إسرائيل تختبر كرامة العرب

mainThumb

21-03-2010 12:00 AM

أعلنت إسرائيل إن بناء هيكلها المزعوم قد اقترب، وحددت تاريخ 16/3/2010لبدء العمل العالمي لبناء الهيكل وذكرت إرهاصات كثيرة منها ما هو خرافي ومنها ما أصبح ماثلا للعيان ككنيس الخراب، وقد جندت إسرائيل جندها حول العالم للعمل على تنفيذ هذا البناء إذا اكتملت عوامل بنائه السياسية واكتملت نبوءاتهم التوراتية، فما نحن فاعلون وهل نحن أسسنا في مجتمعاتنا عوامل الرد الصحيح على كل ما تفعل إسرائيل من تدنيس للمقدسات وتطاول على كرامة الأمة وعدم احترامها بل وإذلالها بشكل فاضح.
الذي يحدث أننا على عظم مساحتنا الجغرافية والسكانية والتاريخية والثقافية غير مؤهلين للوقوف في وجه إسرائيل، بالرغم من حقارة تاريخها وقذارة مطالبها وانتهازيتها المقيتة لأننا ببساطة في حالة تنازع بين قضايا المجتمع العربي وبين قضايا الدولة العربية، فما يعانيه المواطن في المجتمعات العربية وما يطلبه قد لا تقره الدول العربية لاعتبارات سياسية أو تبعية أو غير ذلك مما يفرضه الواقع الدولي ، ولا يوجد دمج بين الموقفين للوقوف في وجه التحقير الإسرائيلي لنا من خلال التعدي على مقدساتنا وعدم اعتبار لمشاعرنا وكأنها تقتص من ديننا الذي نسخ دينهم! وآن لها أن تكيل لنا من التسفيه والتحقير والإذلال ما شاءت لتنتصر لتاريخ اليهود مع الدولة الإسلامية الأولى وتقتص من شعوب نزعت منهم رسالة السماء وحرمتهم من نبي آخر الزمان أو المخلص كما يسمونه في توراتهم.

ثم إن الأمة لا تمتلك إرادة سياسية بمجموعها وبالتالي الدول العربية تفتقد لهذه الإرادة لأن رؤية الدولة تتضارب مع إرادة الشعب والعكس صحيح مما يؤدي إلى إضاعة حقوق الأمة وضبابية مصيرها، بالرغم من الروح الجهادية التي تظهر هنا وهناك والاستعداد للدفاع عن المقدسات بالغالي والنفيس من قبل مجموعة صغيرة! ومجموع الأمة ينظر دون أن يتحرك ليغير واقعا فرض علينا لأنا بهذه الحال من الانفصام والتحرك غير المدروس على جميع المستويات.
ليس التكامل الاقتصادي هو الذي ينقصنا، إذ اقتصاد دولة قانونية واحدة تنشأ في العالم العربي كفيل بالتصدي لاقتصاد إسرائيل القائم على المساعدات الأميركية والمنظمات الصهيونية وأثرياء اليهود، ونحن نملك الموارد جميعها لكن بدون إرادة ورؤية للخروج من مأزق إسرائيل الذي غرقت الأمة به ومازالت تغرق إلى الآن.

في ذكرى معركة الكرامة التي وضعت إسرائيل في حجمها الطبيعي، وأعادت إلى الأمة بعض كرامتها، علينا أن نضع السياسات على مستوى الأمة للنهوض بالواقع السياسي والثقافي لندعم باقي المستويات والثأر لكرامة الأمة التي يعبث بها أبناء القردة والخنازير، ليختبروا هل بقي منها شيء أم انتهت على مدى وجودهم.


saberawidi@gmail,com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد