عليك أن تستقيل

mainThumb

21-03-2010 12:00 AM

كاظم الكفيري

لم يعد الاهتمام بالمعلم وبوظيفة التعليم مجرد شعار نتباهى به ، بينما يشير الواقع الى تردي مهنة التعليم وتراجع مكانة المعلم ، وليس التغني بالوقوف للمعلم لكونه كاد أن يكون رسولاً مجرد أبيات نرددها في ظل عدم قدرة المعلم على الوفاء بالالتزامات المعيشية اليومية التي باتت تفرضها ظروف الحياة الصعبة .
الأزمة التي أشعلتها تصريحات الوزير بدران مؤخراً تدلل على وجود فجوة غائرة تفصل بين المعلم وبين من يفترض أنه الحريص على مصلحة المعلم والتعليم بشكل عام ، وتشير الى موقف سلبي من مهنة التعليم عززته منظورات تقليدية يجري تعميمها بشكل مستمر ، فالمعلم المطالب بحلق ذقنه والاهتمام بمظهره ، هو ذات المعلم الذي تتحمل وزارة التربية والتعليم وسياساتها وزر تجريده من هيبته التي انتزعت عنه على حين غرة من الزمان ، ومجرد الاهتمام بالمظهر الخارجي لا يعكس البؤس والإحباط الذي يعشعش في ثنايا نفسه !! .

ولعل أكثر ما تجلت فيه الإشكالية هو سلبية التعاطي الرسمي مع مطالبة أعداد هائلة من المعلمين بوجود نقابة لشريحة تمثل عشرات الألاف ممن يرون فيها مظلة قانونية لحماية حقوقهم والمطالبة بتحسين الشروط المعيشية لهم ، ومجرد المطالبة بنقابة بحد ذاته أمرٌ ليس فيه أدنى تجاوز قانوني ، إذ كان الأولى أن تجنح وزارة التربية والتعليم إلى فتح حوار هادئ حول هذا المطلب وإمكانيات تحقيقه، بدلاً من أسلوب الهجوم العشوائي الذي استخدمته في مواجهتها لهذا المطلب ، كان يجب على وزارة التربية والتعليم أن تفكر بمبررات المطالبة بوجود نقابة للمعلمين ، ودراسة واقعهم الذي دعاهم إلى ذلك ، بدلاً من الاستخفاف بهم وحملهم على العناية بذقونهم وهندامهم !!! .

مجرد الاعتذار لوحده لا يعيد للمعليمن اعتبارهم ، خصوصاً اذا كان المقصود منه امتصاص الغضب واستيعابه ، وما أشيع عن نية الحكومة اتخاذ شتى الاجراءات لكل من خالف نظام الخدمة المدنية في الايام الماضية يعبر عن طريقة سلبية وخلل واضح في كيفية التعاطي مع الأزمة ، وهو ما من شأنه تصعيد الأزمة وتوتيرها ، والحكومة ليست معنية في ظل سعيها لتجاوز التحدي الاقتصادي بمراكمة الغضب الشعبي الذي تسببت به تصريحات الوزير بدران والأذى الذي لحق جراءها بمشاعر الألاف من المعلمين ، لذا فأقل ما يمكن فعله هو أن يقدم الوزير بدران استقالته ، لأنه لا يمكن أن يوضع شخص واحد في كفه ، وعشرات الالاف من المعلمين ممن لا تنقصهم الخبرة وممن لا يمكن لأحد أن يزايد على محبتهم للاردن وانتماؤهم له في كفة أخرى !!.

اذا كان من مطلب عادل للمعلمين فهو توفير الشروط اللازمة لحياة كريمة لهم والمساهمة في توفير مستوى راقي لمهنة التعليم ، وهذا بحد ذاته ما عجزت عنه سياسات وزارة التربية والتعليم حيال الرعاية الملكية للتوجه الوطني بضرورة دعم المعلم من خلال المبادرات المختلفة التي أطلقتها جلالة الملكة رانيا في هذا الصدد ، وهو ما لم تستطع حتى الآن سياسيات وزارة التربية والتعليم ترجمته على أرض الواقع .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد