سيدي ( أبا الحسين) : هذي هديتي للوطن

mainThumb

17-06-2009 12:00 AM

حين رسمناك (سيدي ) طيفا على الأهداب ، وضممناك بين الجفون والأحداق ، أحببتنا فأخلصنا لك الحب، صدقتنا الوفاء فصدقناك الولاء ، وحلمنا معك بوطن أعز. مع رجة الأرض لسنابك خيلنا نسمع صوتك ، ومع زخات ندى أيار نراك . يا قادما من وهج التاريخ ، ومن ألق الماضي ، صوتا جهوري ، سيلا من عطاء ، دفق ضياء ، زخة دفء ، موجة سلام ، فارسا أسطوري ، نورانيّ المنبت ، هاشميّ الجلال ، مخزوميّ الهمة ، عبشميّ النظرات .

سيدي : أنا واحدة ممن قرأوا التاريخ ، وممن برعوا في استدرار عبره ، واحتلاب عضاته ، وممن تعلموا من صفحاته وثناياه محبة أهل البيت . زرعت محبتهم مع كل حمل ، لتتشربه أنساغ وخلايا كل جنين . وحين أطل البكر على الدنيا ، نذرته للوطن ، وحلمت به فارسا من فرسانه ، وكلما تذكرت فراس العجلوني ومحمد الحنيطي ، كلما تخيلته واحدا منهم ، وحين يحمرّ وجهي خجلا من ذكرى وصفي وهزاع ، ويضطرب نبضي ، وتغيم عيناي ، ويسح دمعي رقراقا ، تمتد يدي المرتعشة لغرة خالد المنسدلة على جبهة حورانية صافية ، كصفاء سمائها ، نقية كنقاء حقولها، تربعت فوق عينين لامعتين ، بهما وميض برق جلعاد ، ووجنتين وردنهما نسائم اليرموك .

ما نام خالد بحضني إلا على ترويدة الأبطال ، وحكايات الفرسان ، ولا أغمض عينيه إلا على حلم بمجد ، ولا نهض من نومه إلا ويحلم بمأثرة .

وها هو اليوم ، فارسا من فرسان مؤتة ، جنديا من جنود أبي الحسين ، يتوج تلك الجبهة الحورانية شعار الجيش العربي ، وها أنا اليوم أقدمه هدية للوطن ، ولقائد الوطن ، ولن أوصيه ، فقد حفظ مني حكاية المرأة العربية ، التي دفعت فلذة كبدها لقتال الأعداء ــ ولم يجاوز الحلم ــ وأعطته سيفا قصيرا ليستطيع حمله.

فقال لها : السيف قصير يا أماه !!

فأجبت بشموخ : تقدم لعدوك ... فيطول .

Omk_obeidat@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد