إستبدال الادنى بالأفضل

mainThumb

11-08-2009 12:00 AM

زكريا ابراهيم العمري

إن إشتغال الناس بعيوب البعض الاخر لا يعني في الاغلب أنهم معنيون بذلك , إنما يعني ان ليس لديهم ما يقولونه , فيضطرون الى البحث من مادة سهلة للحديث فلا يجدون أسهل من تتبع عيوب اصدقائهم ومعارفهم , ولذلك فإننا كثيرا ما نلاحظ أنه عندما يغادر أحد الافراد مجلس أصدقائه يبادر أحدهم بتناول عيوبه بمجرد خروجه 0

وسبب تفشي هذه الظاهرة في مجلس من المجالس يرجع الى رغبة بعض أفراده في تملق أحد الجالسين , او إثارة الضحك وشغل وقت الجالسين بأحاديث تسلي 0

وإذا رأينا بعض المثقفين او مدعي الثقافة يشغلون وقتهم في عيوب الآخرين وفي القيل والقال , فان هذا لا يدل على عيب في الثقافة وإنما يدل على إنعدام روح الثقافة فيهم التي لو توفرت لديهم كونت ملامحهم الثقافية تكوينا صحيحا 0

ولا شك في ان الذين يشغلون أنفسهم بالثقافة وتسيطر عليهم روحها لا يمكن ان يشغلوا أنفسهم تتركهم حيث هم , وإنما تلك الروح تجعلهم دائمي البحث عن أصدقاء من نوعهم , همهم البحث والاطلاع الذين عن طريقهما ينمون ثقافتهم , لذلك فان أول ميزة لهم انهم إذا اجتمعوا تساءلوا عن آخر كتاب قرىء , وتحدثوا عن آخر صاروخ أطلق في دنيا الفضاء , إن الثقافة على هذا الاساس دواء ناجح لاي مجتمع يريد ان يشفى من داء الانشغال بعيوب الناس او بأي تفاهة أخرى , إنه بذلك يستبدل ما هو أدنى بما هو خير 0

zakariaalomari@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد