القيادة الإدارية قلب العمل المؤسسي

القيادة الإدارية قلب العمل المؤسسي

10-12-2025 01:18 PM

نال موضوع القيادة الإدارية حظاً وفيراً من البحث العلمي في المجال الإداري لدى المهتمين بموضوع القيادة والإدارة على حد سواء من قبل الأساتذة والطلبة والممارسين للعمل الإداري، واستعرض الباحثون أهمية القيادة الإدارية في العمل المؤسسي ودورها في تحقيق الأهداف المؤسسية بكفاءة وفعالية. وذهب الكثيرون منهم إلى استعراض أهمية القيادة والتفريق بين القائد والمدير وصفات كل منهم باعتبار القيادة الإدارية هي قلب العمل المؤسسي، وخلصت أغلب الأراء بأن كل قائد مدير وليس كل مدير قائد.
فالقيادة تعتبر أهم عامل في إدارة المؤسسات، لا بل هي أهم عنصر في حياة الأشخاص باعتبارها مهارة لها صفات قد لا يجيدها البعض ويجب على المدير اتقان أدواتها للوصول بالمؤسسة إلى غاياتها. فالقيادة روح يبثها القادة في المؤسسات بما لهم من صفات مختلفة ومتميزة عن المديرين وبما يستطيعون به من التأثير على الأخرين ورعايتهم وإقناع العاملين وتوجيههم وتحفيزهم لإنجاز الأهداف بكل قوة وحماس.
فالقادة غالباً ما يتمتعون بمستويات مرتفعة من الذكاء والفطنة ولديهم نباهة وسرعة بديهة، وأصحاب رؤية ثاقبة ودافعية للعمل والإلهام، كما يتمتعون بثقة عالية بالنفس تصل في بعض الأحيان إلى الثقة المفرطة التي قد تدفعهم إلى المغامرة والمقامرة بسيرتهم الوظيفية وحتى بحياتهم في بسيل تحقيق أحلامهم وأهدافهم. وهؤلاء القادة لا يعرفون الخوف بل يتسمون بقدرتهم على مواجهة التحديات بكل قوة وجرأة، ولديهم القدرة الكبيرة على المخاطرة واتخاذ القرارات الجريئة دون أن يرف لهم جفن. كما يتميز هؤلاء القادة بقدرتهم على صناعة الأعوان والصف الثاني من القادة الشباب ولا يهابون ذلك، كما يتميز هؤلاء القادة بإيمانهم بثقافة التغيير، وقدرتهم على التخطيط الاستراتيجي وحل المشكلات المعقدة.
وفي الوقت ذاته لا يبالي القادة بما يقال عنهم لاثباط عزيمتهم، بل يزيدهم إصراراً على العمل ومحاربة المعوقات وتنفيذ رؤاهم مهما واجهوا من تحديات. ويتمتع القادة عادة بمهارات اتصال وتواصل عالية مع الزملاء والمرؤوسين وأصحاب المصلحة للمؤسسة، ويؤمنون بحرية إبداء الرأي مع الإلتزام بأدب الحوار والنقاش واحترام الرأي الأخر دونما إساءة إلى الأخرين. في الوقت الذي يتصف به القادة باهتمامهم بتعزيز الثقافة المؤسسية التي تحث على العمل وتشجيع فرق العمل، فإنهم يتخذون من التحفيز وشحذ الطاقات ودعم الإبداع والإبتكار آليات لتحريك دوافع العاملين لتحقيق أهدافهم وأهداف المؤسسة.
وعلى الرغم من أن القادة قد لا يلتزمون بحرفية العمل الإداري وإنما يتمتعون بصفات مميزة قد تخالف في أغلب الأحيان رأي الإداريين الذين يخشون المخاطرة ويرهبون المغامرة ويتمترسون خلف القوانين والأنظمة والتعليمات، ويكرسون نظم البيروقراطية وروتين العمل والإلتزام بحرفية القرارات، ويخشون مخالفتها أو تخطيها حتى لو كان ذلك في مصلحة العمل والعاملين. في حين نجد القادة الإداريين عكس ذلك حيث لا يخشون عدم الألتزام بالأنظمة البيروقراطية وروتين العمل القاتل، ولديهم الشجاعة والقدرة على كسر الحواجز الإدارية والأنظمة والتعلميات الصارمة التي تحد من رغبتهم في الإنجاز طالما أنها تخدم العمل وتحقيق الأهداف. إلا أن القادة الإداريين يؤخذ عليهم في بعض الأحيان شدة المركزية وبعض الدكتاتورية في اتخاذ القرار .
وخلاصة القول بأن القائد الإداري هو المطلوب في مؤسساتنا لتحقيق إنجازات فعلية على أرض الواقع، ولسنا بحاجة إلى أؤلئك الإداريين الذين يقومون بتسيير أعمال المؤسسة بشكل روتيني وتحقيق انجازات عادية دونما القدرة على تخطي حرفية الأنظمة والتعلميات والقرارات ويتقوقعون خلفها خوفاً من المساءلة الإدارية.
وختاماً نقول بأن كل قائد عظيم يحيط نفسه بقادة مستقبليين، وكل مدير يحيط نفسه بأشخاص أخرين ضعفاء ويخشى من القادة خوفاً من افتضاح أمره وعدم قدرته على القيادة. وسيبقى القادة قلب العمل المؤسسي الذي يوجه العاملين وفرق العمل نحو تحقيق الإنجاز، وسيبقون أعلام في تاريخ العمل بما يسطرون من انجازات ويرسمون مستقبل مشرق للمؤسسات.
وإلى المقال القادم لتسليط الضوء على القيادات الإدارية في الإدارة العامة الأردنية.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد