تفكك الأسر .. مسؤولية من ؟ المحامية سلسبيل التميمي

mainThumb

07-08-2019 07:08 PM

مشهد استوقفني اليوم في المحكمة الشرعية، وقفت انا والقاضي نغالب طبيعتنا الانسانية، ونحاول عبثاً ان نتحلى بالموضوعية والحياد مع ان موقفه كقاض هو الاقسى..

 ففي مشهد حزين تم اقتياد السجين لداخل القاعة من قبل الضابطة العدلية لحضور جسلة المحاكمة مكبلاً .. ليتفاجأ بوجود ابنه ذو الاربع سنوات وقد احضرته زوجته " خصمه " الى المحاكمة , ارتبك وهو يرى نظرات الاستغراب في عيني ابنه، وهرع الضابطة العدلية لتحرير قيوده .. فما كان منه الا ان ركض يغمر الطفل عناقاً وتقبيلا يهمس في اذنه ويصلح ثيابه المهلهلة.
 
 القاضي على شو محكوم ؟هو : قضايا مالية سيدي، اخذت مصاري وماقدرت أردهن .. القاضي يسأل : يافلان مرتك رافعة عليك افتداء ومتنازلة عن كامل حقوقها وبدها تتطلق منك ..
 
بس ياسيدي انا مابدي أطلق , مين بدو يربي هالولاد غيري هظول ولادي ومابتخلى عنهم . صراخ من الزوجة " اسمعوا مابدي اياه ولا بقعد دقيقه على ذمته بكفي بديش اياه ان شالله بموت ولا بظل دقيقه"....  القاضي ماسك أعصابه بصعوبة، انا مذهولة وهو ما يزال يمسك بيد الصغير ويربط له حذائه.
 
 القاضي ترفع القضية لعقد جلسة صلح وتكون بيوم .... مقاطعة من الزوجة..  انت ليش بتأجلني وبتعطلني قلتلك بديش اتصالح معه انت واقف معه اصلا ؟؟؟ .. انا بصراحة قلت بحالي القصة صار فيها تكفيل وحبس .. القاضي وقد كان قاب قوسين من الانفجار " هاي اجراءات يا اختي حطها القانون مش من عندي وخلص اسكتي بقلك اسكتي" ..
 
موجها كلامه للضابطة متى بتقدروا تيجو ( بعد العيد .. بعد العيد سيدي) وقبل لحظة تكبيله خطف قبله للطفل وهمس كل عام وانت بخير .. خرج الجميع لاقف انا والقاضي نفكر من ياترى نلوم ؟ أهو الوضع الاقتصادي أم دمار منظومة الاسرة في المجتمع وافتقادها لقدسية العائلة؟ مازلت أفكر بذلك الصغير ماذا سيكون يوماً ما ... ؟  


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد