شائعات جميلة !!

mainThumb

03-10-2009 12:00 AM

ماجد شاهين

? لا أحد ، والندرة لا نتحدّث عنها ، ينكر تلهفه وترقبّه لما ستؤول إليه " إشاعات و إشارات " حول مساعدة عاجلة أو منحة أو (مكرمة) وربّما
( نظرة خاصّة ) ، بات مشروعاً الحديث عنها أو انتظارها ، وذلك لسببين : أولهما ما جرت عليه العادة في السنوات الأخيرة من معونات مشابهة وبخاصة للقطاعات التي تتقاضى راتباً شهريّاً ، وثانيهما ما وصلت إليه أحوال الناس في ظلّ تصاعد للأسعار وتآكل ٍ للجيوب وجشع ٍ طالت نتائجه أوقات الناس وأرزاقهم ، ولا نقول عن قهر جرّاء سباق طويل مع لقمة الخبز وقوت العيال .

? الحال لا تسرّ ، ومن كان منكم بلا حاجة أو فاقة ٍ فليطو ِ صفحة الكلام ويبتعد عن حديث الفقر والفقراء .

? في منازل الأردنيّين ، منازلنا ، والتي هي منازل المحبّة ، رغم ما تعترينا من نوبات قلق ِ وتوتّر ... و على أبواب وأعتاب شتاء مقبل ، وبعد صيف لاهب ٍ وملتهب أكل منّا أخضر ?Z الذهن قبل يابسه .. في بيوتنا ومن دون استثناء يكثر الكلام وتنفرد مساحات الترقب والبحث عن ملامح اليوميّ في حياتنا ، وبخاصة ما يتصل منها بــ ِ ( لقمة الخبز ) ... وتلك قصتنا التي غدت قاسماً مشتركاً ، وربّما لم يحدث أن اتفق الأردنيون على حديث أو موقف أو تعب ٍ بمثل ما اتفقوا ، ومن غير ترتيب مسبق ، على ( أنّ أعباء الحياة فاضت عن الحدّ وأربكت المنازل وأودت بملامح الهدوء ) ، ويحدث الآن أن تنتقل تبعات وتداعيات ( الحاجة / الفقر / الجوع ) إلى الشوارع والمقاهي وأماكن العمل وحافلات النقل وسواها من أماكن يرتادها أشخاص .


? الطفل في مدرسته متوتر وفي منزل ذويه يضيق ذرعاً بما يراه في ملامح والديه أو ما يسمعه من حديث هامس أو صراخ بين الوالدين ، وفي مجمله صراخ لا يغادر مربّعات الفقر أو المرض أو ( جشع التاجر وتغوّل المقتضيات ) ... فأعباء الحياة فاقت حجم التوقعات وما عادت ممكنات الناس تكفي لتوفير الحدّ الأدنى من شروط العيش ... ولا نريد الخوض في تفصيلات متطلبات التعليم والرسوم الجامعية ، فيما لن نغفل سلوكات اجتماعية أسهمت في تفريغ التلاقي الاجتماعي من مضمونه الإنساني وأحالته إلى مجرّد أعباء تقتضي استدانة واستقراض و هروب وتعب .

? ولا يغيب عن الأذهان أنّ ارتباكات الأسر تنعكس وبالضرورة سلباً وبصورة مؤلمة على طبيعة العلاقات بين النسيج الاجتماعيّ ، ما يوفر أجواء واسعة لمزيد من الاحتقان و الذهاب إلى فتنة لا مبرّر لها أو استذكار مواقف لم تعد في البال .

? وفي مثل هذه الأجواء تغدو المنازل والشوارع والمقاهي أماكن خصبة مؤهلة لاجتراح ( النميمة والوقيعة ) ، فيما تتسع المدارات والآفاق لتوليفات ملائمة تستخدم الظروف و تستعين بها لبثّ الأهواء والرغبات على شكل رسائل قصيرة أو طويلة ... المهم ّ في الأمر ما ينتجه العقل الاجتماعيّ من إشاعات وشائعات ، يطلقها مروّجون بارعون وفق أهوائهم ... وهنا سنقفز عن مخاطر الإشاعة إلى ( إيجابيّات مرتقبة ) من شائعات مفيدة !! ... هل في أحاديث الناس شائعات مفيدة ( كلام مرتبط بالرغبات يدور في الأنحاء ) ؟


? أظنّ أن ّ أروع ما يجري ترويجه الآن ، في منازلنا ، وبخاصة عند الفقراء وصغار الموظفين ، ما يتصل بمكرمات ملكيّة سامية تؤشر إلى منح الموظفين والمتقاعدين والعاملين في مؤسسات الدولة الرسمية والخاصة ، وعلى اختلاف وظائفهم ، مبلغاً مالياً مناسباً يقيهم شرّ العوز والقهر و يعينهم على مجرّد الحصول على لقمة خبز وسداد لفواتير شهرية منزليّة !

? نرفض الإشاعات التي تربكنا وتفتتنا و تعيق سيرة محبتنا ، لكننا نحمل في أذهاننا ويوميّاتنا احتراماً وتقديراً للإشاعات الجميلة ، وبخاصة تلك المتصلة بما ينفع الناس ... ونغدو أكثر فرحاً لو تحققت أحلامنا وصارت ( شائعات/ إشاعات ) الناس حقائق ... فالناس في انتظار مكرمات ملكيّة سامية ، ولا نخجل من نقل هموم الناس وأحاديثهم ... ونحن ننتظر !

madaba56@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد