ذوو الدّخل المحدود .. خارج نطاق الخدمة!!

mainThumb

08-11-2009 12:00 AM

كان ذلك اليوم الواقع في السادس والعشرين من شباط لعام 2008 يوما يحمل في طياته التفاؤل والأمل لتلك الفئة الكادحة من أبناء الشعب أو ما نسميها بفئة ذوي الدخل المحدود، والمنتشرة بأعددا كبيرة في أرجاء الوطن الحبيب، فكان التفاؤل بالنسبة لتلك الفئة من الشعب منبعثا مع انطلاقة تلك المبادرة الملكية الكريمة والتي أطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني المفدى أطال الله عمره وأبقاه، تلك المبادرة المسمّاه (سكن كريم لعيش كريم)، والمختصة بتوفير وحدات سكنية لذوي الدخل المحدود من أبناء الوطن الكادحين، والذين لم يولدوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب، فكان التفاؤل بنيل العيش الكريم يبعث الراحة في نفوس أبناء الوطن الكادحين والذين ثمّنوا تلك المبادرة الكريمة من أبي المكارم جلالة الملك عبدالله الثاني المفدى .

عندما بدأت القوائم المحتوية على أسماء المستفيدين من تلك المبادرة بالظهور عبر الصحف المختلفة ظننت بأن كل من كُتب اسمه ضمن تلك القوائم هو إنسان كادح أو ذو دخل محدود، ولكن عندما قرأت القائمة المختصة بأسماء بعض المستفيدين من مشروع (الثنية) في الكرك أيقنت بأن هناك أيد خفيّة تعمل وتخطط وراء الكواليس دون علم الكثيرين، تلك الأيدي التي تعتمد على ما يسمى الواسطة والمحسوبية، فهاهي ترشح أسماء للاستفادة من سكن كريم في مشروع الثنية على الرغم من أن بعض تلك الأسماء سكنها كريم وعيشها كريم لا بل أن سكنها وعيشها (برجوازي) منذ زمن بعيد، ولكن يأبى أولئك الأغنياء والبرجوازيون إلا أن يقاسموا الكادحين من أبناء الوطن بأبسط حقوقهم وامتيازاتهم الميسرة التي منحها إياهم صاحب اليد الكريمة جلالة الملك عبدالله الثاني المفدى، فوالله لو أن جلالته علم بأن هناك أناسا وأشخاصا يأخذون ما لا يستحقون لأخذ منهم ما أعطي لهم دون وجه حق ولأعطاه لمن يستحقه من أبناء شعبه المخلصين الكادحين .

جاءني صديقي (أبو أحمد) في صباح اليوم الذي ظهرت فيه أسماء المستفيدين من مشروع سكن كريم في منطقة (الثنية) في الكرك، وطلب مني أن أرى إن كان اسمه ضمن أسماء المستفيدين بصفته رجل كادح، وذو دخل محدود، ويسكن بيتا بالإيجار، ويصرف على أفراد عائلة مكونة من 8 أفراد، وليس له عون بعد الله إلا راتبه الذي يتقاضاه والذي لا يتجاوز 300 دينار، فكان متفائلا بأن اسمه سيكون من ضمن الأسماء المستفيدة من تلك المبادرة، ولكن بكل أسف هاهو أبو أحمد قد فقد الأمل بمجرد قراءته لأوائل تلك الأسماء، فقال بعد تنهيدة طويلة خرجت من أعماق صدره (خلص ما تكمّل ما راح يكون إلي إسم )، نظرا لبعض تلك الأسماء المستفيدة، فقد كانت أسماء أشخاص يشهد لهم بالعيش الرغيد والمال الوفير، فهاهم بعض أبناء الوطن من ذوي الدخل الوفير يأخذون حقوق إخوانهم و أبناء وطنهم من ذوي الدخل المحدود!!.

إن تلك المبادرة الملكية كان الأولى بها أن تكون تحت إشراف لجان تحكّم ضميرها قبل ترشيح أي إسم يستفيد منها، فلا تخضع لواسطة أو محسوبية أو أمور عشائرية أو إرضاء فلان على حساب فلان، فجلالة الملك حفظه الله ورعاه جعل تلك المبادرة مختصة بذوي الدخل المحدود من أبناء الشعب وليس بالطبقة البرجوازية ذات المال الوفير والتي تملك بيوتا وفللا وسيارات وعقارات لاتعد ولا تحصى!! وهاهو صديقي أبو أحمد ما زال على أمل أن يرى اسمه ضمن القوائم القادمة، وعلى أمل أن يكون هناك ضمائر حية تعطي كل ذي حق حقه، فما ذنب ذلك الرجل البسيط وغيره من الكثيرين البسطاء والكادحين ألا يكون لهم أقارب أو أبناء عمومة من نواب ومحافظين ومتصرفين ومسؤولين يعملون على تحقيق أهدافهم وأمانيهم؟! فنراهم دائما على الهامش بعيدين عن أي عدل أو اهتمام أو إنصاف.

لقد رأيت الأمل يشرق من وجه أبي أحمد، ذلك الرجل الذي يعمل 12 ساعة يوميا، فلا يصل بيته إلا مع آذان العشاء، فرأيته وقد أتى صوبي والعرق يتصبّب من على جبينه ليطلب مني كتابة مقال عبر (السوسنة) عن ذلك الموضوع الذي أوردت، وها أنا قد لبيت طلبه ويحدوني شيء من التفاؤل والأمل بأن يصل ذلك الصوت عبر السوسنة، والذي يحمل معه أصواتا أخرى علّها تُسمع من أصحاب الضمائر الحية، لكي يعطى كل ذي حق حقه بعيدا عن أي واسطة أو محسوبية أو عشائرية.

majalimuathmajali@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد