغبن، والخديعة من المجلس، صار يعيد النظر بمجلس النواب وفائدته للمواطن، وهو الذي جاهد وتجشم الصعاب من أجل أن يوصل ممثلا له في المجلس يلجأ اليه إذا تغولت عليه الحكومة.

 
والسؤال الذي يثور في هذه الحالة، هو: هل مجلس النواب أنشئ للشعب أم للحكم والحكومة؟!! وهل المجلس يستطيع فرض رؤية الشعب وحاجاته على الحكومة، التي تعتبر مجلس النواب أساس السلطة التشريعية، وأساس شرعية الحكم، أم أنه وضع من أجل المراقب الخارجي، وإعطاء الشرعية للحكم بغض النظر عن حقوق الشعب وحاجاته.
 
ثم هل يوجد عند الحكومة شيء من الشفافية، لتوضح للمواطن مآربها من مجلس النواب، ومداخل ومخارج الحكم، والإضاءة على الأماكن المظلمة في الدولة التي تبتلع الدخل القومي وتتعداه الى قوت المواطن، وتترك الدولة والشعب في فقر مدقع.
 
المشكلة أنه عند الشروع في تشكيل مجلس نواب والبدء بالانتخابات، غالبا ما يربطون التصويت بالدين، وأنه حق يفرضه الدين، من حيث أن الصوت أمانة ويجب أن تعطيه لمستحقه، مع أن مفهوم الأمانة في الدين لا يمت بأي صلة بعملية التصويت، وما هو الا ضحك على الشعب وجره ولو بالقدر الأدنى الى التصويت ثم تقوم أذرع الحكومة بالبناء على هذا الأساس واختيار ممثلين للحكومة في المجلس ينفذون رغباتها ويعطونها الشرعية في امتصاص الشعب وقهره.
 
الدين ليس له أي دخل بالتصويت بمجلس النواب! وإن قالوا لك: (ان خير من استأجرت القوي الأمين) فهذا مثل الذي يدخل خمارة ويترك ربع الكأس لا يشربه، ويأتيه أحدهم فيقول له: سنن!! ويأتيه بالأدلة من الدين أن الرسول أمر بألا نبقي بالكأس أي شيء، ويغفل واقع ما في الكأس والوسط الذي تجلس به أو أنت فيه..
 
المتدين والمحترم والأمين اذا دخل مجلس النواب فإنه يخضع لحركته، وقوانينه ووسطه وواقعه، وهذا ما جعل الناس يخفقون دائما في اختيار النائب، والعطل ليس في النائب بل في المجلس وواقعه، ولكن الناس ينسون المجلس ويصبون جام غضبهم على النائب، متناسين أن الأشخاص يدورون مع المجلس رغما عنهم، ولا يستطيع الأشخاص ادارة المجلس حسب رؤيتهم، على افتراض أن لهم رؤية، أو يكونون بمستوى المكان الذي يشغلونه، والأمر نفسه ينسحب على من ينادون بايصال ابن العشيرة، أو وجود اسمها يتردد من خلال وجود شخص في المجلس.
 
خلاصة الأمر إن أراد الشعب أن تكون له كلمة وتسمعه الدولة، فلا بد أن يحتفظ بصوته ولا يمنحه لأحد، حتى لا يعطي الحق للحكومة أن تستحوذ عليه وتسلبه ماله، ولا تسمع لدعوات العشائرية، والعائلية، والعنصرية التي تجعلك تنسى الماضي ولا تفكر بالمستقبل، بل تنقاد للحكومة بلا وعي وعندما تصحو يكون الوقت قد مضى، ولا تقول إني أخطأت الاختيار، فلو اخترت أنزه رجل في العالم لن يغير شيئا.!!!
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد