صحيفة السوسنة الأردنية

يقول الامام الغزالي رحمه الله ( تعلمت العلم ليكون لغير الله فأبى الا ان يكون لله) , المدارس على الابواب , وطلبة التوجهي القادمين دخلوها قبل وقتها , بالدراسة والجد وعن طريق الدروس الخصوصية , ولاشك ان اكثرهم بحاجة الى تلك الدروس , لما يشكله التوجيهي من حرب اهلية على نفسية اهلينا , لكن ان يتم انتهاك عذرية التعليم , وفقدان العلم قدسيته , باستغلال كثير من مدرسي الخصوصي للطلبة ,00فلماذا يكون المعلم كسولافي مدرستة , زهيدا في عطاءه , فقيرا في مادته صباحاً , ومساءًا يكون استاذا في مركزه , قويا في طرحه , معطاءاً في شرحه , وفيّاً مع طلابه ؟,00 اكثر المعلمين يطلب 10 او 15 دينار على الحصة الواحدة من الطالب الواحد , و(30-40) طالب اصبح في الدرس الواحد, اذًًا دخل بعصهم اصبح مبالغ خيالية , فاي تحطيم لقيم العلم السامقة هذا ؟! , واي قتل لنفسية التلميذ؟! ,00 والله لاقبلن ايدي اساتذتي الذين كانوا يرفضون اعطاءنا دروسا خصوصية , متعللين انه نفس الشرح ونحن نعلم صدقهم معنا وحبهم لنا, واذا اضطررنا نذهب لغيرهم , ليس لضعف شرحهم , ولكن حاجتنا للشرح في مادة اواخرى 00 وهذا قبل سنون مضت.

من صاحب القرار الذي يوقف هذا الاستنزاف , ويصد المستغلين , ويطارد المعلمين الذين هم من مدارسهم هاربين؟ , يا سبحان الله 00كيف انقلبت الموازين ؟! , كنا نهرب من استاذنا احتراما لجلال قدرة , ويعاقبنا عندما نهرب من مدارسنا , ولكننا سنعاقب المعلم الذي يهرب لدرس هنا ومركز هناك في المحكمة الربانية , فليحكّم ضميره , وليقوّي من عزيمة طلابه , ويمسك بإيديهم , ولا يسرق من علمه صباحا ليسده لطلبته مساءا , ولا يختلس من طلابه ما يملكون دون رضا منهم (المال),00 ولكن الحاجة اضطرتهم لذلك 00, وليحتسب علمه لله , فمن كان في حاجة للدرس يُعطى , ويقتضي المعلم اجره , ولكن ضمن المعقول .