الملك بلغة فلسفية واضحة يقول لنا : في تاريخنا المدينة لم ولن تتحول إلى مكة

mainThumb

08-08-2009 12:00 AM

منذ 1430 عام هاجر المسلمون من مكة إلى المدينة نظراً لما واجهوه من ظلم وتعدي من المشركين في مكة كانت المدينة المنورة رمزاً للمؤاخاة الصادقة فاحتضنتهم وتقاسم أهلها قوت يومهم مع من جاءهم مهاجراً، ولم يتناسى المهاجرون أرضهم مكة ولم يفكروا أن المدينة ستكون هي مكة، بل كانوا يعون أن مكة لهم وحق يجب أن يعودوا لها من جديد، فحق العودة مشروع وغاية وهدف، وبعد عشرة أعوام من العزم والتحدي والإصرار عادوا لمكة من جديد، عادوا بفضل إيمانهم بقضيتهم وبحقهم وبفضل مناصرة أهل المدينة لهم، وإن أحفادهم يعون هذا الدرس ويعون أن تغير أسماء المسميات للدول والمدن أمر صعب فهذا درس تعيه أجيال فلسطين ومن احتضنهم في الأردن وغير الأردن، فمن الصعب أن تقنعنني أن الخليل هي الكرك فلكل منهما أصالة وتاريخ مشرف ولكل منهم شعب يؤمن بوجوده وحبه لوطنه، فالفلسطيني يعي حقه التاريخ والإنساني في أرضه في فلسطين ويدرك أنه سيعود لها.
كما أنه يعي الدور الأردني والهاشمي في تحقيق مبتغاه، وهو يعي أن طرح الإشاعات عن قصص الوطن البديل مجرد كلمات مريضة تصدر من أناس خارت قواهم العقلية ويبحثون عن مكاسب شخصية على حساب قضايا الأمة التاريخية، وعليه فإن :-
ما ورد من تصريحات لجلالة الملك حول وجود فئات مشككة بمسيرة الأردن ومستقبله نابعة من إيمان القيادة الهاشمية بقضايا الأمة، وهي كلمات تحمل في طياتها رسائل لكل العابثين والمتملقين والساذجين الذين يشكون بنهج المملكة وبصلابتها ليقول لهم أنهم تمادوا في تصوراتهم وأنه حان الوقت ليقف كل واحد مكانه، فهؤلاء المشككون بمواقف المملكة وبمستقبلها يطلقون ويروجون سمومهم ليقتلوا القضية الفلسطينية ويحاولون إيقاف مسيرة القيادة الهاشمية في نضالها من أجل نصرة الأمة وقضاياها.
وهؤلاء المشككون يطلقون سمومهم على شكل مانشيت إشاعي لترويج لأمراضهم وليكسبوا فئات معينة تصفق ورائهم وتطلق أصوات ضوضائية بأيدي جبانة وعقول فارغة، وعلى هؤلاء المتسابقين والمصفقين من خلفهم أن يعوا أنها ليست كل القضايا وحتى العناوين تصلح لتكون سلعة إعلانية، فالأردن بلد عصي على المحن قاهر لكل المتربصين أكبر من أن يكون مادة إعلانية بل هو عنوان هوية وطن ومملكة قائمة وشعب حر وقيادة هاشمية حكيمة وستبقى رغماً عنهم بهامات شعبها وفكر قيادتها، وعلى هؤلاء ضحايا الفيروسات الممرضة عقليًا أن يعوا أن المصفقين لن يكونوا غير نقطة في بحر عاتي سيواجه ما صفقوا له، كما عليهم أن يعوا أن الشعوب تعي لغتهم الجوفاء وما تحويه من مضامين فارغة، فلغتهم دائما واحدة رغم اختلاف العبارات، فوجه الشيطان لا يتغير إن ظهر فجراً أو مساء .
وفي النهاية عليهم أن يعوا أن قلة من الناس تصفق ورائهم لجهلهم وأن كثيرون سيقفون في وجههم من المفكرين والقادة والشعوب فلم ولن تكن الأردن فلسطين والحقيقة الثابتة أن للفلسطينيين وطن غرب النهر، وأن نهر الأردن يقولها في كل قطراته أن فلسطين في الغرب وأن الأردن سيبقى هاشميًا شرق النهر، وعليهم أن يعوا أن دماء شهدائنا ما زالت تفوح بها الروابي وتلال وجبال وسهول الوطن، وأن أفراحنا بشهدائنا ما زالت عنوان افتخار، وفي النهاية لينظر الكل للتاريخ فهل أصبحت المدينة موطن المهاجرين أم أنهم عادوا لمكة، سيجدهم... عادوا إليها.

karakmalek@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد