الممعوط

mainThumb

16-08-2008 12:00 AM

كان يا ما كان، كان هناك مزرعة للديوك البلدية وغير البلدية، كانت محترفة بالصياح، تصيح منذ الفجر ولا تتوقف ابدا، ويقال ان هذه الديوك كانت تفاخر الدنيا بصوتها وصياحها وتزهو بجمال ريشها وعرفها الاصفر ولا يستطيع اي كان ان يوقف صياحها او يستنكرها.

وكان بعض هذه الديوك يشرق مع اشراقة الشمس ويغرب مع غروبها او كما يقال يشرق مع المشرقين ويغرب مع المغربين، وفي يوم من الايام وبينما الديوك تصيح صياحها الروتيني الذي مله المستمعون في المزرعة ظهر فجأة وبدون سابق انذار ديك ممعوط الريش، صياحه يختلف عن صياح الاخرين، ملأ الدنيا سخرية ضحكا.

حاول البعض ان ينبتوا له ريشا ملونا كغيره من الديوك لكنه اصر على ان يظل منتوف الريش ممعوط الجناحين، لا غير ولا بدل حتى عندما ارسلوا له جاره ابو يحيى وجارته كرمه العلي رفض ان يضع ريشا حتى من الذهب وظل منتوفا ممعوطا.

قيل ان سبب اصراره على ذلك هو حبه لصوته، وقيل ان بساطة المزرعة التي جاء منها وقيل ان السبب هي وصية صديق صدوق ان يظل كما هو لا ريش ولا رياش وقيل ايضا خالف تعرف لكن الشيء الاكيد والذي لا جدال فيه ربما لا يعرفه احد ان هذا الممعوط رضي والدين والشيء الاكثر تاكيدا ان زوجته تصر على ان يظل ممعوطا منتوفا حتى لا تحك يده ظهره ويلعب بذيله.

أيها القلم الساخر.. يا قلما يصيح في زمن السكوت، أيها الصوت الممعوط من الرياء والنفاق ومسح الجوخ والكذب والدجل واللعب بالالوان. اصرخ حتى وان اتى الصباح فلا تتوقف عن الصياح، تكلم في زمن تعطلت فيه لغة الكلام وتحدث فيه النفط والدولار.

يا صاحب الحروف المليئة بالحبر الابيض كقلبك وطيبتك اكتب ولا تتوقف فان سخريتك تفرح الفقراء والمظلومين والمساكين واطفال الاشارة وقارعي الاجراس بالكنائس وطلاب المدارس وماسحي الاحذية واشهر الشتاء المليئة بالبرد وجاركم ابو يحيى وجارنا ابو العبد واصحاب الحقوق الضائعة وان كانت سخريتك تغضب الفاسدين والمفسدين والمغتصبين حقوقنا واكلين لحومنا وشاربين دماءنا .
royaalbassam@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد