لا وطن بدل فلسطين

mainThumb

26-07-2009 12:00 AM

لا يوجد انسان عربي أو مسلم يعتقد أن هناك مكانا على وجه الأرض يمكن أن يكون بديلا عن فلسطين، حتى وإن لم يرها، ولم يربطه بها سوى العقيدة والتاريخ، وإن أجبر الغرب وربيبتهم اسرائيل سكانها على الرحيل عنها واستوطنوا في الشرق والغرب وأفقروهم ثم أغدقوا عليهم الأموال لا يمكن أن يفكروا يوما بالتخلي عنها ويعطوا لإسرائيل الحق في تفريغها من أهلها ويغيروا تاريخ المنطقة ويصنعوا واقعا جديدا، لأن فلسطين ليست لأهلها فقط بل لكل فرد في الأمة، وليست عمارة أو بيتا للسكن يمكن أن يباع ويتنازل عنه صاحبه ويمسحه من ذاكرته ولا يعود يربطه به أي رابط، ولا يستطيع أحد أن يتنازل عن فلسطين بالنيابة عن الأمة، وإن كانت معطيات السياسة والموقف الدولي يجبران العرب على التنازل مرحليا والقبول بحلول تتنازل عن أرض ومقدسات لإسرائيل، فإن الموقف الدولي أصغر من الأمة العربية والإسلامية ولا يدوم على مدى الزمن، وسيأتي يوم ويتغير وكأنه في طريقه للتغير، وإذا توحدت الأمة ستسقط اسرائيل حتما.

يعتقد الغرب وأمريكا أنهم نجحوا في فصل الشعب العربي بعضه عن بعض، وأنهم خلقوا من أسباب الفرقة ما تطغى على أسباب الإلتقاء بين هذه الشعوب، لدرجة أنهم يعتقدون أنهم إذا رحّلوا شعبا الى مكان آخر قريبا أو بعيدا فإنه سينسى أنه من فلسطين، وأن هذا الشعب الوحيد الذي له الحق في المطالبة بأرضه كأرض مجردة من أي مشاعر دينية أو تاريخية.

بقدر ما يدرس الغرب تاريخنا وديننا يجهل عقيدتنا ومشاعرنا على مر العصور، فيعتقد أن الأرض الإسلامية خاضعة للتجارة والمال وأن هذان كفيلان بجعل العرب والمسلمين ينسوا بلادهم، وأنهم عندما فصلوا العرب والمسلمين عن بعضهم نجحوا في حصر فلسطين في ساكنيها وإذا أخرجوا ساكنيها منها وأعطوهم المال وأرضا جديدة فقد انتهت القضية وحصلوا على ما يريدون من تمكين للكيان الصهيوني.

لو كان ما يقولونه صحيحا لما وجدت الآن بين العرب والمسلمين من يطالب بقوة ويتشوق لاستعادة الأندلس وصقلية والبلقان وغيرها من البلاد التي دخلها العرب فاتحين لنشر الدين الجديد الى شعوب الأرض, حكموها فقط ولا يوجد لهم فيها ما يوجد في فلسطين من مقدسات وارتباط عقدي.

الخوف ليس على البلاد لأننا إذا ما استعدنا عافيتنا وتخلصنا من الأمراض التي نفثها الغرب اعداء الأمة - من أفكار خبيثة وفرقة وتمزق- نعيد الأرض وتتوحد البلاد، الغرب الذين ظنوا أنهم غلبونا بأفكارهم ونمط حياتهم، وأننا يمكن أن نتخلى عن عقيدتنا وديننا وتايخنا، وإنما الأيام دول ولابد لهذه الأمة أن تستعيد موقعها بين الأمم وتمارس دورها في إخراج الأمم من متاهات حضارة الغرب الفاسدة، وتستعيد أرضها وأفكارها وتعيد توحدها، عندها كل بلاد المسلمين وطن إذا ذهبت الوطنيات المصنوعة في الغرب.

اسرائيل وأميركا تراهنان على ذاكرة الشعوب وسيخسران الرهان ففلسطين ليست محفورة في ذاكرة الشعوب فقط بل محفورة بعقيدتنا إذ ربط الله سبحانه وتعالى المسجد الأقصى بالمسجد الحرام وذكره الرسول الكريم من المساجد التي يحج اليها،

فهل بعد ذلك وثائق تحفظ للأمة حقها في فلسطين وهل بعد الله ورسوله أحد له الحق بالتصرف بها وتمكين اليهود منها..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد