حواري الأخير مع شيخ فاتحة الكتاب

mainThumb

28-10-2008 12:00 AM

بطبيعة الحال صدقت توقعات قلمي سارع الشيخ بالحضور ولكن لم يكن غاضبا كما توقعت بل في عينيه بريق معبر عن الشفقة والإحساس بالرثاء لواقع القضية الفلسطينية بشكل خاص والقضايا العربية بشكل عام خصوصا وان الكثير لم يتنبه بعد للقادم من مخاطر على الاقتصاد العربي بعد تهاوي جدار الرأسمالية في وول ستريت.

قلت : لماذا نحن على هذا الحال الذي يزعجنا أكثر مما يزعجك ؟ قال : لماذا ينفق الفقير حياته بالتمنيات ؟ أليس لأنه يبحث عما لا يملكه ويتجاهل ما لديه ؟ .. ومن منكم يتذكر أن أسوأ ما في أغنياء عصركم سعيهم لزيادة الفقراء من حولهم , وهل يعي الفقراء سخف اعتقادهم بقدرة الأغنياء على إسعادهم .

الم أعلمكم أن ((استمرار الفاشل بفشله مرتبط بمقدار استمراره في تبرير فشله ونجاح الناجح مرتبط بمقدار استمراره في تعزيز أسباب نجاحه , وكل ذلك مرتبط بقدر استفادته من كل التجارب التي اخفق فيها فتحولت لكم معرفي أوصله إلى النجاح وهكذا يولد الفاشل مرة ويموت أما الناجح فيولد كل مرة أصلح خطأ ارتكبه . أي بعدد المحاولات التي أجراها في سبيل النجاح ؟؟)) .

قل حواري الأخير مع شيخ فاتحة الكتاب : حياتنا أصبحت أصعب ومتطلباتها أكثر إلحاحا من حياة عصركم .. رد ضاحكا : الم أعلمكم: أن متطلبات الحياة كدرجات السلم كلما صعدنا درجة رأينا الدرجة التي تعلوها فان لم نستطع ارتقائها ولم ننتبه لما كنّا عليه, ولم نتعرف على أسباب عدم قدرتنا على نيل ما نريد.

ولا نخطط بشكل سليم للوصول أو لا نضع خطة لأهدافنا . نقع في جب التمنيات, وتصبح الشكوى عادة فنحول الحياة إلى صفحات سوداء معتمة يقودنا بها الحسد فتعمى البصيرة.

عندها سنتخبط كأعمى على جرف لا يسمع سوى نداء حاجاته فيركض خلفها ولا ينالها.

ليصبح سهل الاصطياد من ذوي الغايات السيئة , فيقع في شرك الحاجة . وأول ما يفقده احترامه لذاته وتنهار عندها ثقته بنفسه فيصبح مطواعا لكل ذي هوى إلى أن يتعرى وتنكشف مخازيه ويفقد كل شيء حتى اقل شيء كان يتمتع به من قبل. وقد يجرفه الحسد إلى استعداء الآخرين والنقمة على كل ذي نعمة فيكره ويصبح مكروها لذلك عليكم بالصبر والشكر وبذل المزيد من الجهد والإصرار على بلوغ أهداف... قلت :.. هناك الكثير من الأمور الحياتية الأخرى أصبحت معقدة .

رد : قلت لكم من قبل ( لكم أن تسعدوا أو أن تشقوا فانتم صناع حياتكم وراسمي ملامحها فارسموها جميلة وكونوا شموعا يستهدي بها القادمون بعدي وبعدكم ولا تقسوا على بعضكم فكلنا راكبي قطار لا نملك فيه سوى رغبتنا بالوصول إلى المحطة التي تشعرنا بالأمان ولا نستطيع البقاء فيه أو توجيهه مساره على هوانا .

أليس من واجبنا أن نترك المكان نظيفا لمن سيجلس مكاننا فالسمعة أهم من الكسب فهي الميراث الحقيقي..فلا تنشغلوا في تافهات الأمور لأنها أوراق متساقطة.)الم اقل لكم :(( وتذكروا أن الخسران هو الإحساس بفقدان احترام الإنسان لنفسه حتى لو لم يظهر ذلك للآخرين, وهذا يفقد المتعة بالكسب ويولد الخوف ويضّيع الفرص فتمسكوا بالتقوى واستنيروا بقوة المنطق لا بمنطق القوة .

واجعلوا القانون ترسا و لا تجعلوه سيفا على رقاب الضعفاء فواضع القانون اعرف منكم بخفاياه وطرق استخدامه منكم فلا تجعلوه يرتد عليكم .. فإذا تراخت قبضتكم على القانون عندها سيرتد عليكم .. وسيقل عدد الشرفاء ويصبح الدين عند بعضهم سلعة ورياء )لقد نبهتكم من قبل واعدت عليكم الدرس عشرات المرات هل تذكروا حين قلت وانأ أودعكم بالقبلات : يجب أن يكون القانون أعمدة بناء الوطن والحب لبنات جدرانه حتى لا نخاف على من أنجبناهم .

فإنشاء وطن رغم كل الصعوبات الظاهرة سهل. أما بناء الانتماء للوطن هو المهمة الأصعب .هل عرفت كيف سقطت بغداد؟؟. فوطن خالي من انتماء حقيقي للمواطن أشبه ببيت من أعواد ثقاب مهما كان اتساعه و مسمياته ..لا يصمد أمام النسيم فكيف سيصمد أمام العواصف والأطماع ؟ وان بقي القانون بدون حب أصبح سجن مظلم بلا نوافذ فيعمي البصر والبصيرة فيتخبط الناس بعضهم ببعض ويكثر التحايل على الحياة فيتحول الجميع إلى فرائس ومصطادين كل حسب قدرته.

وصائد اليوم يصبح غدا هو الطريدة. وهكذا سيسعى الكثيرون لاستجلاب قدرات من خارج البيت و يتحول الكثيرون إلى وحوش يستعدون الجيران بعدما تشوهوا لكثرة ما عانوا فيه من أهلهم و محيطهم الأصلي. بهدف هدم البيت على ساكنيه لان الكراهية سمة الجميع وخبزهم .

وهكذا يتحول الجميع إلى معاول هدم ولن يسمع للعقلاء نصح أو مشورة إلى أن يأتي يوم بعده لا يفيد الندم من الجميع .. قلت: وهل يفقد العقلاء صوابهم أيضا في لحظة الانهيار؟؟ قال : نعم أما رأيت كيف وصل الأمر في غزة ؟؟ لأن من أصبحوا عقلاء في زمن الجنون هذا, أصلا ليسوا عقلاء بل كانوا جبناء فاقدي احترامهم لأنفسهم فخوفهم من كسبهم وعلى كسبهم منعهم من الوقوف في وجه عوامل ألهدم الأولى لأنهم كانوا أول هذه المعاول منذ اللحظة التي تغلبت شهواتهم و أنانيتهم على إحساسهم بالمسؤولية فهم زارعو بذور الشر.وأول حاصديه .. ثم رفع صوته عاليا وقال : تذكروا دوما أن للوطن رموزه وهي فوق الجميع وأن الوطن ورموزه دوما أولا واخذ يرددها وانسل خارجا كعادته وابتسم قائلا سأذهب للاحتفال بذكرى استشهاد رمزا وقائدا من رموز النضال التحرري الفلسطيني فقد جاءنا مبطونا......... قدم قلمي استقالته خجلا وخرج مع الشيخ مودعا ولا أظن أن الشيخ بعد هذا سيقتحم أحلامي فلا ادري ايئس مني أم انه يرى أمور قادمة لا افهمها ولذلك رحل ؟؟؟؟؟؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد