سابيع حصتي من الاردن .. !

mainThumb

23-03-2010 12:00 AM

محمد حسن العمري

سيداتي سادتي .. وكلاء العقار ، السماسرة الكرام ، الاخوة الخليجيون الذين ( تبط اكبادهم) من حرارة ورطوبة جدة ودبي و الكويت ، السادة الشركاء الاستراتيجيون ، شركات الاتصالات ، وكلاء البنوك ، ابطال الراليات العرب ، الفنانات المتقاعدات ، الى كل الوجوه العربية والاممية من غير (الصهاينة!) ، نمتلك نحن الاردنيون باحصاء بذلت جهدا طفيفا فيه ، كل نفر منا نحو 15 دونما من الارض ، من اراضي الاردن بصحرائها وسهولها وجبالها ( وعبدونها) ، يمتلك كل نفر منا قريبا من ذلك رغم اننا لسنا اشتراكين في عهد أفلت فيه الاشتراكية الا ما تلحقه الدول العربية مسماها الرسمي ، المهم يمتلك كل منا نظريا قريبا من 15 دونما ، كفيله بانهاء المشكلة الاقتصادية الى اليوم الذي يبعثون..! -

1- ليست العشرة دونمات في صحراء المفرق ومعان باقل شأنا من بضع السنتمترات التي يستحقها المواطن الاردني في حصته من دير غبار والدوار السابع ، فالصحراء الاردنية التي تحدث تقرير حديث عن وجود اسماك (هكذا!) نادرة تعيش فيها ، ناهيك عن ما يمكن ان توفره من مناخ وارض مناسبة لرحلات الصيد والمغامرة التي يعشقها الاشقاء من الشيوخ والسادات والخدم ، فيما حصة كل فرد بربع دونم في جبال السلط واربد ، ترد الروح ما بين الكف والكف، تعيدك كل جلسة فيها عام واحد-لا اكثر- للوراء - حتى لا تعود وليدا ربما لم تتلقى صغيرا مطعوم الحصبة فيلاحقك الى ، الكرك ، عجلون ، و(الثغر!) التي تنثر الرمال ذهبا ، وكل بقعة في الاردن لا تقل قيمتها عن السنتمترات التي نتزاحم عليها غرب العاصمة ، كل سنتمر مربعة واحدة من حصة الاردني تنثر الرمال ذهبا ، فاين المشترون...!!

-2- استخف ذات يوم كاتب واديب وسياسي عربي عتيد ، من موقف الاردن في حرب الخليج الثانية، قائلا ،:" الاردن لديها ما تعتمد عليه ..فهي اكثر دول العالم انتاجا للزعتر..!!" وانا اضيف له ، لكن لست ساخرا ، ان قطعة ارض اردنية لا تتجاوز ربما كيلو متر مربع واحد اسمها (جحفيه!) كان يعطفون المثل القائل ، " الذي يبيع الميه بحارة السقاية" " كالذي يبيع الصبر بجحفيه" اما الصبر فهو التين الشوكي او التين البربري او البلص او الصبار ، غنية فوائده عن التعريف ، واما جحفيه فهي تنتج ربع ثمار الاردن من الصبر ، وشوك الصبر هذا في عين الذي ، سخر ذات يوم من الاردن قائلا انها الاولى بانتاج الزعتر ، فيما تنشغل الدول العربية ، في البحث عن اعلى سارية علم او اكبر كبسة او اطول منديل كشفي لدخول جنس للارقام الفارغة..!

-3- عندما كتب محمد الماغوط " ساخون وطني" وكتب الاف السياسيين العرب ، بطاقات حب في بلادهم ، لم يكن الماغوط بالخائن ولا كانوا هم الاوصياء على البلاد التي باعوها ، و عندما كتب نزار ذات يوم :" قررت يا وطني اغتيالك بالسفر وحجزت تذكرتي ، وودعت السنابل ، والجداول ، والشجر " ما كان اغتيال الدمشقي العاشق الا تخليدا ابديا لحارات الشام التي يتنسمها العرب في كل المدن الغربية التي شهدت ذات يوم شموخ قاداتنا في كامب ديفيد ومدريد و انابوليس ، كان نزار الذي اغتال دمشق بالسفر يزهو على وجوهههم فيما المهاجرين العرب حيارى بوجوه تختلط ، تتشابه ، كصورة الثورة الاخيرة في مزرعة جورج اورويل ، ومنذ سنوات يخوض المخرج المثير للجدل خالد يوسف معاركه التي كان سيكسبها لو ابقى على فكرته الرئيسة في افلام تعبر عن حال نحو 20 مليون مصري لا يمتلكون قطعة ارض واحدة على ارض الكنانة التي انجبتهم الى العشواء ، او هكذا اراد ان يقول ، فيما غنى سعدون جابر ذات مرة للعراق " والمضيع وطن وين الوطن يلقاه..!..الله يا هل الوطن شو مسوي بي الله!!" اما غوار ، فقبل ان ينشد "لاكتب اسمك يا بلادي" كان يقول مترنحا : " فيه حدا بده يكرهني عيشتي حتى ارحل عن هالوطن .مين ما يكون هالحد ما بقدر... بدوخ بالطيارة ....مشكلتي الوطن بظل عايش فيه وين ما اهرب منه"!!

-4- حصتي في الاردن ، ليست للبيع ، ورثتها او افتديت بها سنوات غربتي ، سازرعها زعتر وانثره بوجه الواقفين باحمالهم الثقيلة على الابواب ، سأسيجها بالصبار يتناثر شوكه في وجوه ، الساخرين ، في وجه العابرين على الوطن ، في وجوه كل المستأسدين والمتثعلبين والمتأرنبين ، في مزارع الوطن ، هذا القصائد العشر الطوال من اذرح الى فقوع الى ضباعه الى عيرا الى المنصورة الى الخالدية الى تبنه الى الطرة الى ساكب الى قرية كان اسمها ( ابو نصير!)..!

لما مررت على لوحة ارشادية ذات مرة وضعتها امانةعمّأن باتجاه سهم نازل ( ابو نصير ..قرية) لا يعلم الزائر الكريم ان 33 مترا*33 مترا في هذه القرية بيعت في عهد قريب بربع مليون دولار ، قيمة هذه القرى التي ستصير كله الى هذا هو السعر عطفناه على القرى ، بزعترها وصبرها وبقلها وقثائها و فومها وعدسها وبصلها ، هذه الارض لا تباع ، يا ايها السادة الكرام ، كل ما فيها عنيد ، على البيع عنيد ، على الشراء ، عنيدعلى ان يلين..!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد